موضوع: الكلاب السلوقية .. خصائصها وأنواعها الأربعاء يونيو 10, 2009 8:50 am
الكلاب السلوقية.. خصائصها وأنواعها
عـادل محمد علي الحجــاج
لايعرف أصل الكلاب السلوقية بشكل عام فهي متولدة من نوع منقرض من الكلاب الوحشية أو من الذئاب أو من بنات آوى أو من كليهما فان من أصنافها ما يشبه هذه الحيوانات كثيراً ولاتزال الكلاب تتوالد معها ولايكون ما يتولد منها عقيماً بل ولوداً مما يدل على قرب النسب. والكلب السلوقي والذي يعرف أيضاً بالهبلع والهجرع وهو صنف من الكلاب الضارية أي التي تصيد وهو طويل القوائم ضامر البدن سريع الجري. قيل سمي سلوقياً نسبه إلى سلوق باليمن وقيل نسبه إلى سلوقية بلد بأرمينية. قال ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان: ((سلوق مدينة اللان ينسب إليها الكلاب السلوقية)). وقال الجوهري: ((مدينة بالشام تنسب إليها الدروع السلوقية، قال ويقال سلوق مدينة اللان ينسب إليها الكلاب السلوقية)). وقال ابن الحايك الهمداني وهو يتحدث عن بلده اليمن ((ان سلوق كانت مدينة عظيمة بأرض الجديد في اليمن، واسم بقعتها حسل الزينة، وهي اثار مدينة قديمة يوجد فيها خبث الحديد والحلي واليها كانت العرب تنسب الدروع السلوقية والكلاب السلوقية)). ويشير بعض علماء الحيوان إلى ان الكلاب السلوقية اما منسوبة إلى سلوق باليمن أو إلى إحدى المدن التي كانت تعرف بسلوقية وهي كثيرة منها مدينة على ضفة نهر دجلة اليمنى جنوبي بغداد ومدينة في ساحل الشام قرب انطاكية ومدينة في كليليكية تسمى الآن سلقفة ومدينة في ولاية خوزستان في إيران. وسواء كانت هذه الكلاب منسوبة إلى سلوق في اليمن أو إلى إحدى المدن التي كانت تسمى بهذا الاسم فقد كانت معروفة قبل الزمن الذي اختُطت فيه هذه المدن بألوف من السنين. كان يقتنيها الأشوريون والبابليون والفرس في عهد بعيد وهي مرسومة على أقدم الاثار المصرية ووجدت لها أيضاً رسوم على الاثار النبطية ويظهر من شكلها أنها لم تكن تختلف كثيراً عن الكلاب السلوقية التي يقتنيها العرب في أيامنا وهي كثيرة عندهم في المغرب والصحراء الكبرى والسودان وبلاد العرب (السعودية واليمن ودول الخليج العربي) والعراق وسورية والأردن ولبنان وفلسطين. ويوصف السلوقي بصغر الرأس وطول الخطم والعنق والقوائم وهو حاد البصر سريع الجري لكنه ضعيف الشم. ألوانه مختلفة منها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر والابقع والخلنجي (أي ما كان بين الصفرة والحمرة). أصنافه كثيرة وكلها متشابهة في أشكالها لكنها تختلف قليلاً في بعض الأمور الظاهرة كطول الشعر وقصره أو نعومته وخشونته وأشهرها الأصناف الآتية: السلوقي العربي، وصفه أبو عثمان الجاحظ (المتوفى 255) كما يأتي قال: ((ويصفونه بان يكون صغير الرأس طويل العنق غليظها وان يشبه بعض خلقه بعضاً وان يكون اغضف مفرط الغضف (استرخاء الإذنين) ويكون بعيد ما بين الاذنين ويكون ازرق العينين طويل المقلتين ناتئ الحدقة، طويل