البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: دور المسجد في التربية وبناء الإنسان السبت يوليو 26, 2008 8:06 pm | |
|
دور المسجد في التربية وبناء الإنسان
مصطفى أبو رمان حرص الإسلام على بناء الإنسان، وترسيخ مفهوم الإنسانية وتعميقها في ذات الفرد، فالخلق صنفان: أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، وما أكثر الآيات القرآنية التي تخاطب الإنسان ليتوجه للعبادة ومعرفة الله تعالى. إن رسالة المسجد هي الألفة والمحبة والوحدة وإيجاد المجتمع المتماسك المترابط، والمسلمون يمثلون هذا في داخل المسجد، بصفوفهم المتراصة، وتواصلهم اليومي في صلواتهم الخمس، وفي سؤالهم عن أحوال بعضهم البعض، والمصافحة التي هي عنوان المسلم. والسلام عنوان هذه الأمة وشعارها: إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلّم عليه وأخذ بيده فصافحة، تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر. كما أن رسالة المسجد هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن واجب الأمة لأن تتعلم ذلك من المسجد، لتنطلق في حياتها آمرة ناهية مرشدة مربية. ومن المسجد تحافظ الأمة على كتاب ربها وهدي نبيها، ففي المسجد تقام دروس الوعظ والإرشاد لبقاء الأمة على التواصل مع العلم الشرعي، من قرآن وفقه وحديث وسيرة وتاريخ، ولهذا فإن على مكتبات المساجد أن تضم تراث هذه الأمة. وهناك دور للمسجد يجب أن يراعيه ويحرص عليه القائمون على المسجد، وهو فهم حاجة الأمة للوعي في كل مناحي حياتها، ونشر الوعي في مواجهة الهجمات القائمة على الإسلام ورد الشبهات ودحض المفتريات وتوعية المسلمين بما يحاك ضدهم وما يسمعونه من خلال بعض وسائل الإعلام المغرضة. والمسجد الذي هو مكان للعبادة وإقامة الصلاة اليومية والأسبوعية في يوم الجمعة، والمناسبات كالعيدين وصلاة الكسوف والخسوف وصلاة الجنازة، فإنه مكان يجمع المسلمين على كلمة واحدة، من خلال هذه الشعائر، فالإمام الواحد والقبلة الواحدة والكتاب الواحد، هي مقومات للجمع والوحدة. والمسجد الذي جمع المسلمين بهذه الوسائل وبهذا الهدي، مع وجود الحكمة في الدعوة، قادر على أن يجمعهم فلا يتفرقون ويوحدهم فلا يتنازعون. إن للمسجد دورا في الانتماء الوطني، من خلال ترسيخ معنى حب الوطن كحب العقيدة، وإلا فلا معنى للجهاد، وهو ذروة سنام الإسلام، إذا لم يكن دفاعاً عن الوطن والعقيدة والإنسان. وهذا يحتاج لإثبات هذا الدور بالتوعية لكل المخاطر التي تحيط بشبابنا من مخدرات وحوادث سير وأفكار مدمرة للعقول، إلى غير ذلك مما نحتاجه في بناء الإنسان الفرد وبناء المجتمع الصالح. لقد كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأول، بالإضافة إلى كل ما ذكر من أدوار، مجلس شورى وعقد للألوية واهتمام بأمر المسلمين: الفرد والمجتمع والدولة، ومكان تعقد فيه مجالس الحوار وحلقات العلم، ويتم فيه استقبال الوفود وإقامة أفراح المسلمين وأحزانهم، وقلعتهم الروحية، ومجلسهم الذي فيه يجتمعون، ومنه يتعلمون، وداخله يتواصلون ويتحابون. كثيرة هي الرسائل التي يحملها المسجد من محرابه ومنبره والصلاة فيه، فاجتماع المسلمين وما يُتلى من كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، هي رسائل تجمعها عمارة المسجد المعنوية قبل العمرانية المادية "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين". * إمام وخطيب مسجد
منقول
| |
|