لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القرحة الهضمية بين الأمس واليوم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : القرحة الهضمية بين الأمس واليوم Jo10
نقاط : 200500
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

القرحة الهضمية بين الأمس واليوم Empty
مُساهمةموضوع: القرحة الهضمية بين الأمس واليوم   القرحة الهضمية بين الأمس واليوم Icon_minitimeالسبت مايو 23, 2009 11:28 am



القرحة الهضمية بين الامس و اليوم



د. نعيم ابو نبعة - في نهاية السبعينات و خلال تخصصي في امراض الجهاز الهضمي و الكبد في المستشفى الجامعي في مدينة برشلونة الاسبانية و في احدى الاجتماعات العلمية الدورية المنتظمة سمعت همساً بين زميلين يسخران من احد اطباء الجهاز الهضمي القدامى و الذي كان يعمل في القطاع الخاص لأنه كان يصف المضادات الحيوية لعلاج القرحة الهضمية بالإضافة الى العلاجات المثبطة للإفراز الحامضي، و اذكر جيداً انه لم يتجرأ أحد في ذلك الاجتماع ان يعلن عن السخرية من ذلك الطبيب بصوتٍ عالٍ لأن ابنته الشابة كانت طبيبة جميلة تتخصص في أمراض الجهاز الهضمي و زميلة لنا في القسـم و تشارك في الاجتماع و كل النشاطات العلميـة للقســم.
و بعـد هـذه الحادثة بسنوات معدودة، قرأت في احدى المجلات العلمية ان طبيبـاً استراليـاً ( باري مارشال ) قد واجه الكثير من الضحك و السخرية من الكثير ممن سمعوه يقدم بحثه في مؤتمر طبي عالمي في بروكسل، لأنه اعلن عن اكتشافه لجرثومة ذات اهداب شكلها حلزوني و تتواجد في غار المعدة ( Antrum ) و خاصة انه تطرق ان لهذه الجرثومة علاقة بالقرحة الهضمية ، و استمر الضحك و الاستهزاء لعدة اسابيع بعد تقديم الطبيب الاسترالي لاكتشافـه الجـديد وخـاصة تأكيـده عـلى امكـانية و جـود صفة انتانية جرثومية كسبب للقرحة الهضميـة.
لقد كان كل هذا الاستغراب لهذا الربط بين الجرثومة المكتشفة و بين القرحة الهضمية ناتجا عن أنّ المعدة وسط حامضي وإنّ الجراثيم لا تستطيع العيش فيها بسهولـة، لأنها تموت بفعل الحموضـة الموجودة بشكل دوري و يومي.
و قام بعض العلماء و الباحثين بإعادة مراجعة كل ما نشر في الأدب الطبي حول هذا الموضوع، ووجدوا ان اطباء آخرين ( ايتو و زملاؤه ) كانوا قد تحدثوا عن الجرثومـة الحلزونية عام1967 وان الدكتور ستير كذلك كتب عن هذه الجرثومة عام 1975 الا انهم لم يتكلموا اي شيء عن امكانية ربـط هذه الجرثومـة مع الاعـراض الهضميـة او مـع القرحـة الهضمية بشكـل خـاص.
وانهمك العديد من الاطباء الباحثين بعد ان انفتحت شهيتهم لدراسة هذا الاكتشاف، وبينت الدراسات و الابحاث الواحدة تلو الأخرى ان الطبيب ( المقيم الاسترالي ) كان على حق و هذا ما شكّل صدمـة علمية كبيرة لكل من ضحك او سخر من الدكتور مارشال و خاصة عندما قام الدكتور بتجربة هذه الجرثومة على نفسه حيث تناول جرعة من هذه الجرثومة؛ فبدأ بأعراض هضمية بعد ساعات معدودة من ذلك الحادث، و لكن الاعراض الحادة و الشديدة ظهرت في اليوم الثامن من تناول الجرثومة، و تبين بعد اجراء تنظير له و اخذ عينات ( من غار المعدة ) و جود جرثومة في الغشاء المخاطي و تبين و جود التهاب حاد في المعدة.
و كان لهذا التطور المثير دور هام في تغيير للمفاهيـم التي كانت سائدة في ذلك الوقت عن اسباب القرحة الهضمية، حيث بدأت مجلة لانسيت الطبية العالمية المشهورة في التساؤل في عددها رقم 1 لعـام 1984 هل حقاً بمقدور المضادات الحيوية ان تكون بديلاً لمضادات مستقبل الهستامين 2- و التي كان لها دور فقط في وقف او تقليل افرازات المعدة الحامضية.

