* يعتبر كارل ماركس مؤسس الاشتراكية , وقد ولد في عام 1818 في مدينة ترير في ألمانيا. وكان والده محامياً وعندما بلغ السابعة عشرة دخل جامعة بون لدراسة القانون، ثم انتقل فيما بعد إلى جامعة برلين ولكنه أحرز شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة يينا. - ثم اتجه إلى الصحافة وبعد مدة أصبح رئيس تحرير جريدة رينيش زيتنج في كولون ولكن وجهات نظره الثورية (الراديكالية) سببت له المتاعب فانتقل إلى باريس وهنالك التقى بفردريك انجلز وقد استمرت صداقتهما الشخصية الحميمة طيلة حياتهما.
- وسرعان ما طرد ماركس من فرنسا فانتقل إلى بروكسل وهناك نشر أول أعماله وهو (بؤس الفلسفة) وفي السنة التالية ألَّف بالاشتراك مع انجلز كتاب (البيان الشيوعي) بتكليف من عصبة الشيوعيين وهو أوسع كتبهما انتشاراً. وفي أواخر تلك السنة رجع ماركس إلى كولون ولكن سرعان ما طرد بعد بضعة أشهر وعند ذلك انتقل إلى لندن حيث قضى بقية حياته. - ومع أنه كان يكتسب رزقه من كتابة المقالات إلا أن ماركس قضى معظم أوقاته في لندن في البحث وكتابة الكتب في السياسة والاقتصاد. - وفي خلال تلك السنوات كان انجلز الصديق الحميم يمد ماركس بالمساعدة المالية للقيام بسد أوده وأود عائلته. وقد ظهر المجلد الأول لعمله الهام وهو (رأس المال) عام 1867. وعندما توفي ماركس في عام 1883 لم يكن المجلدان الأخيران قد كملا ولكن انجلز أكملهما من الملاحظات والمخطوطات التي كان ماركس قد خلفها. - وإن كتابات ماركس تشكل أساس الشيوعية ونظراً لازدياد أهمية الحركة الشيوعية في القرن العشرين فمن الواضح أنه يستحق مكاناً عالياً مرموقاً في هذه القائمة.
- ففي الوقت الحاضر وبعد قرن واحد من موت ماركس فإن عدد الأشخاص الذين يعتنقون الماركسية هو حوالي (1,3) بليون نسمة وهذا العدد يزيد عن عدد معتنقي أي إيديولوجية خلال تاريخ البشرية. وهذا ما حدا ببعض الكتاب غير الشيوعيين للاعتقاد بأن المستقبل سوف يشهد انتصاراً ساحقاً للماركسية. والشيوعية في الوقت الحاضر تشدد على أربعة أفكار رئيسية: - إن هنالك أغنياء قلائل يعيشون برفاهية بينما بقية العمال يعيشون عيشة الفقر والعوز. - إن الطريقة لتصحيح هذه الظلامات هو إنشاء نظام اشتراكي أي نظام تكون به وسائل الإنتاج ملكاً للشعب وليس للأفراد. - في معظم الأحوال إن الطريقة العملية الوحيدة لإحلال هذا النظام هو الثورات الاشتراكية. - للحفاظ على هذا النظام الاشتراكي يجب المحافظة على دكتاتورية الطبقة العاملة لمدة لا بأس بها من الزمن.
- إن أهمية الفيلسوف ليست في فلسفته فحسب ولكن فيما إذا كانت أفكاره قد أثرت وحركت الرجال إلى العمل وإذا حكمنا على ماركس من هذه الناحية فإننا نجده ذا أهمية ضخمة.