الإنهماك الزائد .. مشكلة العصر

البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

الإنهماك الزائد.. مشكلة العصر

عبدالسلام مصطفى الشويات - بالرغم من ان الحضارة سرَّعت بالأعمال والإنجازات فإنها في أحيان كثيرة تعطّل عمل الدماغ، بل وتكاد تطال العاطفة البشرية التي تعطي للبشرية هويتها التي تتفرّد فيها، ولقد تزامن تسريع الإنجازات مع غزارتها، فلكأننا في ذات المرحلة منذ عشرات السنين في نواح كثيرة من ممارساتنا اليومية، وفي ممارسات أخرى سبقنا الزمن، وفيما تبقى من ممارسات عدنا بكينونتنا إلى الوراء عقودا مديدة من الزمن.
من المفاجئ أن تشير التقارير في الولايات المتحدة الأمريكية إلى وفاة 33 طفلا خلال السنة الماضية من جراء نسيان هؤلاء الأطفال في سيارة تحت الشمس الحامية أو في غرفة باردة مظلمة أو غير ذلك... وسبب النسيان: الإنهماك الزائد.
الإنسان في القرن الواحد والعشرين منهمك إلى حدّ الموت.. حوادث السير الناشئة عن الإنهماك.. إهمال الوالدين للأبناء.. الأخطاء الطبية.. إصابات العمل.. انشغال الأبناء عن الوالدين، معدلات وفاة الأطفال في الحضانات، وأوجه كثيرة للإنهماك، ولكن الوجه العجيب هو حوادث الإنهماك المرتبطة بالأطفال والتي تأتي على حياتهم.
النوم الكافي ضرورة قصوى، والنوم الكافي هو ما يكون قادرا لأن يكافح النوم القهري الذي قد ينتج عن ساعات طويلة من التركيز الذهني في العمل والحساب والتوتر، فالنوم الكافي يركز عمل الدماغ ويجعله حاضرا وعلى أهبة الإستعداد ويبقيه على صلة بأولوياته طوال اليوم، والنوم الكافي يهيّء لنا جسما أقوى ودورة دموية أكثر نشاطا وجهاز مناعة متأهباً.
وأهم من النوم الكافي أن يكون لنا فلسفة واضحة مدروسة ومريحة في ما يخص إنجازاتنا اليومية، فما يمكن إنجازه ينجز دون مبالغة في الإنهماك إلى حد الإنهماك المرضيّ، وما تأخر يمكن إنجازه غدا، فالإنهماك الزائد ضار في معظم حالاته، لأن العقل البشري يستطيع التفكير في شأن واحد في اللحظة الواحدة، ويستطيع أن يقوم باستجابة واحدة في ذات الوقت، ومن يدّعي أنه يقوم بالحديث خلال هاتفين في آن معا.. فانه في حقيقة الأمر لا يقوم بشيء حقيقي ذي قيمة، فالفعالية في العمل تتطلب الذهن الحاضر والدقة في كل خطوة.
إن إنجاز المرء على مرّ السنين لا على مرّ الساعات، وربّ دقيقة من الذكاء تدرّ أكثر من سنوات من العمل المتصل الذي لا تركيز فيه.
وتحديد الأولويات ذو أهمية قصوى، فلا يمكن القيام بكل ما يطرأ، ولا بدّ من أن يتمتع المرء إذا ما أراد سواء السبيل بحسن تقدير الوقت اللازم لأعماله ومهامه بشتى أنواعها وتعدد أماكنها، ولا بدّ من هامش ولو صغير لتفادي الإختناقات المرورية، وما قد يطرأ هنا وهناك.
والبرامج الرياضية المتكررة تعمل على الابتعاد عن الإنهماك الزائد، وتدعم التركيز الذهني، كذلك الأمر بالنسبة للتغذية الصحيحة، وإذا ما تتبعنا وسائل الإعلام والانترنت سنلاحظ الاهتمام الكبير بهذه الشؤون وما يستجدّ عليها كل يوم.
وإذا ما نظرنا حولنا سنجد عشرات الالكترونيات والوسائل التي صممت لتعمل على تذكيرنا وتنبيهنا، وبالرغم من ذلك لا يخلو يوم واحد لنا من النسيان وخصوصا ذلك الناتج عن الإنهماك الزائد، ولعلّ هذه الوظائف ضمرت في أدمغتنا وتلاشت بسبب الاعتماد الكامل على الوسائل المساندة في هذا الشأن.

منقول

سلموو الله يعطيك العافيه
قمه في الابداع والتميز
على روع ــة طرحك .. وابداعك الملحوظ.. آعجبني ما تسطرهـ يمينك ..
لاآ عدمنـــا روع ـــة قطفك ,,ودي مع عطر وردي

البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

الله يسلمك ويعافيك أخي أبو بندر
الله يسلم لسانك الحلو

تحياتي لك

» التعرق الزائد .. أسبابه وأنواعه وعلاجه
» تودع العصر .com
» الإنترنت في العصر الحجري
» أمراض العصر .. تاريخية أيضا
» العثور على أسرة من العصر الحجري