الطيب صالح أبرز ما قدمه الأدب السوداني إلى العالم العربي وبرغم التقدير الكبير الذي يحظى به الطيب صالح في أوساط النقد العربي وشعبيته الكبيرة التي تتمحور حول رائعته ''موسم الهجرة إلى الشمال'' إلا أن ذلك لا يفيه حقه ربما كأحد أعمدة الأدب العربي في مختلف عصوره وأيضا الأدب الإفريقي، ويستحق الطيب صالح أن يحظى بالعالمية لأنه استطاع أن يمد قنطرة وصلت ببلاده وكل عميق في محليتها إلى العالمية واستطاع أن يصف باقتدار التحولات التي أحدثتها الغزوات العالمية على وطنه وثقافته. ولد الطيب صالح سنة 1929 في قرية صغيرة في إقليم مروى السوداني القريب من النوبة في عائلة تنتمي إلى قبيلة ''الركابي'' العربية و أتيحت له الفرصة للذهاب إلى العاصمة السودانية ليحصل على شهادة العلوم من جامعتها قبل أن ينتقل لمتابعة دراسته في لندن ويعمل هناك في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية لسنوات عديدة أسهم من خلالها في تطوير أداء هذه الإذاعة وبناء سمعتها الرفيعة، وتنقل بعدها في العديد من المناصب الثقافية والإعلامية في السودان وقطر وتولى منصب مدير إقليمي لمنطقة الخليج العربي في منظمة اليونسكو. تعد رواية ''موسم الهجرة إلى الشمال'' أكثر الروايات العربية التي تعرضت لموضوع العلاقة بين الشمال والجنوب وبين ثقافتين مختلفتين لا يمكن أن يلتقيا دون الكثير من الصراع والعنف، وتقترب الرواية في أجوائها من روايات عالمية كبيرة مثل رباعية الإسكندرية للورانس داريل في صخبها و تجريبها، واختيرت الرواية من قبل كثيرين كأهم رواية عربية على الإطلاق، ولكن هذه الشهرة صرف الاهتمام عن روايات لا تقل روعة وأهمية مثل ''عرس الزين'' و''ضو البيت'' لكاتب السودان الأول.