اكتشفت باحثة أمريكية في علم النفس سبب إصرار بعض الأطفال على تلوين الخيول باللون الأزرق والمروج باللون الأحمر. وأكدت الباحثة فانيسا سيمرينج من جامعة ويسكونسين بمدينة ماديسون الأمريكية في دراستها التي تنشر نتائجها في عدد تشرين أول من مجلة ''جيو'' الألمانية أن لهذا الخلط الواضح بين الألوان علاقة بتطور المخ. وذهبت الباحثة في دراستها إلى أنه ليس بمقدور الأطفال من الجنسين قبل سن الخامسة الربط بين شكل أحد الأشياء ولونها والاحتفاظ بهذا الربط في المنطقة التي سمتها الباحثة ''الذاكرة النشطة'' بالمخ وذلك حسبما ذكرت مجلة جيو اليوم الجمعة في هامبورج. ولكي تبين سيمرينج الفارق بين إدراك أطفال المجموعات العمرية المختلفة للترابط بين لون الأشياء وشكلها فقد عرضت صورا ذات لون أو لونين أو ثلاثة ألوان لنجوم و صلبان و مثلثات لمدة ثانيتين على 28 طفلا في سن أربع و خمس سنوات و 28 متطوعا من البالغين. ثم قام فريق الباحثين تحت إشراف سيمرينج بعرض صور مماثلة على نفس المجموعات مع تغيير اللون الأصلي لهذه الأشياء ومكانها في نصف هذه الصور وجعل النصف الآخر من الصور مطابقا لأصل الأشياء. وكان على المشاركين في التجربة أن يقرروا ما إذا كان شيء ما قد تغير في الصورة أم لا. والنتيجة: استطاع البالغون والأطفال في سن الخامسة التعرف بوضوح على التغيرات التي طرأت على الصور. أما الأطفال في سن الرابعة فوجدوا صعوبات بالغة في الربط الصحيح بين الشكل واللون. واستنتج الباحثون من ذلك أن القدرة على الربط بين الشكل واللون تتطور متأخرا نسبيا لدى الأطفال وأن الأطفال في سن الرابعة يتذكرون على سبيل المثال أنهم رأوا بطة وكرة و سيارة ويتذكرون أن هذه الأشياء كانت حمراء وزرقاء وصفراء ولكنهم لا يتذكرون أن البطة كانت زرقاء والكرة حمراء والسيارة صفراء. وبناء ذلك فإن الباحثين يرون أن تلوين الأطفال صورهم بألوان غير واقعية ينم عن عدم نضوج المخ لديهم وليس دليلا على أن الأطفال يتناولون قلم الألوان الأقرب والأفضل لأيديهم. وكان الباحثون قد عرضوا نتائج دراستهم من قبل خلال ملتقى علمي نهاية تموز في أمستردام.
(د ب أ)
لماذا يلون الأطفال الخيول بالأزرق والمروج بالأحمر ؟