لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل التعليم مهنة موقرة ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : هل التعليم مهنة موقرة ؟ Jo10
نقاط : 200510
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

هل التعليم مهنة موقرة ؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل التعليم مهنة موقرة ؟   هل التعليم مهنة موقرة ؟ Icon_minitimeالسبت يناير 31, 2009 12:22 pm



هل التعليم مهنة موقــّرة؟

هل التعليم مهنة موقرة ؟ PxP96835

د. تيسير صبحي - ( لا يكتمل الحديث عن التطوير والإصلاح التربوي من أجل مواكبة النماء المعرفي والتقدم التقاني إنْ لم نأخذ في الحسبان أبعاد العملية التربوية كافة ومن ضمنها تربية المعلم وتمكينه وإعداده مهنياً. وعند الحديث عن مهنة التعليم لا يفوتني الإشارة إلى الاسهام الكبير الذي أسهم به المربي حسني عايش في معالجة قضايا تمت إلى هذا الموضوع بصلة مباشرة. كما أنني أشير إلى معالجات الدكتور علي فخرو غير المسبوقة لموضوع إعداد المعلم ومهنة التعليم. فهو (أي الدكتور علي فخرو) يرى أن التعليم مهنة وينبغي أنْ تكون موقرة. وهناك فئة من الكتاب تنظر إلى التعليم على أنّه شبه مهنة موقرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه الساعة: ما المقصود بمهنة موقرة، وما سماتها؟.
للإجابة عن هذا السؤال أستشير ما كتبه الدكتور أحمد صيداوي في هذا المجال. ويمكننا القول أنّ المهن الموقرة بمثابة مؤسسات اجتماعيّة تقدم خدمات أساسيّة وضروريّة للفرد والمجتمع، مثل المحافظة على الصحة الجسميّة والنفسيّة للفرد، وصون حقوقه. ويمتلك أصحاب المهن الموقرة كفايات (جملة المعارف والمهارات والخبرات) التي لا يمتلكها غير أصحابها، ولا يمارس تلك المهنة إلا أصحابها الأكفياء. والمجتمعات المتقدمة تحرص على إعداد المعلم/ المعلمة بصورة تماثل إلى حد بعيد عملية إعداد المهندس أو الطبيب. فالمعلم مسؤول عن تربية الأجيال، ودوره الاجتماعي لا يقل أهمية عن الدور الاجتماعي لأصحاب المهن المرموقة الأخرى.
ولكن، هل هناك جهات مهنيّة تكفل لنا مستوى أداء أصحاب هذه المهنة، وتعمل على ضبط الجودة، وتتحقق من مستوى الأداء، ومدى التزام المعلم/ المعلمة بالمعايير الأخلاقية لمهنته. أضف إلى ذلك مستوى الدافعية للعمل والإنجاز لدى أفراد هذه المهنة، مع الإشارة إلى أنّ أصحاب المهن الموقرة لديهم درجة عالية من الدافعية.
في ضوء ما نسمع ونشاهد؛ وفي ضوء التجارب التي كانت موضع دراسة وتقويم في بلدان العالم الثالث؛ وفي ضوء مؤشرات الواقع الراهن نستطيع القول أنّ مهنة التعليم في دول العالم الثالث لم ترق بعد إلى مستوى المهن الموقرة. ولكن، هل يكمن السبب في تخلف تلك الدول على مجمل الصعد، أم أنّ مهنة التعليم هي المسؤولة عن حالة التخلف التي تعانيها تلك البلدان؟ باعتقادي أنّ الإجابة عن هذا السؤال بحاجة إلى مجلدات وكثير من المؤتمرات.
ما العمل كي تكون مهنة التعليم موقرة؟.
هناك جملة تدابير يمكن القيام بها للارتقاء بمهنة التعليم، ومنها: العناية أكثر بمستوى الخريجين، وتوفير الدعم المادي والمعنوي للمعلم، وصقل خبرات المعلم، ومساعدته على مواكبة التطورات التي تطرأ على ميدان تخصصه؛ وأن يعين على أساس رتبة أكاديميّة يتدرج فيها -بحسب أدائه- من معلم تحت التدريب إلى معلم مساعد ثم معلم مستشار. ويحقق هذا الاجراء أهدافه وغاياته إنْ اقترن بنظام مكافآت وحوافز تضمن استمراريّة المعلم/ المعلمة في مهنة التعليم. وهناك من يطالب بترخيص مهنة التعليم وفق ضوابط صارمة. ولا يحق للمعلم/ المعلمة الاحتفاظ برخصة مزاولة المهنة إن هو تحول الى معلم جوال بين البيوت والمراكز التي توفر له/ لها فرص الاستثمار في الدروس الخصوصيّة.