تعريف القرحة الهضمية

القرحة الهضمية هي تآكل في الجدار الداخلي للمعدة او الاثنى عشر او المريء، ووصول الأفرازات الحامضية الى الانسجة الداخلية للجدار و هذا يعني انها تتآكل نتيجة الفعل الهضمي لحامض المعدة ( كلور الماء ) في عضو ضعفت مقاومة غشائه المخاطي، و هذا ما يحدث نتيجة اختلال التوازن القائم بين العوامل الدفاعية للغشاء المخاطي المغطي لجدار المعدة او الاثنى عشر لصالح العوامل الهجومية الضارة بذلك الجدار، و يمكن ان تتواجد القرحة الهضمية في:
- الاثنى عشر ( وخاصة الجزء الاول منه ) و يكون ذلك في حوالي 85%من الحالات.
- المعدة و يمكن ان تتواجد القرحة الهضمية في اي مكان داخل المعدة، و لكنها في اغلبية الحالات تتواجد في الانحناء الصغير لغار المعـدة.
- الـجـزء السفـلـي مـن الـمريء.
- القرحة الهامشية و التـي تظهـر غالباً عنـد وجـود فوهـة غير طبيعية كما في المفاغرة مـا بين المعدة و الأمعـاء الدقيقـة.

اسباب القرحة الهضمية

الجـرثومة الحلزونية ( هيليكوباكتر بايلوري ) HELICOBACTER PYLORI : كانت صدمة كبيرة وانقلب علم امراض المعدة و الاثنى عشر رأساً على عقب في عام 1983 عندما تم اكتشاف جرثومة حلزونية لولبية في منطقة غارالمعدة ، ومنذ ذلك الوقت قام العلماء و الباحثون و اخصائيو الجهاز الهضمي بعشرات المئات من الابحاث حول هذه الجرثومة وعن طريقة و كيفية تأثيرها في امراض المعدة و خاصة الالتهابات المزمنة و القرحة الهضمية.
وقد ثبت علمياً و بدون اي مجال للشك بأن هذه الجرثومة هي السبب الرئيسي للالتهابات المزمنة في المعدة، وانها السبب الرئيسي في قرحة الاثنى عشر و قرحة المعدة، كما تبين ان لها علاقة مع اورام المعدة مثل ورم الخلايا اللمفاوية و سرطان المعدة، ولكن يجب التذكير بأنها ليست العامل الوحيد انما يجب ان تتوفر عوامل اخرى مصاحبة للجرثومة من اجل احداث الأذى.
و لقد كثر الحديث عن هذه الجرثومة و اهميتها في كل مكان مما يجعلني اعتقد انه لن يمر وقت طويل قبل ان يصبح فحص اكتشاف الجرثومة و علاجها أمراً ذاتياً يقوم به الناس في بيوتهم بدون مراجعة الطبيب، و قد تبدأ هنا مشكلة صحية اخرى في الظهور ناتجة عن العلاج غير المراقب طبيـاً و مضاعفاتـه الجانبيـة.

آلية عمل جرثومة المعدة ( الهيليكوباكتر )

الجرثومة الحلزونية لها قدرة كبيرة على التأقلم و العيش و التكاثر في جو معاد وهو جو المعدة الشديد الحموضة، حيث تعيش بكل اطمئنان في المعدة فتسكن على سطح الخلايا الابتيلية للمعدة و تكون دائماً تحت طبقة المخاط، و يساعدها شكلها الحلزوني و حركتها بواسطة الاهداب على توزيع نفسها داخل المعدة و تعتبر خاصية الالتصاق بالغشاء المخاطي خصوصية هامة لتصبح ممرضة، وتقوم هذه الجرثومة بإفراز مواد سامة Vacuolating toxins التي تقـوم بعمل الضـرر في غشـاء المعـدة.
و لمقاومة الجو الحامضي للمعدة تقوم هذه الجرثومة بانتاج مادة Urease فتتحد هذه المادة مع مادة اخرى موجودة في المعدة تسمى Urea و نتيجة لذلك التفاعل يتحول الجو الحامضي المحيط بالجرثومة الى جـو اقل حامضيـة او قلـوي نسبياً يحيـط بالجرثومـة مما يساعـد على البقـاء و التكـاثـر.
و هناك الكثير من الباحثين يعتقدون بان درجة الالتهاب و كذلك العلامات السريرية و الاعراض لها علاقة و ثيقة مع كمية و كثافة استيطان الجرثومة الحلزونية في المعدة بالاضافة الى نوعها حيث ان هناك سلالات من هذه الجرثومة اكثر عدائية و هجومية لجدار المعدة.
تسبب الجرثومة الحلزونية التهاباً حاداً في جدران المعدة و الذي يتحول بعد اسابيع او شهر الى التهاب مزمن، و هذا ما يقـود الى ضعـف و اختلال في تماسـك الغشاء المخاطي في المعـدة او الاثنى عشر.
و بذلك تتوفر الظروف المناسبة لعصارة المعدة الحامضية للهجوم على تلك المنطقة الضعيفة و يبدأ تآكل الجدار وبعد ذلك تتكون القرحة الهضمية.

