موضوع: بيت (مريخي ) في عمان الإثنين أبريل 27, 2009 6:09 pm
بيت (مريخي) في عمان
ماجد الأمير - تخاله بيتا هابطا من كوكب المريخ ،لغرابته وطريقة بنائه ،وتوسطه غابة من الاسمنت في منطقة بيادر وادي السير قرب عمان . ولكنه وبامتياز، منزل صديق ''للبيئة'' ليس كغيره من المباني التي تحيط به وتجاوره في الامتداد، كما تقول صاحبته ومصممته حنه الخليلي. فهو يحاكي ''الكون'' في شكله ومضمونه، دائري الشكل، وهو مبني من تراب، كما أصل البشر، لم يدخل في صنعه الحديد، ولا الاسمنت، وإن كان هنالك القليل من الاسمنت ، لضمان تماسك الطين كما انه بلا أساسات مع انه قوي . والناظر إلى المنزل، يعتقد انه بيت لهندي أحمر تائه في بلاد، زحف العمران على أراضيها ، فتبدلت السهول الخضراء إلى كتل إسمنتية، طالما حذر المختصون من خطورتها على الطبيعة والبيئة. ومن هذا المنطلق، أخذت المصممة ''حنه'' الفكرة التي أصبحت واقعا متميزا ونموذجا لقرية صديقة للبيئة،تتضمن بيوتا، كالتي يتوقع أن تكون على سطح المريخ أو القمر، وتقول أن '' فكرة البيت في شكله تستند إلى حقيقة الكون الدائرية، والتي لا تحتاج إلى أعمدة'' فالله رفع السماء بلا عماد . وتشرح الجدوى الاقتصادية ''بأن طريقة البناء تؤمن للناس منزلا، بأقل التكلفة، دون الحاجة الى الحديد والاسمنت، مما يتيح الفرصة للإنسان، بان يبني بيته بنفسه من مادة ( التراب) التي تمتاز بأنها باردة صيفا ودافئة شتاء، وهذا على المدى البعيد يؤدي الى توفير الطاقة''. ''فشكله الدائري يجعله صديقا للبيئة، إذ لا يوجد له (حواف)، كما البيوت التقليدية، الأمر الذي يجعل الرياح تلتف حوله ، فلا تؤثر به مهما كانت قوتها، كما انه هندسيا يستطيع ان يقاوم الزلازل ويصمد بوجهها لغاية 5,6 على مقياس ر يختر '' . وتكمل'' ''بما ان جميع المواد المستخدمة في بنائه من البيئة، فإن ذلك يعني انه لن يضر بالبيئة'' مبينة أن ''كل شيء يعاكس البيئة، قد يفسدها. وتضيف أن هذا المنزل لا يؤثر على المجال المغناطيسي للإنسان، بحكم شكله الدائري''، فيما تبرر عدم استخدام مادة الحديد، باعتباره ليس صديقا للبيئة. واستغرق بناء البيت زهاء شهر، بحسب المصممة حنه، التي اشرفت على بنائه منذ البداية وحتى النهاية، والتي تحلم بتعميم نموذجها ليتم بناء بيوت كثيرة على غراره . ويتسع المنزل الذي تبلغ مساحته خمسين مترا، الى عشرة أشخاص بالإضافة الى غرفة نوم ومطبخ وحمام، مبينة ان غرفة النوم تتسع الى سبعة أشخاص رغم أنها تبدو للوهلة الأولى صغيرة، وهو ما يعزز أن الشكل الدائري، له خصائص ابرزها أوسع مساحة بأقل رقعة كما ان ارتفاعه أربعة أمتار وتبين أنها '' لا تضع في البيت الأشياء التي لا تستخدمها ، ابتداء من اللوحات والقواقير وغيرها من الاشياء، وبهذا الامر نتخلص من ثقافة الاستهلاك''. وضمن المواصفات ''الصديقة للبيئة'' انها استخدمت القش بدلا من الأخشاب في صناعة مقاعد الجلوس، لانها تعتبر ان تقطيع الأشجار ضد البيئة، إلا أنها اضطرت الى استخدام مادة الألمنيوم والزجاج في الأبواب والشبابيك، على امل أن تبحث عن بديل لهما في المستقبل ، كما انها استخدمت بعض الخشب المعاد تصنيعه . وتصف حنه البيت بأنه ''مريخي'' لان مواصفاته تتشابه مع مواصفات البيت، الذي وافقت عليه وكالة الفضاء الاميركية ''ناسا'' كمشروع قدمه المهندس الراحل نادر الخليلي، لبناء بيوت على سطح المريخ او القمر مستقبلا. وأضافت أنها ''أخذت فكرة البيت واليات إنشائه من تجربة المهندس الخليلي، عبر تلاميذه هناك'' ، ومن قريته الصغيرة التى انشأها في ولاية كاليفورنيا حيث ذهبت الى هناك وتعلمت انشاء الفكرة عبر دورة لمدة شهر . وللبيت قصة أخرى، تتمثل في الطاقة التي تستخدم لانارته وتدفئته، فهي اعتبارا من الشهر المقبل، بحسب حنه، ستكون بالاعتماد على الطاقة الشمسية في إنارته وتشغيل الأجهزة الكهربائية المختلفة فيه. وتقول ومن ''خلال جهاز صغير جدا بحجم التلفاز، يجمع اشعة الشمس ويخزنها، ثم يحولها الى طاقة كهربائية، لافتة الى أنه ''حتى في ظل وجود الغيوم فإن الجهاز يلتقط أشعة الشمس، ويخزنها'' ثم يشغل الأجهزة الكهربائية الموجودة في المنزل . وتروج حنه لبيتها، بأنه بيت بديل للبيت العادي، وقد يكون مناسبا كبيت سياحي ، او مرسم ومسرح للموسيقى ، لان شكله وتصميمه، يعطي نقاء للصوت، ولا تحتاج الى مكبرات او مايكروفونات ، ويوزع الصوت بطريقة صحيحة، ولا يوجد فيه صدى. ولعل المثير في البيت إمكانية زيادة مساحتة الى أكثر من غرفة متصلة عبر استخدام الأقواس والدوائر، مشيرة الى إمكانية بناء قرية متكاملة متصلة أو غير متصلة. وتختم حنه : البيت يجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل الصديق للبيئة والانسان .