لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإمام الحسن .. نور يطل في النصف من رمضان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : الإمام الحسن .. نور يطل في النصف من رمضان Jo10
نقاط : 199870
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

الإمام الحسن .. نور يطل في النصف من رمضان Empty
مُساهمةموضوع: الإمام الحسن .. نور يطل في النصف من رمضان   الإمام الحسن .. نور يطل في النصف من رمضان Icon_minitimeالسبت سبتمبر 05, 2009 2:55 pm



الإمام الحسن.. نور يطل في النصف من رمضان

الإمام الحسن .. نور يطل في النصف من رمضان 24051910

سامح محاريق - يمثل الإمام علي كرم الله وجهه شخصية دينية وتاريخية ألهمت الأجيال المتتابعة داخل الإسلام وضمن إطار الثقافة العربية المتعددة فيضا من القيم والأخلاقيات النادرة، وكان الإمام رقما صعبا في مرحلة حساسة من التاريخ الإسلامي.
وقف منذ طفولته في صف البعثة النبوية يقدم التضحيات الجليلة منذ زمن الدعوة السرية، وبقي على ذلك المنوال حتى تحمل من المحن المتتابعة ما لا يطيقه سوى أولي العزم، ووقف في وجه زاغت القلوب والأبصار، وكانت شخصية الإمام علي بمبادئها الصارمة وجرأتها في الحق تمثل إشكالية بعد رحيل النبي -صلى الله عليه وسلم- فجانب كبير من المسلمين عولت عليه ورأته الشخصية الأحق بالخلافة وبدأت تفسر الأحداث بما يخدم مطالبها وتصوراتها.
يجنبه تاريخه ومآثره الخوض في مسألة الخلافة كما صورته بعض المراجع الدينية والتاريخية، فالخلاف حول حادثة السقيفة لم يكن خلافا حول شخصية الصديق كخليفة للنبي، ولكن حول الآلية التي تمت بها إدارة الشأن ككل، وللإمام وجهة نظره في المسألة اختلفت عن وجهة النظر التي حملها الصحابة من المهاجرين وهم يدخلون اجتماع الصحابة من الأنصار في سقيفة بني ساعدة، فأبو بكر وعمر ومن رافقوهم لذلك الاجتماع المحوري والحساس لم يكونوا يحملون اسما مطروحا وإنما دخلوا في نقاش حول شخصية الخليفة الذي تؤول له الولاية الدينية والدنيوية بعد الرسول الكريم، وكانت حادثة السقيفة منفصلة بصورة أو بأخرى عن السياق العام، وتنظر للاحتمالات المفتوحة أمام المسلمين من وجهة نظر واقعية ومحددة تأخذ في تصورها التداعيات المباشرة لغياب الرسول الكريم، بينما كان أهل بيت الرسول وعلى رأسهم الإمام ينظرون إلى مشروع تاريخي متواصل وممتد.
وأثبتت حروب الردة التي تحركت بعد وفاة النبي والضغائن التي تحركت بين القبائل العربية أن حادثة السقيفة والموقف الذي أداره عمر بن الخطاب وأبو عبيدة رضي الله عنهما صبت في النهاية في المصلحة العامة للمسلمين، وجنبت الدولة الإسلامية الناشئة في المدينة المنورة مغبة الاتهامات الجاهزة بتحويلها إلى حكم دنيوي في حالة ولاية الإمام أو أية شخصية من آل البيت، وهذه الأقاويل والاتهامات كانت تتغذى على أوهام بعض القبائل العربية لتجنب وجود شخصية الإمام في الخلافة من جهة وبالتالي الحصول على فرصة أوسع لتنحية الشرعية القرشية بتحييد أقوى أجنحتها التاريخية متمثلة في الهاشميين، وكذلك لاعتقادهم بأن المسلمين في المدينة سيفشلون في إدارة الموقف في ظل صراع محتمل بين المهاجرين والأنصار أو بين فرق في المهاجرين وأخرى في الأنصار، ولكن حكمة عمر رضي الله عنه كانت تمثل العناية الإلهية في اللحظة الزمنية المناسبة، لحظة الحقيقة والاستحقاق الكبير.
