موضوع: جدل .. بين مصر واليابان بسبب الملوخية الجمعة مايو 15, 2009 11:19 am
جدل.. بين مصر واليابان بسبب الملوخية
وليد سليمان - نزلت منذ اسابيع قليلة اوراق الملوخية الطازجة والصغيرة اسواق عمان.. فذكرتنا بما قرأناه قبل عدة شهور حيث زار الكاتب والصحفي طه عبدالرحمن اليابان في السنة الماضية وكتب في مجلة دبي مقالا مهما عن اليابان الجنة التي ابتكرها البشر.. وكانت من الفقرات المهمة والملفتة للنظر هي الفقرة التي تحدث فيها عن الملوخية في اليابان.. ولاهمية وطرافة هذا الموضوع نستعرض هنا ما ورد بما يلي: ان الزائر لليابان سرعان ما يلاحظ اقبال اليابانيين على تناول الملوخية والتي بداوا يعدونها بوسائل مختلفة، اما في شكل اقراص.. واما بالحساء.. واما ملوخية بالبطاطا الى غيرها من التقاليد اليابانية الجديدة لتطوير فن طهي الملوخية. والاصرار الياباني على تناول الملوخية المصرية وتطويرها وفق العادات اليابانية، يعيد الى الاذهان الحرب الطريفة التي اشتعلت فجأة قبل عامين بين مصر واليابان بسبب الملوخية التي ارادت اليابان سلب اختراعها وقيامها بالسبق في تسجيلها كاختراع ياباني لتصبح الأحق بحقوق ملكيتها الفكرية، ضاربة بعرض الحائط التاريخ والواقع والاثار التي تسجل حكاية الملوخية التي كانت غذاء وطبقا مفضلا لملوك مصر القديمة.. وكانوا يطلقون عليها اسم الملوكية وبمرور الزمن تحولت الى وجبة واكلة مفضلة للفقراء واطلقوا عليها اسم الملوخية. وحسب علماء الاثار فان التاريخ يؤكد ان اول من قام بزراعة الملوخية في العالم هم الفراعنة، الا انه مع قيام اليابانيين بتسجيل الملوخية كمنتج ياباني، اصبح واضحا للعالم اهم اصحاب السبق اليها، وبعد ان وقع عالم نبات ياباني في غرامها وعشقها واصبحت وجبته المفضلة بعد ان تذوق طعمها وادرك قيمتها الغذائية في اثناء الفترة التي قضاها في القاهرة.. ولم تتوقف الامور عند هذا الحد بل الهوس الياباني بالملوخية فاق كل الحدود بعد ان استخدموها في صناعة الخبز والمكرونة ومستحضرات التجميل وصنعوا منها كبسولات دوائية لعلاج السموم وضغط الدم والسكر والامراض المستعصية، بل هناك اطباء في اليابان لا يعالجون مرضاهم الا باقراص الملوخية. وكما هو معروف فان في مصر نوعا من الملوخية لا يعرفه كثيرون كونه يُزرع خصيصا للتصدير في اراض بكر وبالغة الخصوبة ولا يُستخدم قطعيا أي نوع من المبيدات الحشرية، وتدر ارباحا بالملايين كونها تُصدر بالدولار. وفي هذا السياق انتقلت الملوخية من مصر الى العديد من دول العالم الا ان اكثر الدول التي اهتمت بهذا النوع من النباتات كانت اليابان. وقصة الملوخية اليابانية بدأت منذ سنوات ليست بعيدة على يد رئيس منظمة المنح الفنية اليابانية. ويقول بعض الباحثين انها كانت على يد عالم النبات كوسوكي ايموري بجامعة تاكوشوكو، وكان هذا الرجل قد جاء الى مصر ليدرس اللغة العربية، وخلال وجوده في مصر وقع في عشق الملوخية، ونظرا لانه متخصص في علم النبات فقد اعجب بها وارسل بعضا منها لاسرته في اليابان. وبعد ان انهى دراسته اخذ بذور الملوخية وزرعها في بلاده اليابان، وقام هو وزوجته باجراء تحاليل على الملوخية ليكتشفوا فوائدها الكبيرة.. حيث وجدوا بها مادة تقاوم الخلايا السرطانية متمثلة في مادة الكرياتين اضافة الى وجود جميع مركبات فيتامين ب مما يجعلها مستحضرا مناسبا للمحافظة على نضارة البشرة، وكذلك غذاء صحيا متكاملا لنمو الاطفال. ويوضح الكاتب طه عبدالرحمن بقوله: ومن هنا تم تأسيس مؤسسة للملوخية في اليابان استوردت ما يزيد على 45 طنا من الملوخية الجافة من مصر.. كما تم استيراد بذور الملوخية ليتم زرعها في اليابان، ولم يكتف اليابانيون بذلك.. بل اقاموا صناعات كاملة على الملوخية مثل الخبز بالملوخية والسمك بالملوخية واطلقوا عليها ملكة الخضروات . لذا ليس غريبا ان هناك اطباء يابانيين لا يعطون ادوية سوى اقراص الملوخية او يستخدمونها كمقو عام، كما قام اليابانيون بصناعة غذاء للاطفال منها، وقاموا بتأليف كتب عن اهمية الملوخية لصحة الانسان.. وعليه اصبحت الملوخية تمثل هوساً علمياً وغذائيا وعلاجيا في اليابان. وقام اليابانيون بتسجيل الملوخية كمنتج ياباني في الوقت الذي يؤكد بعضهم ان اليابان سجلت الملوخية كعنصر فقط في احد اختراعاتها، على الرغم ان التاريخ والواقع يؤكدان ان مصر هي صاحبة الحق في امتلاك حقوق الملكية الفكرية لهذا النبات المصري الفرعوني القديم جدا.