البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: ما معنى بغير عمد ترونها ؟ الجمعة أغسطس 21, 2009 1:43 pm | |
|
ما معنى بغير عمد ترونها؟
د. كامل جميل ولويل - هذا العنوان بغير عمد ترونها انما هو جزء من الآية التي يقول سبحانه وتعالى فيها الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ، لقد وردت الآية في سورة الرعد، واي انسان يسمع الرعد وقصف الرعد، فانه ينظر بصورة تلقائية سريعة الى السماء، ويرى السماء وغيومها وامطارها، وقد خاطب سبحانه عبيده بهذه الاية، ليثير فيهم قوة في النظر، وعمقا في الفهم والادراك، واذ نظروا وفكروا ورسخ في انفسهم تلك العظمة السماوية، وهالهم تلك العظمة، بين سبحانه لهم سرا من اسرارها ليجيب عما في تلك النفوس من تساؤل، فقال جل وعلا الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ، وقد اجتهد بعض علماء الامة في معرفة وجوه هذه الاية، فوضعوا كلمة ترونها في وسط الاية: رفع السموات ترونها بغير عمد، ماذا نفهم من هذا؟ كأننا نقول إن السموات معلقة كالجسر المعلق، وقد تراءى لعبد الله ابن كثير ان السماء على الارض مثل القبة ولكنها قبة بغير اعمدة؛ واكمل يقول: وهذا هو الاكمل في القدرة. ذلك ما ذهب اليه ابن كثير، ولكن الاية كتركيب نحوي، تقدم للقراء ا لذين يعتنون بفهم الاية بسبب من اللغة وبسبب من تدخل النحو وقواعد النحو تقدم لها شحذا اكثر واشد لعقولهم وافكارهم، انهم يفهمون بالسليقة ما نفهمه نحن الان بالدراسة والمثابرة، قال ثلاثة من شيوخ الدراية والفهم بالسليقة: هناك اعمدة وهي التي تستند عليها السماء، ولكن هذه الاعمدة لا ترى، لقد احس ابن عباس ومجاهد والحسن البصري ان السماء لها اعمدة، ولكن ما صفة هذه الاعمدة؟ قالوا انها اعمدة لا ترى. لقد استعمل الثلاثة اذواقهم اللغوية والنحوية، ولكننا الان لنا مراجع لغوية ونحوية، وكلما ارتبطنا بها، سلمت اقوالنا من الخطأ، تقول هذه المراجع: ان الجملة (ترونها) تصف كلمة عمد، لان كلمة (عمد) نكرة، والجملة التابعة للنكرة تعطيك وصفا لها، هناك عمد ولكنها لا ترى، ولو تفكرنا كما امر الله جل وعلا بان نفهم القرآن بالتفكر لا بالاقتداء، لقلنا: لو كانت السماء بغير عمد، لكان نص الآية الله الذي رفع السموات بغير عمد ، وهذا كاف لوصف البناء، ولكن الضمير في كلمة (ترونها) يعود ان شئت الى السماء، ويعود ان شئت الى العمد، ولكل معناها، فسبحان الذي جعل لتفكيرنا اسبابه وطرقه.
منقول
| |
|