لو صحت محاولات الرواية التاريخية الشائعة والتي ما زالت تصنع الفرقة والخلاف بين مذاهب الإسلام، لما سكت الإمام علي كرم الله وجهه عن الحق فهو شخصية لا تهادن ولا تسكت على الضيم، ولكن الإمام وقف بكل ما في وجوده المعنوي في صف أبي بكر الصديق ومن بعده خليفته عمر بن الخطاب، وكان بمثابة الشخصية الإجماعية التي تمثل المرجعية النهائية في الشأن الديني، ولها رأي يعتد به ولا يمكن تجاوزه في الشأن الدنيوي، ولمن يحاولون أن يلبسوا الحق بالباطل في هذه المسألة يمكن مراجعة الأحداث ليلة اغتيال الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، فالثوار الذين قدموا من الأمصار وهم يشتكون من النفوذ الذي مثله الجناح الأموي في الولايات الإسلامية واجههم الإمام علي بحسم وبدون مهادنة ورفض حججهم في الخروج وحاول احتواء الفتنة بكل ما أوتي من قوة، فوضع ابنيه من السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها الإمامين الحسن والحسين في مواجهة الحشود وأناط بهما حراسة الخليفة الشرعي للمسلمين، وعندما أفلت زمام الأمر وقفز الخارجون عن أسوار البيت لقتل عثمان رضي الله عنه، هرع الإمام علي بغضبه النبيل وتوجه ناحية الإمام الحسن رضي عليه فعنفه بشدة، فكان أفضل عند الإمام علي أن ينال ابنيه الشهادة دون خليفة رسول الله، ولكن ما الذي يفعله ثلاثون رجلا في مواجهة عشرة آلاف من الثوار يحاصرون منزل الخليفة ويمنعون عنه الماء، حتى يضطر الإمام علي لتحمل مسؤولية سقايته مستغلا أن أحدا من رؤوس الفتنة لا يستطيع أن يمنعه أو يؤذيه.
ولي الإمام علي الخلافة في هذه الظروف الحساسة، وحاول أن يرسي نهجا إصلاحيا يجمع المسلمين على كلمة سواء، ولكن من حملوا قميص عثمان وأخذوا يحاولون بث الضغينة من جديد من المسلمين وخاصة في أقاليم الدولة الإسلامية التي بلغت في فترة الفتوحات شأنا كبيرا لم يستريحوا لسياسة الإمام التي جردتهم من سلطات كثيرة وحجمت دورهم لمصلحة العامة من المسلمين الذين رأوا في شخصية الإمام وولديه سبطي النبي - صلى الله عليه وسلم - الموئل من الفتنة وتفاعلاتها في مختلف البقاع الإسلامية، وبقيت الأحداث تمضي بين تحريض ومكيدة ومؤامرة حتى امتدت يد الغدر إلى الإمام وانتقل إلى ربه عزوجل شهيدا، وكان الإمام الحسن وقتها هو الخليفة الذي تتعلق به آمال المسلمين جميعا، وكان الإمام يحمل تركة ثقيلة من المسؤوليات بعد أن تفشت العصبيات بين القبائل العدنانية واليمنية في معركة صفين وفي ظل استحقاقات التحكيم التي مثلت ذروة المعادلة المقلوبة التي بدأت منذ قتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
ولد الإمام الحسن أول أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم من ابنته فاطمة الزهراء في الخامس عشر من شهر رمضان في السنة الثالثة للهجرة، وأسماه الرسول الحسن وهو اسم لم يتسمى به أحد من العرب قبله، كان مع شقيقه الحسين مقربا من النبي الذين رأى فيهما المثل لشباب المسلمين، وكانا الحسن والحسين بالفعل منة من الله عزوجل على نبيه خاصة بعد السنوات الصعبة في الدعوة ومن فقدهم من أحبة وخاصة في عام الرمادة، وعرف الحسنين المسؤولية مبكرا فهما في بداية الفتوة الشاهدين على عهد النبي الكريم مع ثقيف، وكذلك التحقا كمجاهدين في صفوف الفتح الإسلامي، فاشترك الإمام الحسن في الفتوحات على الجبهة الآسيوية والإفريقية، وأبدى شجاعة كبيرة في القتال، فهو الابن البكر للإمام والأولى بوارثته في المروءة والشجاعة.
وقف الإمام بجانب والده في موقعتي الجمل وصفين وكان وأد الفتنة والحفاظ على اجتماع كلمة المسلمين شأنه الأساسي في تلك المرحلة، فهو لم يكن طالبا لحكم أو متطلعا لجاه، وإنما كان الشرف بكل معانيه هو المثل الذي يسعى إليه بكل ما في الكلمة من معنى، وفي ذلك يقول الأمام عما أضمره جند الشام عندما التقى جيشه بجيش معاوية ''ألا وإن معاوية دعانا لأمر ليس فيه عز ولا نصفة، فإن أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله عز وجل، بظبي السيوف، وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضى''، ولما كانت المعركة تعني ضمنيا القطيعة النهائية مع المنجز التاريخي للإسلام في العقود التي مضت، ونظرا لمطالب المسلمين عموما بحقن الدماء وتجنب الدخول في تلك الحلقة المفرغة كانت الشروط التي وضعها الإمام الحسن لمعاوية شريطة أن يوليه الخلافة تدلل على أولويات الإمام الحسن، وكانت الشروط كالتالي:
أولا: أن يعمل معاوية بكتاب الله وسنة نبيه الكريم وسيرة الخلفاء السابقين، وهي الأسس الشرعية للحكم في الإسلام والتراث الذي يرضي المسلمين ليسيروا على خطاه.
ثانيا: ألا يعهد معاوية لأحد من بعده عهدا في الخلافة وأن يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين، وذلك يدلل من جهة على إخلاص الإمام للإسلام والمسلمين وزهده في الخلافة إذا كان مفهومها هو مجرد السلطة، وهو موقف لم يكن سوى لاثنين في تاريخ الإسلام الإمام الحسن وعبد الله بن عمر رضي الله عنه.
ثالثا: أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله، في شامهم وعراقهم وتهامهم وحجازهم، وهذه هي ثمرة التنازل عن الخلافة والتضحيات التي بذلها الإمام والغاية من الشرطين السابقين.
رابعا: أن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم ، وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك عهد الله وميثاقه.
خامسا: أنه لا يبغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت النبي غائلة سرا ولا علانية .
لو تحولت الحشود في مسكن بالأنبار إلى القتال لكانت فتنة أشد مما سبقها، فالإمام الحسن بكل ما يحمله من قيم ومبادئ لم يكن في صفوفه سوى المستضعفين، أما الطبقات الأخرى فكانت بين متردد ينتظر أن يحسم الأمر لأحد الفريقين أو يفنا الفريقان، أو مؤيد صريح لمعاوية لما يعرفه من نهج سابق في الشام يميل إلى النموذج الدنيوي على النمط القبائلي ويستقي مظهرية الملكية الرومانية، ولذلك كان الإمام الحسن صريحا مع أصحابه المقربين فقال: ''لست مذلا للمؤمنين، ولكن معزهم، ما أردت بمصالحتي إلا أن أدفع عنكم القتل، عندما رأيت تباطؤ أصحابي ونكولهم عن القتال''، لذلك كانت الفتنة المفتوحة خيارا مرفوضا من قبل الإمام، فإما الحسم الواضح الذي يعيد الأمور إلى نصابها وإما أن يكون الأمر لمعاوية، وما بين ذلك فهي الفتنة لا تلد سوى فتنة أخرى، والدم لا يفضي إلا إلى دم جديد، وعلى ذلك فضل الإمام أن تكون الخلافة لمعاوية، فعلى الأقل وبرغم الخلاف الكبير من الرؤيتين والمنهجين، فمعاوية في النهاية هو خليفة مسلم يضع في أولوياته عزة المسلمين وكرامتهم في مرحلة كانت قوى كثيرة كامنة تتحين لحظة السقوط التراجيدي لدولة الإسلام، فقال الإمام الحسن: ''إني خشيت أن يجتث المسلون عن وجه الأرض، فأردت أن يكون للدين داع'' وأثبتت السنوات سداد رؤية الإمام، فالدولة الأموية استطاعت أن تستكمل مسيرة الفتح وأن تثبت الإسلام في جغرافيته التي ما زالت قائمة من ذلك التاريخ، من تخوم الصين في الشرق وآسيا الوسطى وجزر المحيط الهادي إلى فارس والجزيرة العربية والشام وتركيا وصولا إلى شمال ووسط إفريقيا، كل ذلك كان برسم فتنة تضيع المركزية لفكرة الخلافة وتجليها كسلطة تجمع شمل المسلمين وتؤلف الديني والدنيوي في الحد الأدنى مما يجعل كلمة الإسلام عالية في أرضه.
ولمولده كانت عقيقة النبي ? صلى الله عليه وسلم -، وكان الرسول يروح عن نفسه بجلوسه مع الحسن وملاعبته ويقول '' اللهم إني أحبه فأحبه''، وكانت شخصية الحسن رضي الله عنه تشي بنبوغ مبكر وقدرة تفوق سنه على الفهم والتفكير، وكان الرسول يرى فيه ذلك، ويشجعه بمصاحبته ويقول فيه وفي أخيه '' إبناي هذان إمامان، قاما أو قعدا'' وبالفعل كان الإمام الحسن كذلك، وعرف عنه أيضا حبه للتفكير العقلي وبلاغته في الحديث والمحاجاة، وهو كجده ووالده أيد بفصاحة فذة تذهب إلى العمق وتحمل الدلالات دون أن تطول أو تطنب، فكان اختزال جملته دليلا على سعة رؤيته وجزالة علمه.


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإمام الحسن .. نور يطل في النصف من رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإمام " مالك بن دينار "
» قول الإمام علي رضي الله عنه
» درر الإمام الشافعي
» تفاحة الإمام أبو حنيفة
» عقيدة الإمام أبي حنيفة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات الأدبية :: شخصيات وروايات-
انتقل الى: