موضوع: يوسف إسلام .. مطرب إنجليزي عاش حياته لنشر الإسلام الأربعاء أكتوبر 28, 2009 9:53 am
يوسف إسلام.. مطرب إنجليزي عاش حياته لنشر الإسلام
كانت هناك محطتان مهمتان في الرحلة الإيمانية التي قادت المغنى البريطاني ''كات ستيفنس'' إلى اعتناق الإسلام وتغيير اسمه إلى يوسف إسلام، الأولى عندما أهداه شقيقه نسخة من القرآن الكريم، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتعرف فيها كات ستيفنس على الإسلام عبر شقيقه الأكبر، والثانية عندما أنقذ من الغرق أثناء سباحته في البحر. وكان شقيقه الأكبر قد عاد من منتصف السبعينات من زيارة إلى القدس متأثرا بما رأى هناك وبدأ يقص على شقيقه الآثار الطيبة التي خلفتها زيارته إلى هذه المدينة المقدسة، وانبهاره بالمعاملة الكريمة التي عومل بها من المسلمين هناك، فمن هنا بدأت أولى خطوات ستيفنس الإيمانية التي لم تكن رحلة سهلة، بل كانت رحلة صعبة وشاقة. وأظهر يوسف إسلام - بحسب مصراوي- منذ إشهاره الإسلام حماسة قوية للعمل من أجل خدمة الإسلام، وبذل جهودا مقدرة في سبيل الدعوة الإسلامية داخل بريطانيا وخارجها مما اكسب عمله وجهوده الإسلامية بعدا عالميا، وبالإضافة إلى اهتمامه الدعوى، أولى يوسف إسلام اهتماما خاصا بالتعليم ودعا في أكثر من مناسبة إلى إنشاء المدارس الإسلامية في بريطانيا وكان له قصب السبق في إنشاء أول مدرسة إسلامية مكتملة في بريطانيا ''المدرسة الإسلامية'' في شمال لندن. وحرص يوسف إسلام منذ الأيام الأولى من إشهاره الإسلام على أن تكون له علاقة وثيقة بالمركز الثقافي الإسلامي في لندن، كما شارك بجهد مقدر في الأعمال التطوعية الخيرية ومنها العمل في جمعية عمار المساجد، ثم شرع في تكوين حلقة دراسية إسلامية كانت تعنى بالمسلمين الجدد في بريطانيا. أما عن رحلته الإيمانية فيقول إنها بدأت مع هدية من شقيقه الأكبر تمثلت في نسخة من كتاب الله وأحاديث عن المساجد في القدس، مشيرا إلى أنه بعد أن فرغ من قراءة القرآن الكريم لأول مرة في حياته ووجد مجموعة إجابات لمجموعة من الأسئلة الحائرة التي كانت تدور في رأسه عن الخلق والخالق. واستطاع يوسف أن يتكيف بسرعة مع دينه الجديد مع حماسة بالغة لهذا الدين ساعدته في تغيير نفسه وتحويلها من إلى ركن من أركان المجتمع الإسلامي البريطاني. ولد ستيفن جورجيو في عام 1947 في لندن من أب إغريقي وأم سويدية، وبدأ يكتب الأغاني منذ صغره وهو طالب في كلية همرسميث في لندن صدرت له أغنية بعنوان ''أحب كلبي'' في عام 1966 وبدأ يشتهر في عالم الغناء باسم كات ستيفنس، وفى يناير عام 1967 سجلت إحدى أغنياته لأول مرة ضمن قائمة أفضل عشر أغنيات. وبعد شفائه من مرض أوقفه عن أداء نشاطه لمدة زمنية، عاد من جديد إلى عالم الموسيقى والغناء في عام 1970، وذاعت أغنياته وأصبح مغنيا مشهورا وموسيقيا معروفا، وتخطت أغنياته حاجز المحلية إلى نطاق العالمية. وفى عام 1977 بعد أن أمضى بعض الوقت في البرازيل، وبعد فترة وجيزة من هذه العودة بدأ رحلته الإيمانية بحثا عن إجابات مقنعة عن أسئلة حائرة عن الحياة والموت والخلق والخالق. وبالفعل بعد دراسة عميقة ومتأنية عن الأديان توقف ستيفنس عن دراسة الإسلام.. وبدأ يقرأ العديد من الكتب الإسلامية، بالإضافة إلى قراءة القرآن الكريم فشعر بانجذاب نحو الإسلام فسارع إلى إشهار إسلامه في عام 1977 وتغيير اسمه من كات ستيفنس إلى يوسف إسلام وبعد إسلامه هجر الغناء والموسيقى. وفى عام 1979 تزوج يوسف إسلام من فوزية على الفتاة آسيوية مسلمة التي شاهدها لأول مرة في مسجد كينسنجتون وسط غرب لندن ولم يتحدث معها من قبل. وتمت مراسم زواجه على الطريقة الإسلامية وأنجب منها أطفاله الخمسة. وبدأ يوسف يتعمق في فهم الإسلام عن طريق دراسة القرآن الكريم دراسة عميقة، فتوصل بعدها إلى قناعة تامة بضرورة العزوف عن الغناء والموسيقى والتخلي عن مهنته كمغني، فباع آلاته الموسيقية وهجر الموسيقى تماما، وسخر دخله المادي في تأسيس مدرسة إسلامية تربى النشء تربية إسلامية وتعلمه أموره الدينية، إضافة إلى التعليم النظامي العادي، وبالفعل أنشأ المدرسة الإسلامية في كيلبرن بشمال لندن. وحرص على أن يعلم أطفاله الخمسة تعليما دينيا إلى جانب تعليمهم العادي، وربما كان أطفاله سببا رئيسيا قاده إلى الاهتمام بقضايا التعليم الإسلامي في بريطانيا. وبدأ يوسف اهتمامه بمسألة التعليم الإسلامي في بريطانيا في عام 1983 عندما أصبح رئيس وقف المدارس الإسلامية، فأسس في بادئ الأمر المدرسة الابتدائية الإسلامية ثم المدرسة الثانوية الإسلامية للبنين والبنات في شمال لندن. وطالب يوسف الحكومة البريطانية بتخصيص ميزانية للمدارس الإسلامية أسوة بتخصيصها مبالغ محددة لمدارس الطوائف الدينية الأخرى كالكاثوليكية والإنجليكانية واليهودية، ولم تستجب الحكومة البريطانية لطلبه هذا، ولكنه لم ييأس بل استمر في حملته إلى أن وافقت الحكومة البريطانية الحالية على طلبه وخصصت ميزانية محددة من وزارة التعليم للمدارس الإسلامية ومن بينها مدارس يوسف إسلام الإسلامية. وكان يوسف يناقش الحكومات البريطانية السابقة منذ الثمانينات بطرحه السؤال: لماذا لا تتمتع المدارس الإسلامية في بريطانيا بالحقوق التي تتمتع بها المدارس الدينية الأخرى مثل المدارس الإنجليكانية والكاثوليكية واليهودية؟. عاش يوسف منذ صغره تجربة التعايش مع المذاهب الدينية المختلفة، إذ كان والده إغريقيا مسيحيا ينتمي إلى مذهب الأرثوذكس، بينما والدته سويدية مسيحية تنتمي إلى المذهب الكاثوليكي، كما أن المجتمع البريطاني الذي يعيش فيه من أتباع الكنيسة الإنجليكانية، فهذه كلها مذاهب دينية متعددة في الديانة المسيحية التي نشأ وتربى عليها. وحرصت والدته أن يتعلم في مدارس دينية لذلك تعلم في مدرسة كاثوليكية. وفى سن التاسعة عشرة كان يوسف في قمة مجده الغنائي والموسيقى، وفى تلك الفترة وفى زحمة نجاحاته في عالم الغناء والموسيقى أصيب المغنى الشاب بمرض السل فاضطر بسبب هذا المرض اللعين أن ينقطع عن عالم الغناء والموسيقى، وأن يمتنع عن مخالطة الناس، فظل بسبب هذا المرض بعيدا عن الناس وعن الغناء والموسيقى وحبيسا في المستشفى يتلقى العلاج، في هذه الأثناء بدأ يبحث عن اتجاه روحي في دراسة فلسفات عديدة وقراءة العديد من كتب الفلسفة والديانات المختلفة. ومن هنا أخذت رحلته الإيمانية اتجاها روحيا لم تتشكل معالم طريقه أو تتحدد توجهات مساره، بل ظل راغبا في قراءة المزيد من هذه الكتب بحثا عن الخلاص النفسي وإشباعا للخواء الروحي. وتمثل هذه الفترة الزمنية منعطفا مهما ليس في رحلته الإيمانية فحسب بل في كل مسار حياته، كما أن هذه الفترة الزمنية تأتى أهميتها من كونها جزءا من يقظة جيل الستينات؟ وقال يوسف: ''لقد أهداني شقيقي الأكبر هدية كبرى وعظيمة بمناسبة أعياد ''الكريسماس'' وهى عبارة عن القرآن الكريم، وبدأ يروى لي في تأثر ملحوظ جوانب مما رأى خلال زيارته إلى المسجد الأقصى في القدس، متسائلا عن أسرار الدين الإسلامي، وشعرت أن هذه الهدية جاءت في الوقت المناسب، حيث كنت في حيرة من امرى أبحث عن طريق النجاة في كتب الفلاسفة والأديان الأخرى''. وأضاف يوسف: ''عندما جاءتني هذه الهدية الكبرى كنت مثل قارب يسير بلا وجهة فبعد قراءة القرآن الكريم أدركت وجهتي وحددت طريقي وشعرت بأن في القرآن الكريم هدايتي وهداية البشرية جمعاء، وهكذا أفضت رحلتي مع كتاب الله إلى الإيمان بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وبالقرآن العظيم كتابا، فأشهرت إسلامي وغيرت أسمى من كات ستيفنس إلى يوسف إسلام لأنني كنت في غاية التأثر بقصة سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وقررت التخلي عن الغناء والموسيقى واعتبرتهما من عرض الدنيا الفانية ولجأت إلى ما عند الله وما عند الله خير وأبقى''.