عوامل تحدد نتائج
الاصابة بجرثومة الهيليكوباكتر


عوامل خاصة بالجرثومة نفسها حيث ان سلالات هذه الجرثومة متفاوتة في قدراتها الهجومية، لذلك فان القرحة تحدث عند الذين يصابون بالسلالات الأكثر هجومية ( التي تفرز افرازات اكثر ضرراً ) اذا توفرت الظروف و عوامل اخرى، فاذا كانت هذه الجرثومة من نوع CAG A+ فإن امكانية الضرر لغشاء المعدة يكون اكثر بكثير من الانواع الاخرى.
عوامل خاصة بالشخص المصاب: حيث يقوم الجسم باستجابة مناعية شديدة في الانسجة و في الـدم للقضـاء علـى الجرثومـة و لكنهـا للأسـف تكـون في معظـم الحالات غير كافيـة للقضـاء علـى الجـرثومــة.

طريقة انتقال
العدوى بجرثومة الهيليكوباكتر


طريقة العدوى بهذه الجرثومة قد تبدو غير واضحة المعالم لغاية الآن و لكن العديد من الابحاث بينت ان العدوى تتم عن طريق الماء او المشروبات او المأكولات الملوثة او ان تتم من شخص لآخر و هذا ما يحدث من خلال الاتصال على النحو التالي: 0 طريقة العدوى فم- لفم: حيث ان جرثومة المعدة الموجودة في الافرازات يمكن ان تنتقل من المعدة الى المريء ثم الى الفم من خلال التجشؤ او القيء و هناك بعض الدراسات تقول ان الفم قد يكون المخزون لهذه الجرثومة ( خاصة في طبقة البلاك ).

طريقة العدوى معدة- فم

ان التهابات المعدة الناتجة عن العدوى بجرثومة الهيليكوباكتر قد تسبب تقيؤ الذي يعتبر عامل مساعد لانتقال العدوى بين الاطفال و البالغين و ذلك لان الجرثومة تكون موجودة في عصارة المعدة التي تم تقيؤها.

طريقة العدوى غائطي- فم

لقد تم عزل الجرثومة في البراز مستعملين طريقة pcr لكن لم يعرف اذا كانت حية نشطة ام لا، وهناك الكثير ممن يعتقد ان البراز قد يكون معديا خاصة ان نسبة انتشار هذه الجرثومة هي مشابهة للالتهاب الكبد الفيروسي الألفي و هذا ما يعطي الانطباع بأن انتقال العدوى يكون بنفس الطريقة اي غائطي - فم.

العوامل المساعدة على انتقال
العدوى بجرثومة المعدة ( الهيليكوباكتر )


ان العوامل المساعدة على انتقال العدوى بجرثومة الهيليكوباكتر هي مشابهة لحد بعيد لعوامل انتقال العدوى بفيروس التهاب الكبد الفيروسي الألفي نوع و هي:
1. العمر: كلما زاد عمر الانسان كلما زادت امكانية اصابته بهذه العدوى.
2. الحالة الاجتماعية و الاقتصادية: كلما تدنى مستوى الحالة الاجتماعية و الاقتصادية كلما زادت امكانية الاصابة بالجرثومة.
3. تلوث مياه الشرب: حيث تعتبر احد العوامل الهامة التي قد تنقل العدوى لكثير من الناس.
4. الأماكن المزدحمة و السكن الفقير، استعمال السرير من قبل عدة أشخاص...الخ.
5. الاقامة في اماكن مغلقة لمجموعة من الناس مثل مراكز المعاقين ودور الايتام...الخ.

طرق تشخيص وتحديد
وجود الجرثومة الحلزونية


بعد اجراء تنظير و اخذ عينات من عدة اماكن من المعدة ( قبل العلاج تأخذ العينات من منطقة غار المعدة و بعد الانتهاء من العلاج تُأخذ عينات من غار المعدة وجسم المعدة عينتان على الاقل من كل منهما و ذلك للتأكد من استئصالها) و يمكن التشخيص باستعمال الوسائل التالية:
1. دراسة الانسجــة Histology : وتؤخذ العينات من غار المعدة ومن جسم المعدة، ( قبل العلاج من غار المعدة و بعد العلاج من غار المعدة ومن جسم المعدة ويتم تحديد وجود هذه الجرثومـة في تـلك العـينـات و ذلك بمشاهدتها بالمجهر، و طريقة دراسة الانسجة هي طريقة يوثق بها لكنها بطيئة و غالية الثمن و بحاجة الى اخصائي انسجة ذي خبرة و اهتمام في هذا المجال.
2.زراعة للجرثومة اللولبية ?BACTERIAL CULTURE : طريقة مهمة في التشخيص بالرغم من ان زراعة الجرثومة اللولبية هو ليس بالسهل و انه بحاجة الى و قت طويل وهو غالي الثمن و في بعض الحالات قد يكون هناك فشل في الزراعة..هذا وان عزل الجرثومة في الزراعة يثبت وجودها و لكن سلبية الزراعة لا تعني عدم وجود الجرثومة حتماً، الزراعة مهمة جداً في حالة وجود مقاومة ضد المضادات الحيوية...
3. اجـراء فحـص انـزيم البولـة Rapid urease test : توضع العينات في محلول خاص فيتغير لونه من الاصفر الى الاحمر في حال وجود الجرثومة في العينة و يعتمد الفحص على انزيم البولـة usease القوي الذي تنتجه الجرثومة الحلزونية النشطة ..توضع عينة المعدة في صحن Clo test slide الذي يحتوي على urea فتتفاعل مادة الــurease للجرثومة مع مادة الـ ureaالموجودة في الصحن مما يؤدي الى انتاج مادة الامونيا و هي قاعدية فيتحول الــPH من معتدل الى قاعـدي و يتغير لون الصحن من الاصفـر الى الاحمـر في حالة الايجابية.
Ammonia ( alcali ) urease Urea hydrolyses
وهــو فحــص دقيــق و سـهل و سـريــع جــداً للتشخيــص.

ملاحــظة

الطرق الثلاثة السابقة التي نستخدم فيها العينات من المعدة يمكن ان تعطي نتيجة سلبية كاذبة اذا اخذت فقط من منطقة غار المعدة Antrum خلال اسبوع من تناول الدواء ppi ، مضادات حيوية او بزموت Bismut ، في تلك الحالات يجب اخذ العينات كذلك من وسط المعدة Corpus .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





البلد : القرحة الهضمية بين الأمس واليوم Jo10
نقاط : 200500
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

القرحة الهضمية بين الأمس واليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرحة الهضمية بين الأمس واليوم   القرحة الهضمية بين الأمس واليوم Icon_minitimeالسبت مايو 23, 2009 11:30 am




