لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خالد بن الوليد .. السيف والقيادة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : خالد بن الوليد .. السيف والقيادة Jo10
نقاط : 200490
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

خالد بن الوليد .. السيف والقيادة Empty
مُساهمةموضوع: خالد بن الوليد .. السيف والقيادة   خالد بن الوليد .. السيف والقيادة Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 07, 2009 9:46 am



خالد بن الوليد.. السيف والقيادة

خالد بن الوليد .. السيف والقيادة 24070110

سامح محاريق - ألهمت شخصية خالد بن الوليد رضي الله عنه الشباب المسلم الذي اعتبره دائما بمثابة القدوة، الشخصية الاستثنائية التي يستدعي ذكرها مفاهيم باتت خلافية مثل الشجاعة والإقدام ولكنها كانت واضحة في زمنه، لم تكن تقنيات الحرب قد تطورت بالطريقة التي نشهدها هذه الأيام، ولم يكن يمكن لصبي خجول يجلس وراء شاشات الكمبيوتر من بارجة في عرض البحر أن يطلق صاروخا ليخترق الملاجئ المدنية ويقتل المئات، كانت الحرب في زمن خالد بن الوليد مواجهة حقيقية تندفع فيها الإرادة الإنسانية إلى قمة تشخصها في الإنسان، وتصبح مواجهة بين ندين حقيقيين يحمل كلاهما في ذاكرتها التي توشك أن تغادر إلى منزل آخر كل تاريخه الشخصي والقومي، من طفولته وعناية الأم بضعفه، ولهوه بين أقرانه وجلسات السمر، هذه البنية العاطفية تدفع المقاتل إلى التفاني إلى البذخ في غضبه وانفلاته، وكان ابن الوليد رجلا من ذلك الزمان، كان أروع رجاله، فهذه البنية توجت بالإيمان وما يحمله من وعد مبين بالحق والعدالة والكرامة، لذلك كان أسطورة خالدة ذلك الفتى القرشي الذي قوض أعظم امبراطورتيين في زمانه، أمام ملابسه البسيطة خضعت البزات المزركشة والمطعمة بالذهب والفضة لقادة الجيوش الفارسية والبيزنطية، وتحول إلى أعظم قائد عسكري في التاريخ، ربما يستدعي البعض جانكيز خان ونابليون بونابرت للمقارنة، ولكنها ليست في صالح أي منهما بالقياس إلى المنهجية العسكرية الحضارية التي انتهجها خالد وكذلك النتائج بعيدة المدى، وأيضا الفوارق في طبيعة الجيوش وإمكانياتها وخبراتها.
هو خالد بن الوليد بن المغيرة من بني مخزوم أحد بطون قريش التي تسابقت على حيازة الشرف مع الفروع المحورية الأخرى بني هاشم وبني أمية، وفي وسط الفرع المخزومي ينتسب خالد إلى الرجل القوي الوليد بن المغيرة، بمقاييس هذا العصر كان الوليد رجلا مفرط الثراء، ينفق ببذخ ويتمكن لوحده من بناء أحد أركان الكعبة بينما تتعاون جميع الفروع والقبائل الأخرى في البناء المتبقي، وكان لقبه بين سادة قريش بالوحيد وريحانة قريش لأنه يتكفل بكساء الكعبة لعام بينما تتكفل بقية قريش بكسائها في العام الذي يليه، وكان الوليد من سادة قريش المشهورين بالحكمة والبلاغة فكان دوره محوريا في بناء مواقفها واتخاذ قراراتها، ولذلك دفعته قريش لمواجهة الدعوة الإسلامية في بدايتها، وتوضح المدونات التاريخية أن الوليد لم يكن مدفوعا في مواجهة النبي الكريم بسبب رؤية عقائدية، ولكن بسبب التنافس التقليدي بين الهاشميين والمخزوميين، وأدرك النبي هذه الحقيقة لذلك كانت دعوته ''اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين'' أو بحسب رواية الترمذي ''اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب ، قال : وكان أحبهما إليه عمر '' لما يمثله ذلك من اختراق للفرع المخزومي من قريش بما يعزز من موقف المسلمين الذي استضعفوا وتعرضوا للمحنة بسبب انتمائهم للدين الجديد، وأبو جهل هو عمرو بن هشام بن المغيرة والوليد عمه، أما عمر بن الخطاب فأمه من بني مخزوم وأبو جهل هو خاله، وليس يخفى الضغوط التي تحملها الفرع الهاشمي نتيجة الدعوة الإسلامية سواء من دخلوا في الإسلام أو بقيوا على جاهليتهم ولكنهم وقفوا بجانب النبي الكريم لأسباب القرابة.