الخطم، واسع الشدقين ناتئ الجبهة عريضها وان يكون الشعر الذي تحت حنكه كأنه طاقة ويكون غليظاً وكذلك شعر خديه ويكون قصير اليدين طويل الرجلين لأنه إذا كان كذلك كان أسرع في الصعود بمنزلة الأرنب. وينبغي ان يكون طويل الصدر ويكون ما يلي الأرض من صدره عريضاً وان يكون غليظ العضدين مستقيم اليدين مضموم الأصابع بعضها إلى بعض حتى إذا مشى أو عدا أو هوى جدراناً لا يصير بينها من الطين وغير ذلك مما يفسدها. ويكون ذكي الفؤاد نشيطاً ويكون عريض الظهر عريض ما بين مفاصل عظامه عريض ما بين عظمي أصل الفخذين اللذين يصيبان أصل الذنب وطويل الفخذين غليظهما شديد لحمهما. ويكون رزين المحمل رقيق الوسط طويل الجلدة التي بين أصل الفخذين والصدر ومستقيم الرجلين ولايكون في ركبته انحناء ويكون قصير الساقين دقيقهما كأنهما خشبة من صلابتهما. وليس يكره ان تكون الإناث طوال الأذناب ويكره ذلك للذكور ولين شعرهما يدل على القوة). السلوقي الانكليزي قديم جداً في بلاد الانكليز، ومن صفاته المستحبة ان يكون قصير الشعر ناعمه صغير الرأس طويل الخطم دقيقهُ واسع الشدقين قويهما عريض ما بين الاذنين غير مفرط الغضف (أي استرخاء الاذنين). وان يكون لون عينيه كلون شعره وعنقه مثل رأسه في الطول وكتفاه مائلتين كثيرتي العضل. وان يكون طويل العضدين والفخذين، قصير الساعدين متباعد ما بين اليدين والرجلين صلب الأصابع. اما ذنبه فيجب ان يكون قصير الشعر منحنياً في طرفه غير مفرط في الطول. السلوقي الإيراني للفرس عناية شديدة بالصيد وكلابهم السلوقية تختلف عن الكلاب العربية بطول شعرها وشدة نعومته وهم يصيدون بها الظباء وبقر الوحش والحمر الوحشية ويستعينون في صيدها بالصقور والبزاة. السلوقي الروسي أو التتري وهو خشن الشعر ولونه في الغالب ابيض أو سنجابي. السلوقي اليوناني وهو قصير الشعر ناعمه ويصاد به الأيل. السلوقي السوداني وهي ليست من صنف جيد وأحسنها في تلك البلاد عند عرب الشكرية على ضفاف نهر الاتبرة. والصيد بالكلاب السلوقية قديم جداً وكان لقدماء المصريين ولع به كما يستدل من الصور الباقية على أثارهم وطريقة صيدهم بها لاتختلف عن صيد العرب بالكلاب السلوقية في أيامنا. وكانت كلابهم مشهورة عند القدماء قال بعض المؤرخين ان كلاب مصر أسرع كلاب الصيد لكنها تخاف التماسيح كثيراً فإذا وردت النيل شاربة جرت على ضفته وأخذت تشرب الماء وهي تجري خوفاً من التماسيح. ولايزال الصيد بالكلاب السلوقية شائعاً في معظم دول أوروبا وبالأخص الغربية وبلاد الانكليز (بريطانيا وايرلندة) وعند الفرس والعرب ولهؤلاء ولع شديد به يصيدون البقر الوحشية والظباء والثعالب والأرانب بالكلاب السلوقية ويعرف ذلك عندهم بالطرد فيطلقون على الطريدة كلباً واحداً أو أكثر وربما أطلقوا عليها الصقور أيضاً فينقض الصقر عليها يضربها بمنقاره وجناحيه على وجهها فلا تدري كيف تذهب أو تفر فتدركها الكلاب وتأخذها ويكون القانص وراءها اما راكباً فرسه أو على قدميه.