اسباب اخرى للقرحة الهضمية

بالاضافة للجرثومة الحلزونية اللولبية HP هناك عوامل اخرى عديدة قد تساهم في حدوث القرحة و قد تكون هي السبب...ومن الواضح ان العوامل التي تساعد على تقليل افرازات المادة المخاطية ( التي تحمي المعدة ) يساهم في تكوين قرحة المعدة و ان العوامل التي تؤدي الى زيادة الافرازات الحامضية للمعدة لها علاقة مع قرحة الاثني عشر و من تلك العوامل: 1. العوامل النفسية مثل القلق و التوتر لانه يُنرفز عصب المعدة مما يجعلها تفرز افرازات حامضية اكثر من المطلوب.
2. تناول بعض الادوية مثل الاسبيرين او ادوية الروماتيزم او الكورتيزون، والتي تسبب ضعف مقاومة الغشاء المخاطي.
3. تناول الكحول و الذي له تأثير سلبي على جدار المعدة فيضعف مقاومة الغشاء المخاطي.
4. التـدخيـن لانه ينبه العصب المبهم فتزداد الحموضة، كما ان التدخين ( نتيجة وجود مادة النيكوتين ) يساعد على ارتخاء صمام البواب و يسمح برجوع الحموض الصفرواية من الاثني عشر الى المعدة، و هذه الحموض الصفراوية لها تأثير سلبي، و تؤدي الى نقص مقاومة الطبقة المخاطية في المعدة.
كما يعمل التدخين على ارتخاء صمام الفؤاد ( الموجود بين المريء و المعدة مما يساعد افرازات المعدة الحامضة على الرجوع الى المريء، و هذا ما قد يؤدي الى التهابات حادة في المريء و الذي قـد يتطـورالى التهابات مزمنـة، و في آخر المطاف قد يؤدي الى القرحـة الهضميـة في المـريء.
اعراض القرحة الهضميـة: تتميز اعراض القرحة الهضمية انها قد تحدث على شكل دوري، فتأتي على شكل دورة كنوبة من الألم و اعراض اخرى تمتد من اسبوع الى اربعة اسابيع و عندما تنتهي النوبة يستريح المريض فترة ما بين بضعة اشهر الى بضعة سنين لتعود من جديد.
1. الألم في المنطقة العليا من البطن، وقد يكون اتجاه الالم في بعض الحالات الى الجهة اليمنى في حالة قرحة الاثني عشر، او الجهة اليسرى في حالة قرحة المعدة،و عادة ما يحدث الالم بعد الطعام بساعة او ساعتين و يستمر لساعتين، و قد يضطر المريض لترك فراشه في منتصف الليل لشدة الالم ، و يزداد الالم عادة عندما تكون المعدة فارغة اي في وقت الجوع، اما اذا كان هناك التهابات شديدة في المعدة مرافقة للقرحة فقد يشعر المريض بالراحـة اثناء الـجوع و بالألم عند تناول الطعـام، و السبب يكـون التهـاب الغشـاء المخـاطي المبطـن للمعـدة.
2. الحموضـة التقليديـة فـي المنطقـة العليـا مـن البطـن.
3. الغثيان او التقيؤ: و هو يحدث احياناً خاصة في حالات القرحة الحادة التي قد تسبب تشنج شـديـد في بـواب المعـدة، او في حالـة حدوث القرحـة في منطقـة البواب مع التهابات مـرافقة شديدة.
4. الامساك او الاسهال نادراً ما تكون متواجدة ، و لكنها قد تحدث نتيجة وجود التهاب تشنجي في القولون مرافق للقرحة الهضميـة.
5. في بعض الحالات قد تكون اول اعراض القرحة نزيفا دمويا او حالة انسداد معوي او انثقاب مفاجىء في قرحة لم يكن المريض على علم بها او يشعر بها.

مضاعفات القرحة الهضمية

1.النـزيف الدموي حيث ان التآكل في الغشاء المخاطي قد يمتد الى وعاء دموي في جدار المعدة او الاثني عشر مما يسبب النـزيف، ويلاحظ النـزيف بواسطة تقيؤ دم احمر عن طريق الفم، او قد يظهر النـزيف عن طريق الشرج ممزوجاً مع الغائط الذي يكون اسود قاتماً، وفي حالـة النـزيف عادة ما يشكو المريض من الشعور بالدوخان و يكون شاحب اللون و يعاني من هبوط في الضغط ( تعرق شديد ...) الخ؛ و في بعض الحالات يكون النـزيف ضعيفا جداً ولا نراه بالعين المجردة و لا يشعر به المريض و يظهر كحالة فقر دم بسيـــط.
2. الانسداد: وخاصة اذا كانت القرحة في فتحة البواب او في الاثني عشر و نتيجة لحالة الالتهابات المرافقة قد يحدث انسداداً في بعض الحالات، و أحياناً أخرى قد يكون الانسداد مؤقتا نتيجة تشنج عصبي في منطقة باب المعدة فيحدث انغلاق في المعدة لمدة ساعة او ساعتين وتتوقف عن الحركة و من ثم يزول الانسداد المؤقت بعد اعطاء العلاجات اللازمـة واما اعراض الانسداد فعادة ما تكون ألما شديدا يرافقه تقيؤ عنيــــد.
3. الانثقاب: و هو اخطر المضاعفات فقد لا يقف التآكل و التقرح عند طبقة الغشاء المخاطي بل يتعـداه الى الطبقات الاخـرى العضلية و المصلية فيخربها و يحـدث انثقـابا، و المريض الذي يعاني من انثقاب القرحة عادة ما يشكو من ألم بطني شديد جداً ( مثل طعنـة الخنجـر ) و تكون حالته سيئة للغاية: شاحب اللون و قلقا و يطلب الاستغاثة مع تعرق شديد و صعوبة في التنفس و يكون جسمـه بارداً.