وخلاصة القول في هذا السياق: أن لا يعمل في مهنة التعليم إلا الشخص الذي يمتلك جملة خصائص وسمات، ومنها:.
أنْ يكون المعلم من أفضل المثقفين في المجتمع؛ بمعنى أنْ تكون لديه ثقافة عامة واطلاع على المواد الثقافية والدراسات الاجتماعية والأدبية والسياسيّة واللغوية والعلمية والتقانية؛ لديه الإلمام العميق بالجوانب المتعلقة بعمليّة التعليم/ التعلم؛ لديه تحصيل رفيع المستوى في المجال المعرفي الذي تخصص فيه، ويقوم بتدريسه للطلبة؛ لديه خبرة معرفيّة في موضوعات تربويّة مثل : فلسفة التربية، ونظريات التعلم، وطرائق التدريس، ومهارات التفكير المنتج؛ وطرائق الإثراء، وأساسيات التقويم؛ أنْ يخضع لفترة تجريب قبل تثبيته في الخدمة، وبصورة تحاكي الفترة التي يقضيها طبيب الامتياز في المستشفيات والمراكز الصحيّة؛ الالتزام بأخلاقيات مهنة التعليم وقيمها؛ أن يمتلك السمات القياديّة؛ كي يكون المعلم الأنموذج الذي يحتذى، وليس الحلقة الأضعف التي تتعرض للإهانة والضرب من قبل الطلبة وأولياء أمورهم؛ أنْ تكون لديه القدرة على توظيف التقانات الحديثة في تعليم مادة تخصصه؛ إلى جانب متابعة ما يطرأ على تخصصه من تطورات.
وهناك خصائص وسمات أخرى كثيرة لسنا بصدد جردها، ونكتفي بالإشارة إلى عدد منها، ونترك مسؤوليّة وضع قائمة رصد خاصة بالخصائص والسمات التي نرغبها في مهنة التعليم للمتخصصين الأكفياء الذين لديهم اهتمام خاص بهذه المسألة المهمة.
ترتكز هذه المقالة إلى جملة مسوغات دفعتني إلى المطالبة بإعادة النظر في برامج إعداد وتأهيل المعلمين؛ إلى جانب التفكير بطرائق غير تقليدية للارتقاء بمهنة التعليم. وإذا كنا لا نقبل لأي شخص أن يمارس مهنة الهندسة أو الطب أو المحاماة فكيف نسمح لأي شخص بممارسة مهنة التعليم؟! ومن المسؤول عن عملية التخريب التي تلحق بعقول أبنائنا وبناتنا ويزرع في أدمغتهم بذور القصور والتخلف، ومن ثم يلحق الأذى بمستقبلنا ومستقبل الأجيال اللاحقة؟.
في إحدى المؤتمرات العربيّة سمعت الدكتور علي فخرو يقول: ''إنّ مسؤوليّة المعلم المهنيّة يجب أنْ تكون مرنة تسمح له باتخاذ قراراته التربويّة بروح المسؤوليّة، وبوعي العالم، وبالتزام المثقف، وبقدرة الممارس الحكيم، وبفهم الواعي لقضايا المجتمع وتعقيداتها، وبالاعتماد على البحث والاستقصاء الذي يقوم به سواء مع زملائه أو مع المتعلمين في الصف وخارجه''.
وخلاصة القول إنّ معلم المستقبل الذي نريد ينبغي أنْ تتوافر فيه سمات الموهبة والإبداع والقياديّة؛ وأنّ القضيّة ليست قضية تخريج حفنة من المعلمين تشغل قاعات الدرس، وتعيد على مسامع الطلبة ما احتوته بطون الكتب، وتقيس في نهاية المطاف كمية ما جرى تخزينه في أدمغتهم.
يبدو أنّ مشكلات العالم برمتها تعود إلى وجود أنظمة تربوية بليدة لا تستجيب للاحتياجات الخاصة للمجتمعات والأفراد.


فولبرايت، جامعة السوربون - فرنسا)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل التعليم مهنة موقرة ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التعليم بالوطن العربي
» الممنوع مرغوب + التعليم عبادة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات العلمية والثقافة :: مجلة الساحة العربية-
انتقل الى: