موضوع: وردة واحدة تكفي الأحد يناير 25, 2009 3:42 pm
وردة واحدة تكفي
د.عدنان الطوباسي - ذات يوم وفي قاعة الدرس؛سألت الطلبة ؛في مادة علم نفس المراهقة :عن طقوس الهدايا ،وكيف يتعاملون مع هذه الطقوس..اهمية الهدية بالنسبة لهم ومعانيها..وماذا توحي لهم وكيف يعبرون عند استقبالهم لها كان الطلبة يشكلون طيفا من المجتمع وكانوا كلهم انهوا مرحلة البكالوريوس فالمادة تعطى لطلبة الدبلوم العالي..وكان منهم طلبة حديثي التخرج واخرين من المتزوجين والمتزوجات ومنهم من يعمل مدير مدرسة ومنهم من يعمل مدير شركة اوموظف... ومنهم من لا يعمل... ومنهم من تجاوز الخمسين من العمر،ومنهم من هو مشرف على الزواج. الهدية طريق للولوج الى قلوب الاخرين تحت ظلال من المحبة والمشاعر الجياشة وهي درب من التعبير الاجتماعي بين الناس بمختلف طبقاتهم ...لكن عليك ان لا تقارن نفسك بالاخرين ..وبهداياهم ومستوياتهم فهذا غير مطلوب منك لا بل ان هذا يقلقك ويقض مضاجعك ..فلا تنظر لغيرك واقنع بما لديك...فوردة حمراء واحدة تكفي اذا كانت نابعة من القلب.. كانت الاجوبة مدهشة . قالت احداهن: انني لم اتلقى من زوجي هدية في اي مناسبة من مناسبات العمر التي تجمعنا مثل عيد الزواج وعيد ميلادي ويوم الخطبة او اول لقاء يجمعنا. ! وقال طالب اخر :اعتدت ان اهدي اصدقائي وهم كذلك هدايا في مناسبات اعياد ميلادنا وهي هدايا متواضعة لكنها تعني لنا الكثير. وقال رجل متزوج لم اكن اعرف طقوس الهدية حتى تزوجت حيث منحتني الزوجة العزيزة الشعور بثقافة الهدية وبدات هي اولا ..ثم بدأنا نتبادل الهدايا في عيد زواجنا واعياد ميلادنا .وقالت طالبة تجلس على اطراف القاعة وقد رسم الزمن على محياها اثار الحزن وكأبة الايام: عن اي هدايا تتحدثون ..انا في عمري لم اتلقى هدية ولم اشعر بقيمتها ..ومعناها ..وشرعت تبكي بهدوء وهزت مشاعري ومشاعر كل سكان القاعة. طالبة قالت:صحيح ان الهدايا على مقدار مهديها...لكن بالنسبة لي الهدية ليس بثمنها بل بمعناها وقد اتفقت مع زوجي وقد تزوجنا حديثا ان اجمل هدية نقدمها لبعضنا البعض هي وردة حمراء ..حتى لا نتعود على الهدايا غالية الثمن ..فتغلبنا الايام ذات يوم ..ولا نستطيع احضار الهدايا ..فيصيبنا الاحباط وتتسلل الى حياتنا الكآبة فوردة واحدة تكفي. ان ثقافة الهدية في مجتمعنا اصبحت ثقافة لا غنى عنها...فعندما يسافر الانسان لا بد ان يعود بالهدايا الى افراد اسرتة ..ويمتد ذلك الامر ليشمل الاخوان والاخوات واحيانا الخالات والعمات والجيران واذا كانت الهدايا رمزية ففي احيان كثيرة لا تعجب احد..ولا يعذرك احد... عندما نتحدث عن ثقافة الهدية ينبغي ان نذكر باشياء مهمة عليها ان لا تغيب عنا فمثلا ارى بعض الناس عندما تصلهم هدية ما احيانا لا يلقون لها بالا خاصة اذا كانت لا تعجبهم وكانة مفروض عليك ان تحضر الهدية على مزاجهم وحسب رغباتهم متناسين ان الهدية شيء شخصي لا احد يلزمك بها، هي ثقافة مجتمعية محبذة لا شروط عليها ولا متطلبات ..فمن المحبب ان تتلقى الهدية مهما كان ثمنها بصدر رحب وقلب مفتوح وان تشكر مهديها وان تشعره بذلك كان تلبسها اذا كانت تلبس او تفتحها امامه وتعبر عن سرورك بها .. كذلك فان كثير من الناس امكانياتهم تسمح لهم بان يقدموا هدايا لاهليهم او اصدقائهم او محبيهم ، لكن ليس مطلوب منك ان ترد الهدية بافضل منها او اكثر قيمة خاصة اذا كانت امكانياتك لا تسمح بذلك لكن عليك ان تردها بطريقة حضارية ومعبرة مهما كانت قيمتها ولا تخجل من ذلك. كثير من النساء يقارن انفسهن بغيرهن . وهذا من شأنه ان يكون مصدر ازعاج لازواجهن فمثلا يهدي احد الازواج زوجته في عيد ميلادها او زواجهما ساعة بقيمة خمسماية دينار وهذة الهدية بالنسبة له سهلة لان اوضاعه المالية ممتازة ومريحة وبالصدفة تكون هناك صديقة لزوجته حالتها المادية متواضعة جدا وزوجها اهداها في عيد مبلادها ساعة قيمتها عشرون دينارا فهذه امكانياتة وحدودة هنا تبدا المشاكل وتبدأ الزوجة بالقيل والقال : شو هالهدية ...شفت زوج صاحبتي شو اهداها..وين هديتي.. وين هديتها .وتبدأ مشاكل لها اول وليس لها اخر ...فلماذا مثل هذه المقارنات التي الجميع بغنى عنها.