علاج القرحة الهضميـة

فئــة المرضــى التــي يجــب علاجهـــا: الحقيقة اننا نستطيع القول وللمرة الاولى انه اصبح بالإمكان علاج القرحة الهضمية الحادة و المزمنة و بدون رجعة و ذلك بإستئصال الجرثومة الحلزونية مستعملين المضادات الحيوية المناسبة لمدة اسبوع او اسبوعين، و استعمال مثبطات الافرازات الحامضية للمعدة لمـدة شهــر تقريبـــاً.
و بتوضيح اكثر نقول انه بالرغم من ان العدوى بجرثومة المعدة الهيليكوباكتر منتشرة على نطاق واسع في العالم و خاصة في دول العالم الثالث و انه لا يمكن و لا يجب معالجة كل الحاملين لهذه الجرثومة الا انه يعتبر علاجها اجبارياً في الحالات التالية: 1. في حالة وجودها ايجابية عند المرضى الذين يعانون من قرحة المعدة او الاثني عشــر.
2. في حالة وجودها مرافقة لبعض التغييرات في المعدة مثل وجود ضمور في جدار المعدة وهو ما يسمى Gastric Atrophy او تغييرات اخرى في المعدة مثل ميتابلاسيا او دسبـلاسيـا Intestinal metaplasia or Dysplasia في كـل تلك الحلات عند اكتشاف جرثومة الهيليكوباكتر فيجب استئصالها باستعمال المضادات الحيوية المنــاسبــة.
3. و هناك حالة اخرى يستحسن القضاء على الجرثومة في حالة وجودها و هم المرضى الذين يتناولون ولمـدة طويـلـة مثبطات مضخة البريتون فهي مثبطات قوية جداً للإفرازات الحامضيـة في المعدة PPI مثل الامبرازول و اللانزوبرازول، و بالقضاء على الجرثومة في هذه الحالة نمنعها من التكاثر و الانتشار في المعدة و احداث تغييرات قد تكون خطيرة احيــانــأ.
و هذا من الجدير بالذكر ان جميع المرضى الذين يتناولون العلاج لإستئصال الجرثومة هم بحاجة الى ارشادات و شرح اهمية العلاج وكيفية تناوله، و من المهم جداً ان نتأكد من طاعتهم لنـا و تنفيذ ارشاداتنا بدقـة من ناحية عدد الادويـة و الجرعات و مدة العلاج.

علاج القرحة الهضمية
و جرثومة المعدة الهيليكوباكتر


الحقيقة اننا اذا رجعنا الى الادب الطبي الحديث لوجدنا ان هنالك مئات التجارب العلاجيـة منـذ عام 1984 وحتى الآن لأستئصـال هـذه الجرثومـة مـن الـمرضى و لَـوجدنـا ان هناك اختلافا في نوع المضاد الحيوي و اختلافا في الجرعة و في الصيغة المناسبة، بالاضافة الى اختلاف عدد المرضى الذين تناولوا هذا العلاج او ذاك.
و لكن اخيراً قام العلماء و الباحثون المختصون بمحاولات علاجية بمصداقية عالية جداً على عدد كبير من المرضى و تبين ان هناك تشابها في النتيجة بين العديد من الادويـة، و لهذا فيتم اختيار الصيغة المناسبة معتمدين على الأعراض الجانبية للدواء، الثمن، و جود او عدم وجو مقاومة لبعض المضادات الحيوية في البلد التي يسكن فيها المريض..الخ، و يجب التركيز على اهمية طاعة المريض لكيفية تناول العلاج و للمدة التي ينصح بها الطبيب المعالج.

تصنيف الأدوية التي تستأصل
جرثومة المعدة الهيليكوباكتر


تصنف العلاجات اعتماداً على عدد الادوية التي سيتناولها المريض كما يلي:العلاج الواحد Monotherapy : وذلك باستعمال دواء واحد فقط، ولكن يجب عدم استخدام هذه الطريقة العلاجية لسببين احدهما عدم جدوى العلاج و الثاني امكانية نشوء مقاومة ضد هذا الدواء بشكل سريع.

العلاج الثنائي

و ذلك باستعمال نوعين من الدواء و يتكون من احد المثبطات لمضخة البريتون ( المانع القوي للإفرازات الحامضية للمعدة ) PPI بالاضافة الى مضاد حيوي منـاسب ( اموكسيلين ) او ( كلارثيرومايسين ) و هذا النوع من العلاج يستأصل جرثومة المعدة الهيليكوباكتر في حوالي 70% و لكن النتيجة عادة ما تعتمد على عدة عوامل من بينهـا طاعـة المريـض لأوامـر الطبيب.

العلاج الثلاثي

و يكون باستعمال ثلاثة ادوية ، و هو الافضل و الاضمن و يحتوي على عامل مثبط للحموضة PPI بالاضافة الى مضادين حيويين لمدة اسبوع واحد مع الاستمرار بمثبط الحموضـة لمدة ثلاثة اسابيع اخـرى، و هـذا العـلاج الثلاثي هو المستعمل حـالياً و الذي ننصـح به المريض.
العلاج الرباعي:و ذلك باستعمال اربعة انواع من الادوية، و هو لا يستعمل إلا في حالة فشل العلاج الثلاثي الذي قد يحدث نتيجة عدة عوامل من بينها المقاومة ضد احد المضادات الحيوية المستعمـلـــة.

التطعيم ضد جرثومة
المعدة الهيليكوباكتر


يقوم في هذا الوقت مجموعة من الباحثين و الاختصاصيين في هذا المجال في البحث عن مصل فعّال يساعد على الوقاية من العدوى بهذه الجرثومـة و بذلك نَحٌد من انتشارها، و هناك اخبارمشجعـة ومتفائلة بإمكانية الوصول الى هذا التطعيم في القريب العاجل ان شاء اللـه.
هل هناك حميـة خـاصـة لمريـض القـرحة الهضميــة: يستحسن ان تكون حمية معتدلة تضمن للمريض الراحة النفسية و العصبية التي لها كل الاهمية في شفاء المريض،و لكن بشكل عام يمنع المريض من تناول الاطعمـة الحامضيـة و المنبهات و البهارات و المخللات و الطعام الدسـم جداً، و على المريض كذلك التوقف عن التدخـين والامتنـاع عن تنـاول المشروبـات الكحـوليـة و التقليل من تنـاول الشــاي والقهــوة و الكــولا .

العــلاج الجراحي للقــرحــة الهضميــة

يكون العلاج الجراحي في حالات نادرة فقط، حيث ان العلاج الطبي قادر بإذن اللـه على شفاء تام في الأغلبية العظمى من الحالات، و يتم تحويل المريض للجراحـة في حالة وجود مضاعفات خطيرة للقرحة مثل النـزيف المتكرر او الانسداد الذي لا يمكن علاجه بالأدويـة او في حالة الانثقاب و يتمثل العلاج الجراحي بقطع العصب المبهم Vagotomy في منطقة الصدر عند مروره بالقرب من المريء او قطعه عند دخوله الحجاب الحاجز او قطعه عند فروعه المنتشرة في المعــدة.
وان قطع العصب المبهم قد يؤدي الى نقص في حركات المعدة و تعطيلها مما يؤدي الى صعوبة في افراغ المعدة لذلك فان قطع العصب المبهم Vagotomy يكون دائماً مصطحباً اما باستئصال الغار المعدي Antrum او بإجراء عملية تصنيع للبواب بحـيث يزيد حجم فوهة البواب الفاصلـة بين المعدة و الأثني عشر .

استشاري امراض الجهاز الهضمي و الكبد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القرحة الهضمية بين الأمس واليوم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التغذية في القرحة الهضمية
» إرشادات للتعامل مع القرحة الهضمية
» هيروشيما بين الأمس واليوم
» أسرار العطور بين الأمس واليوم
» اليوم الموعود واليوم المشهود والشاهد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات الإجتماعية :: الطب والصحة-
انتقل الى: