البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: السعادة في التواضع الإنساني الخميس يناير 22, 2009 9:19 am | |
|
السعــادة في التواضــع الانساني
د.عدنان الطوباسي - وانت تتجول في رحاب هذه الدنيا وترى ما ترى من الناس .. يحزنك مشهد الكثيرين ، الذين أخذتهم العزه بالإثم وانطلقوا في هذه الحياه وكآن ليس فيها أحد غيرهم ... خاصة وان البعض منهم كنت تراه موضوعيا في تعاملة ...وحياته. لكن بعد فترة زمنية يدهشك المنظر وتتساءل ما الذي حول هذا الانسان من تلك الشخصية الى شخصية اخرى لا تستطيع ان تتحدث معها وإذا شاهدك واقتربت منه يبتعد وكآنه لايعرفك ابدا ،كيف يمكن للإنسان ان يبقى سعيدا في حياته اذا خلع عن نفسه صفة التواضع لعله يسعد قليلا لكنه لا محالة خاسر . قيل : القناعة دليل الامانة ؛ والامانة دليل الشكر ؛ والشكر دليل الزيادة ؛والزيادة دليل بقاء النعمة ؛ والحياة دليل الخير كله . ان التواضع نعمة من النعم التي انعم الله سبحانه وتعالى بها على البشرية جمعاء ... ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان اكثر الناس تواضعا وتسامحا مع الناس ''قال تعالى: ''ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك '' والحياه زائلة لامحالة فلماذا يرى بعض الناس انهم فوق الجميع ... لاتستطع ان تتحدث معهم ... او احيانا تراهم.. خاصة ضعاف النفوس الذين اذا حصلوا على مؤهل علمي او منصب او اعطاه الله من الارض والمال ؛او تغيرت احواله ؛اوسكن في حي راق ... اوغير ذلك . هذه الحياة تآخذنا ببريقها الاخاذ ، تخطف عقولنا وقلوبنا وتدهشنا ، ونتهافت عليها وعلى زخرفها الزائل ومتاعها الذي لا يبقى ،ومن اجلها ومن اجل مناصبها نحن في حل وترحال ... في سعي متواصل وصراع مستمر وسباق غير عادي . ولا ندري ماذا تخبئ لنا الاقدار او تكتب لنا الايام ان التواضع رحمة وصفة أخلاقية رائعة ومجد لا ينسى ..فالمتواضع اكثر قربا من الناس واكثر حبا والين جانبا وأكثر احتراما وتقديرا يقول رسول الله صلى الله علية وسلم ..:''افضل العبادة التواضع ''. وعندما جاء اليه ذلك الاعرابي واخذتة رعدة ، فقال له صلى الله عليه وسلم : ''هون عليك فاني لست بملك انما انا ابن امرأة من قريش تآكل القديد '' هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لم تكن متجبرا ،ولا متكبرا كان اشد الناس حياء وتواضعا ؛وكان رحيما؛متسامحا؛يتعامل مع الناس كل الناس :صغيرهم وكبيرهم ؛غنيهم وفقيرهم؛رجالهم ونسائهم؛بكل تواضع ...ومحبة ونقاء.. انه سيد البشرية الذي دانت له الارض كل الارض.. وبقي كما كان متواضعا على خلق كريم... يقول صلى الله عليه وسلم :''ان العفو لا يزيد العبد الا عزا فاعفوا يعزكم الله وان التواضع لا يزيد العبد الا رفعة ... فتواضعوا يرفعكم الله .. وان الصدقة لا تزيد المال الا نماء ...فتصدقوا يزدكم الله '' والله سبحانه وتعالى حرم الجنه على المتكبرين فقال تعالى :''تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا؛ والعاقبة للمتقين ''.. وقال تعالى :''سآصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق '' لقد قيل: لايتكبر الا كل وضيع ... ولا يتواضع إلا كل رفيع . إن أكثر الناس تواضعا هم اكثر الناس قربا للناس . وينبغي ان يكون العلماء هم اكثر الناس تواضعا فالعلم يرفع الانسان بتواضعه وعدم تكبره ومن تواضع الى الله رفعه . أيها الناس مازالت صورة سيدنا عمر بن الخطاب ماثلة للجميع...وتقدم درسا عظيما في الاخلاق والتواضع انه خليفة المؤمنين الذي دانت له الارض شرقا وغربا شمالا وجنوبا ، وهو قائد الامة التاريخي الذي حكم بالعدل والنزاهه وكان رجلا حاكما عظيما ..هو الخليفة الذي اعياه التعب ذات يوم خلال تجوله على الرعية ، واستظل تحت شجره وارفة ظلالها وذهب في غفوه دون حرس او جيش او اعوان انه عمر بن الخطاب الانسان الخاشع و يمر ذلك الرجل القادم من بعيد يسال عن خليفة المسلمين أين هو؟. فيقول له الناس :انه هناك تحت تلك الشجرة فيستغرب ذلك الرجل ويقترب منه هو ذا عمر بلا حرس او جيش او مرافقين يلتفت اليه ذلك القادم من بعيد ويحيه ويقول : عدلت فآمنت فنمت اي تواضع اكثر من هذا التواضع لمثل هذا القائد التاريخي العملاق . هل هناك أجمل من التواضع في حياة كل واحد منا . انه سمة اخلاقية رائعة تمنحك العبور الى الناس كل الناس صغارا وكبارا أغنياء ام فقراء سائلين ومسؤولين ذكورا ام إناثا؟ اجعلوا التواضع شعارا لحياتكم . فهو ينير الدروب ويفتح القلوب ويزيل الفوارق بين بني البشر .
منقول
| |
|