موضوع: طاقة نظيفة لا تنضب من برادة الحديد والطحالب الأربعاء يوليو 23, 2008 8:19 am
طاقة نظيفة لا تنضب من برادة الحديد والطحالب
ترجمة م. حسام جميل مدانات
لعل هذه احدى أكثر الأفكار غرابة وجنونا بهدف حل أزمة الطاقة وانهاء ظاهرة الدفيئة، أي التزايد المتواصل في درجة حرارة الأرض بسبب الغازات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري كالنفط والغاز والفحم. حسب هذه الفكرة، علينا أن نرش المحيطات والبحار ببرادة الحديد ! نعم، برادة الحديد! وحسب أصحاب هذه الفكرة، فان السبب في كون البحار غير مغطاة بالنباتات، بعكس اليابسة، هو افتقار مياه البحار للمواد الغذائية اللازمة لنمو النباتات، وخاصة المعادن، ومنها بشكل خاص الحديد. بناء على ذلك، فان اضافة الحديد الى مياه البحار سيشجع نمو الطحالب على سطحها، والتي ستمتص ثاني اكسيد الكربون من الجو أثناء عملية البناء الضوئي وعندما تموت هذه الطحالب فانها تترسب الى القاع، وهكذا فإنها تخلص الجو من جزء من ملوثاته. وبالتالي، وخلال بضع عشرات من السنين، سيعود مستوى ثاني أكسيد الكربون في جو الأرض كما كان عليه قبل العصر الصناعي. طرحت هذه الفكرة قبل عدة سنوات، ثم أجريت تجربة في المحيط المتجمد الجنوبي للتحقق من فعاليتها، وكانت نتائج التجربة مشجعة، لكنها لم تحصل على دعم كاف لتطور وتتابع. ومؤخرا أعاد الباحث البريطاني جون منفورد احياء هذه الفكرة، مقترحا استغلال الطحالب البحرية التي ستنمو بفضل تخصيب البحار بالمعادن ليتم حصادها واستخدامها كمصدر للطاقة. فبعض هذه الطحالب ينتج زيتا يصلح كبديل عن الديزل أو السولار. ويرى منفورد أن تطبيق هذا المشروع على بحر محدود مثل بحر الشمال ( شمال اوربا ) سينتج ما يكفي من الديزل الحيوي لتزويد جميع سيارات العالم بالوقود. ويلاحظ أن هناك مشاريع مشابهة حاليا لكنها تطبق في بحيرات وبرك تحوي ماء عذبا، وتتطلب عنايـة ومتابعة. كما أنها مكلفة وكان يمكن استغلالها لأغراض أخرى، بينما البحار واسعة ومتاحة للجميع. يبقى التساؤل المنطقي في مدى توفر وسائل اقتصادية لحصاد هذه الطحالب البالغة الصغر عن سطح المحيط. فاذا توفرت مثل هذه الوسائل، فاننا نكون قد توصلنا لحل رائع لمشكلتين خطيرتين: نقص مصادر الطاقة وتلوث الجو بالغازات التي تسخن الكرة الأرضية. عن The Economist