البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: ساعدي طفلك ليكن جريئا الأحد أكتوبر 25, 2009 3:57 pm | |
|
ساعدي طفلك ليكن جريئا
د. اميمة محمد عمور - سؤال متكرر ،ويواجهني في اكثر من حوار مع الامهات ، وخاصة حين نبدأ في الحديث عن اطفالنا وطرق تربيتهم وما الوسائل الامثل لبناء شخصية الطفل . كيف أعالج طفلي الخجول فوجهه يحمر من الخجل إذا طلبت منه أن يسلم على الضيوف او يحادث غرباء حين اصطحبه الى مجمع تجاري لنشتري بعض الحوائج ..! سؤال غالبا ما تحار الامهات في جوابه. و الأمر ليس على طريقة سؤال وله جواب مباشر ،وتنتهي المشكلة بحلول ترضي الامهات ،فقبل أن ندعو الطفل إلى مواجهة الضيوف أو الغرباء علينا ان نشجع النشاطات الاجتماعية ونكافؤها لديه ليصبح سلوكه في السلام والمصافحة والحوار مع الاخرين طبيعيا ،دون اقحامه في موقف ربما يزيد من خجله ويسبب له حرجا فوق حرج . لنضع الطفل الخجول مع غيره من الأطفال عبر الزيارات والرحلات ورفاقه في مجموعات اللعب ، قبل اقحامه مع الكبار ،و نشجع الثقة والجرأة ونعلمه أن يقول ( لا ) عندما لا يكون راغبا في عمل شيء ما نطلبه منه ، او يطلبه الأخرون ،فكما نحب نعم من أطفالنا كذلك ينبغي ان نحب اللا الواضحة لانها مفتاح لفهم شخصية اطفالنا . وليس ذلك فقط بل ان التوتر والارتباك في المواقف الاجتماعية سواء في البيت او في مجمع تجاري هو أمر طبيعي عند كثير من الأطفال، والخطورة ان ضخمنا المشكلة .. فالطفل يحتاج لبعض الوقت ليفهم ما يدور حوله وبعض الأمور التي نعتبرها عادية وتحصيل حاصل قد لا تكون كذلك لأطفالنا. وعلى الامهات ان تحاول تفهم مشاعر طفلها وأفكاره وقلقه إذا طالت فترة الخجل وتراقب توتره ،وان زارت مدرسته فلتتجنب دائما إطلاق التسميات والأوصاف امامه كان تقول لمعلمته انه خجول جدا ، وقد سبب لنا موقفا محرجا امام الضيوف أو ما شابه ذلك. ودور الام ان توفر لطفلها مزيدا من التدريب في المنزل كأن تغريه بالحديث عن موضوع يحبه أو أن يتلو قصة أو غيرها أمامها اولا ثم امام والده واخوته لان ذلك يعزز من ثقته بنفسه. اما الجرأة فهي نقيض الخجل وجزء لا يتجزأ من هذه الحياة يحتاجها الطفل ويمكن أن تلازمه إذا ما اتبعت أسس تنميتها الصحيحة، ومعرفة حدودها من خلال اختبار طفلك على منحه أكبر قدر منها، وتبقى صفة جميلة ما لم تتجاوز الحدود ، ولهذا فأن تنميتها بشكل صحيح سيؤدي إلى استقلالية الطفل وهذا ما يحدده الأسلوب التربوي الصحيح الذي يحدد عند الطفل مفهوم الجرأة وكيفية استخدامها بأي وقت وأي مكان، من خلال تعزيزها داخل ذاته كي تصبح له صفة وعادة من عاداته الشخصية أمام المواقف الحياتية التي قد تحدث معه. ومن أبرز صفات تنمية الجرأة في ذات الطفل، تقوية ارادته على تحمله للصعاب والمواقف،ودفعه نحو التمييز، بين فعل الصواب وفعل الخطأ، والذي هو مؤشر على وعيه، وهذا حافز كبير لتقوية جذور الجرأة في ذاته، وكذلك حثه على التحكم بذاته وإرادته، والدفاع عن ما هو له، من خلال تشجيعه على المشاركة في النقاشات بكل اقدام و تنمية استعداد ه على بناء الحجة وعلى تطور قدرته في الدفاع عن وجهة نظرة ، حيال الأشياء، وحتى بالأشخاص، لكن ضمن إطار الأخلاق والأدب وعدم خدش المشاعر والأحاسيس. ومن المهم منح الطفل الإستقلالية، لان ذلك ينمي في ذاته روح المغامرة وحب الإعتماد على نفسه بعيدا عن الإتكالية ويسهم بتنمية الإطمئنان النفسي في داخله بعدم زجه في تعقيدات نفسية، من مثل معاقبته غير المبرره على أمور سخيفة أو إنتقاده أمام الآخرين، مما يطور في ذاته حالة من الإحباط ، التي تؤدي به إلى العودة الى الخجل. وكل هذه الأمور ستجعل منه على المدى البعيد شخصية تتغلب على الصعاب والمحن، والتحكم بذاته وإتخاذ القرارات في شتى الأمور. ولهذا تعد تنمية الجرأة في ذات الطفل من المميزات الهامه في بناء شخصيته وفي تميز ه ، فالتفرد والتميز وامتلاك الطفل للجراءة وتنميتها بشكل صحيح سيؤدي إلى ما نسعى له من إستقلالية للطفل في مواجهة الأحداث والمواقف التي يتعرض لها والصمود بوجهها. كما أنها ستنفعه بمواقفه تجاه الصعاب وتمكنه من السيطرة عليها بعزم، مما يساعده على مجابهة الصراعات والمواقف التي قد يتعرض لها في هذه الحياة .
منقول
| |
|