في هذا المنزل بالغ الثراء والمنعة بين قريش ولد خالد بن الوليد، فالثراء تمثل في والده الوليد أما المنعة فكانت من نصيب عمه هشام الذي كان قائدا لمخزوم في حرب الفجار، ولذلك كان ينظر إلى خالد وأخوته كمنافسين حقيقيين على سيادة قريش، وفي المنافسة كان بجانبهم أبناء حرب بن أمية وأبناء عبد المطلب بن هاشم، وكان نصيب خالد بن الوليد الفروسية بين أخوته وأبدى فيها تقدما كبيرا ولم يكن ليفوقه في قريش كلها سوى حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وأبدى خالد في قدرة كبيرة في جميع الاختبارات التي واجهها في حياته برغم أنها لم تكن تتجاوز المناوشات مع بعض القبائل القريبة، وأتته الفرصة ليرتقي موقعا متقدما بين قريش في معركة أحد، فخالد كان يقف في صف والده وابن عمه في صراعهما مع النبي الكريم، وكانت قريش المكلومة لخسارتها الفادحة في معركة بدر تعتبر المعركة في أحد محطة فاصلة في تاريخها وفي هيبتها، ونتيجة للتفوق الذي أحرزه المسلمين في البداية وخطأ الرماة بالنزول من جبل أحد للمشاركة في الغنائم، تمكن خالد من الالتفاف حول الجيش الإسلامي وكبده خسائر فادحة كان أهمها على الإطلاق خسارة حمزة بن عبد المطلب.
تعافى المسلمون من خسارتهم الفادحة في أحد قبل معركة الأحزاب أو الخندق التي انطلقت أساسا لغاية واحدة وهي القضاء على المسلمين في المدينة، وأعدت قريش والقبائل المتحالفة معها جيشا كبيرا ومجهزا للغاية، ولكن وجود سلمان الفارسي القادم من ثقافة أكثر تقدما من السائدة في الجزيرة اقترح على النبي توجيه جهود المسلمين في حفر الخندق، وبالتالي وضع جيش قريش في مواجهة ظروف عسكرية لم يعتدها العرب من قبل، أمام هذه المفاجأة لم تتمكن قريش من تحقيق أي اختراق للخندق برغم المحاولات العديدة من قبل خالد بن الوليد للإغارة على بعض نقاطه غير المحصنة، ولكن عجز قريش المتواصل وانهيار روحها المعنوية دفعها للإنسحاب لتبقي مسألة تأمين هذه الخطوة والحيلولة دون تحولها إلى فخ كبير لقواتها بين يدي خالد بن الوليد الذي كان آخر القادة الذين يغادرون ساحة المعركة.
كان لخالد كقائد في قريش دوره في مواجهة المسلمين الذين خرجوا للحج وانتهت هذه المواجهة السريعة بعقد صلح الحديبية، وبعد هذه المرحلة فقد خالد بن الوليد دوره ولذلك بقي بعيدا عن مكة، وبرغم ذلك بقيت لدى النبي رؤيته لهذا الشاب الصلب، وكان سبقه للإسلام شقيقه الوليد بن الوليد فطلب منه النبي أن يرسل لخالد يدعوه للإسلام، وبعد تردد كبير حسم خالد أمره وتوجه ليكون في صفوف المسلمين الذين توجهوا إلى مكة يوم الفتح، وتحول خالد بن الوليد إلى جندي في صفوف المسلمين، دون أن يدفع بأية مطالب للحصول على مكانة متقدمة بينهم، ولكن خالدا كان يدرك وضعه فهو أسلم في مرحلة متأخرة وبين صفوف المسلمين من يفقونه في الأسبقية التي ظل يحترمها ويجل من سبقوه إلى الإسلام دون أن يجد غضاضة في نفسه من ذلك.
كانت المشاركة في معركة مؤتة الفرصة الأولى لخالد ليثبت نفسه ويضعها في المقدمة، فهي مواجهة غير تقليدية وتحمل أبعادا عدة في مواجهة الإمبراطورية البيزنطية التي كانت منتشية بانتصاراتها على الفرس، وتوسعت الغزوة بصورة كبيرة في الأيام الأولى ومع ذلك واستشهد على التوالي القادة الثلاثة الذين أسماهم النبي لقيادة المسلمين في مؤتة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة، وأصبحت راية المسلمين تنتظر القائد الذي يمكنه أن يرفعها من جديد، فتوجه إلى الراية ثابت بن أقرم وتوجه بها إلى خالد ليطالبه بقيادة المسلمين، فرفض خالد أن يستلم الراية فبين المقاتلين من شهدوا معركة بدر ومن يتقدمونه سنا ويراهم أكثر منه حقا في حمل الراية، فنادى ثابت بن أقرم يستفتي المقاتلين فكانت البيعة لخالد في ميدان المعركة، فهو القائد الذي طالما وقف في وجه المسلمين طويلا يحصل على الفرصة ليكون في مقدمة المقاتلين في معركة لم يشهدها الإسلام من قبل، ويتمكن خالد من تمهيد الطريق لإنسحاب المسلمين دون أن يعطي الروم الفرصة للحاق بهم وتكبيدهم خسائر فادحة وذلك عن طريق مجموعة من التحركات المنتظمة بين أجنحة جيشه جعلت الروم يعتقدون أنهم في مواجهة جيش كبير وبالتالي يفكرون في تكلفة مطاردته في الصحراء.
انسحاب خالد لم يعجب عامة المسلمين في المدينة ولكن النبي استحسن تصرف خالد فلقبه بسيف الله، واعتبر قيادته للمعركة فتحا للمسلمين، وأثبتت الأيام ذلك، فبعد وفاة الرسول الكريم وظهور حركة الردة بين قبائل العرب ومنها القبائل الكبيرة في العدد والمكانة في اليمامة وشمال الجزيرة، ظهرت عبقرية خالد بن الوليد في إدارة المعارك خاصة وأنها كانت معارك طاحنة تحركها حسابات قبلية وعصبية معقدة، وفي حروب الردة كان خالد قائدا لقريش من جهة وقائدا للمسلمين من جهة أخرى، فأحد أسباب الردة هو نظرة القبائل العربية إلى قريش وتخوفها من مركزية دورها من خلال تواجدها في مكة العاصمة الروحية للإسلام، وفي النهاية وفي وسط معارك صعبة وضارية تمكن خالد من تحقيق الحسم، كان هناك الكثير من الأخطاء في مواجهة هذه القبائل ولكن النصر الذي تحقق كان يستحق التكلفة الكبيرة التي بذلها خالد، فهو لم يكن قائدا عسكريا فقط، ولكن دوره كان يشبه الجراح الماهر الذي يستل مشرطه ليجتث ورما من الجسد دون أن يقضي على حياته كلها، وهذا ما فعله خالد، كانت هناك انتقادات في صفوف بعض الصحابة ومنهم المقدمون وأصحاب الرأي، ولكنها بقيت تمثل تحوطا وحذرا دون أن تمثل واقع الأشياء على الأرض، لأنها لو كانت كذلك لولدت ثارات بين القبائل العربية لم تكن لتنتهي بمجرد القضاء على رؤوس حركة الردة.
بعد أن هدأت حروب الردة بدأ المسلمون المتاخمون للعراق يفكرون في الإغارة على الإمبراطورية الفارسية، وكانت لهم خبرة في التعامل مع الفرس ولكنها لم تكن لتمنحهم أي تفوق في ظل غياب الرؤية، وكانت الدول الفارسية وكذلك العرب يحتفظون بذكرى موقعة ذي قار التي حققت فيها القبائل العربية النصر على الفرس، ولما تيقن المسلمون من إمكانية الدخول في مواجهة كبيرة مع الفرس طلبوا الدعم من الخليفة أبو بكر الصديق، وكان خالد بن الوليد مع جيش صغير هو طليعة الفتح في العراق.
لم يتعامل الفرس مع العرب باستخفاف هذه المرة، فالجنود ربطوا بالسلاسل في الموقعة التي عرفت بذات السلاسل، وكانت ظروف المواجهة صعبة ولكن خالدا تمكن من تحقيق النصر وتمكن من الإطاحة بالبطل الفارسي الأسطوري هرمز لتسقط معنويات الجنود الفرس إلى الحضيض، وتمكن المسلمون من تحقيق نصر كبير مهد أمامهم الطريق لفتح العراق، وكعادة خالد في ممارسة الضغط على خصومه ودفعهم إلى التخبط واصل مع جيشه الصغير التقدم في أرض العراق، وكانت عبقرية خالد تكمن في التمركز ودراسة أرض المعركة واتخاذ القرارات السريعة، ولذلك تمكن بعدد متواضع من الجنود أن يحقق انتصارات متواصلة أمام جيوش كبيرة يتم تغذيتها بصورة متواصلة من مخزون مستعمراتها في آسيا.
الارتياح الذي حققه المسلمون على الجبهة في العراق شجعهم على سحب خالد بن الوليد وبعض قواتهم إلى الشام وذلك لإدارة المعركة هناك في مواجهة جيش أكثر تنظيما، وظروف قتالية مختلفة، ومع ذلك كانت رؤية خالد هي التي تفرض شروطها دائما، وهذا ما تحقق في الشام ومكنه من تعديل شروط القتال لمصلحة المسلمين، ومع اقتراب معركة الحسم في الشام وصل القرار من الخليفة عمر بن الخطاب بعزل خالد بن الوليد من قيادة الجيوش الإسلامية، كان التوقيت حساسا وفضل أبو عبيدة تأجيل تبليغ خالد إلى ما بعد المعركة، ولكن ردة الفعل المتوقعة لم تحدث، فاستجاب خالد لأوامر الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، ووضع نفسه في تصرف أبو عبيدة بن الجراح دون أن تحدث أي ردة فعل سلبية من طرفه، كان يمكن لأي قائد آخر أن يستغل شعبيته في التأليب على الخليفة ولو أراد كان يمكنه أن يقود تمردا على القوات في الشام وحتى أن يتوجه بجيش من القبائل العربية إلى مكة ولكن خالد تمكن من تحقيق النصر الأهم في حياته وهو نصره على نفسه.



منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خالد بن الوليد .. السيف والقيادة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيف يقتل مرة
» القول الجميل - لماذا نقول " سبق السيف العذل" ؟
» أطلق المارد الذي بداخلك -عمرو خالد
» من قصيدة أسيل - فراشة حصان شاعر البروة - خالد قصاب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات الأدبية :: شخصيات وروايات-
انتقل الى: