مفلح العدوان - تصوير حاتم علي - ماذا لو قُطّعت خيوط المسابح مرة واحدة، وتناثر حَب خرزها حتى غطى الشارع، وجعل المدينة في حيرة من أمرها لحظة واحدة؟ ماذا لو أن الأسطوانات الملونة، قررت أن تنشر تلك الخيوط، مثل لعاب العناكب، على الأبواب، والنوافذ، والأرصفة، وعيون البشر؟ ماذا لو تصدعت حجارة الجدار المتسخ وراء رأس حارس المسابح، والخيوط، وبعد تصدعها، تآلفت أغبرتها، لتصير كثبان رمل تتشكل قبعات من الشيب على رؤوس الأطفال والشباب والكهول، ثم تنامت علامة استفهام كبرى، تعلن الحزن الصامت، حدادا على ما ضاع من فرح، وما غاب من بهجة في القلوب؟ *** ترى لو حدث كل هذا، هل يبقى بائع الوهم، ورعا، صامتا، صافنا، شائبا، جالسا، متفكرا، كحاله الآن؟ أم يعلن قلقه المشروع، وخوفه من تتسلل العناكب من على بسطته ، لتصير خيوطها فضاء يغلف المدينة حتى لا يصلها نور الشمس!!