دقيقة معرفة - لغز النباتات المزهرة

البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

سمّاه العالم تشارلز داروين oاللغز المحيّرa وقد أربك أجيالاً من علماء النبات. إنه الظهور المفاجئ للنباتات المزهرة منذ 130 مليون سنة والذي مازال العلماء يبحثون عن تفسير له. يعتقد العلماء اليوم أنهم يقتربون من حلّ لغز داروين مع نشر دراستين تظهران أن 400 ألف نوع من النباتات المزهرة ترتبط ببعضها.
تألفت نباتات الأرض من الحزازيات والسرخسيات ونباتات التنوب والمخروطيات على مدى عشرات ملايين السنين، إلا أن سجل الأحافير النباتية يبين ظهوراً مفاجئاً لنوع جديد من النباتات المزهرة التي سرعان ما أصبحت مجموعة النباتات الأكثر تنوعاً وانتشاراً.
تبين نتائج البحث أن المجموعات الخمس الأساسية من النباتات المزهرة ظهرت منذ خمسة ملايين سنة مشيرة إلى وجود علاقات استثنائية مثل التشابه الوراثي القريب بين أكبر مجموعتين من النباتات المزهرة الأحادية الفلقة التي تشمل الأعشاب والسحلبية وثنائيات الفلقة مثل عباد الشمس، الطماطم والكرنب.
ما لا شك فيه أنه تطور مفاجئ نسبياً لجميع النباتات المزهرة المتحدرة من نوع مشترك واحد كما جاء في التحليل الوراثي لأكثر من مئة نوع مختلف، الأمر الذي أدهش العلماء المشاركين في البحث. في هذا المجال تقول بام سولتيس من جامعة فلوريدا: oتشمل النباتات المزهرة حالياً حوالي 400 ألف نوع، لذا، فإن هذا الظهور المفاجئ لكل تلك النباتات في أقل من خمسة ملايين سنة يعتبر أمراً مدهشاً خصوصاً إذا اعتبرنا أن النباتات المزهرة كمجموعة كانت موجودة منذ 130 مليون سنة على الأقلa.
بدوره ذكر البروفسور روبرت جانسن من جامعة تكساس في أوستن أن الانفجار في تنوع النباتات المزهرة غالباً ما يشار إليه بالانفجار الكبير في علم النبات وكان تحديد التشابه الوراثي بين النباتات المفتاح الأساسي لمعرفة ما حدث منذ زمن بعيد.
وأظهر سجل الأحافير أن الحزازيات كانت النباتات الأولى التي ظهرت على الأرض منذ 425 مليون سنة، تبعتها السرخسيات ونباتات التنوب والجنكة والمخروطيات بالإضافة إلى أنواع أخرى إلى أن ظهرت النباتات المزهرة. تضم النباتات المزهرة اليوم على الأقل 60 في المئة من أنواع النباتات الخضراء كلها.
حللت الدراستان اللتان نُشرتا في الصحيفة الرسمية للأكاديمية الوطنية للعلوم في المملكة المتحدة الحمض النووي لمئة واثنتين وأربعين جينة مستخرجة من مئة وتسعة أنواع مأخوذة من المجموعات الخمس الكبرى للنباتات المزهرة.
في هذا السياق يلفت البروفسور مارك تشايس من الحديقة الملكية النباتية في كيو أن التفسير الممكن لنجاح النباتات المزهرة يكمن في تطور الخلايا الفريدة التي تستطيع نقل المياه من الجذور إلى الأوراق وقد أدت القدرة على تفكيك الجينوم الكامل لجبيلة اليخضور (chloroplast) أي بنية التركيب الضوئي للنبتة التي تطورت مرة واحدة لدى نباتات الأرض إلى الاكتشاف الأخير.

منقول