موضوع: إزالة الوشم بالليزر الثلاثاء يناير 06, 2009 9:54 am
إزالة الوشم بالليزر
د. طارق سامي مشعل
الوشم هو القيام بوضع مواد مختلفة مثل الكربون وأكاسيد الحديد وغيرها من أملاح المعادن وأكاسيدها أو بعض المواد الطبيعية تحت الجلد بطرق مختلفة مثل استخدام الإبر أو أدوات حادة تجرح الجلد أو باستخدام الأدوات الحديثة للوشم بحيث تعطي الشكل المطلوب واللون المرغوب به كالأسود أو الأزرق أو الأحمر أو الأصفر أو البرتقالي أو الاخضر أو الأبيض . يعود استخدام الوشم إلى العصر الحجري، فقد كان الإنسان الأول يقوم بجرح نفسه ومن ثم وضع الرماد في الجرح تعبيرا عن حزنه عند وفاة أحد أفراد عائلته . وتدل معلومات موثقة على استخدام الوشم في العصر البرونزي للزينة وتم الإستدلال على ذلك بعد اكتشاف أواني تحتوي على أدوات تشبه الإبر وصبغات ملونة في كهوف في فرنسا والبرتغال واسبانيا ، كما وجدت موميات تحمل علامات الوشم . أما عن الدافع وراء القيام بالوشم فقد تبين من احدى الدراسات النفسية أن أكثر سبب يشجع الإنسان على عمل الوشم هو غريزته لتجربة كل شيء جديد ، وقد أصبح الوشم أكثر شيوعا في منتصف الثمانينات من القرن الماضي فوصلت نسبة الذين يقومون بوشم أنفسهم في المجتمع الغربي 3 - 8 % وترتفع النسبة لتصل إلى 10- 13 % بين المراهقين. وبعد سن معينة يشعر الغالبية بالندم على القيام بوشم أنفسهم فيسعون جاهدين لإزالته ، وتعود الرغبة في التخلص من الوشم ليس فقط نتيجة نضج الشخصية بل أيضا بسبب التعرض لضغوط من المجتمع فلا زال الوشم غير مستحب عند عموم الناس فقد يعطي انطباعا بأن الشخص يعاني من مشكلة إجتماعية أو أن له شخصية غير ناضجة رافضة لإتباع الأنظمة والقوانين وقد تحول دون حصوله على وظيفة . لكن سيبقى الوشم شائعا لأن الإنسان بطبيعته لا يفكر بالتبعات المستقبلية بل يعيش كل لحظة في حينها . يقسم الوشم بشكل عام إلى نوعين : أولا : الوشم الذي يقوم به أشخاص هواة غير محترفينamateur tattoo وهو النوع الذي كان يستخدم سابقا ويتدرج لونه بين الأزرق والأخضر . ثانيا: الوشم الذي يفعــله محتـرفون (professional tattoo) بأدوات خاصة ويكون هنا تركيز اللون أكثر وخيارات الألوان أوسع ويعطي شكلا ديكوريا أجمل من الأول. ذكرنا أن كثيرا من الأشخاص يشعرون بالندم على قيامهم بالوشم فتصبح الرغبة ملحة لإزالته ، لكن الأمر لم يكن سهلا قبل ظهور أجهزة الليزر ، فكانت الطرق السابقة والتي تعتمد على إزالة جزء من الجلد الذي يحتوي على الوشم سواء بالجراحة أو بوضع مواد حارقة للجلد أو غير ذلك لا تعطي نتيجة جيدة فإما أن تؤدي إلى حدوث ندبة وتشوه في الجلد أو تبقي جزءا كبيرا من الوشم دون إزالة . ففي يومنا هذا ما عادت تلك الطرق تستخدم إلا في دول فقيرة لا تتوفر فيها أجهزة الليزر وهي قليلة . لقد أصبح هنالك عدد كبير من أجهزة الليزر لعلاج كثير من الأمراض الجلدية من ضمنها إزالة الوشم . أما بالنسبة لتفاصيل ازالة الوشم بالليزر فهي : من الصعب على الطبيب تحديد عدد الجلسات التي يحتاجها المريض بدقة، لكنها تتراوح بين 2 - 6 جلسات لكن بعض الحالات تحتاج إلى عدد أكبر من ذلك . وغالبا ما يحتاج الوشم غير المحترف إلى عدد جلسات أقل بالمقارنة مع الوشم المحترف ، وتكون المدة الفاصلة بين الجلسة والتي تليها 4 - 8 أسابيع . يوجد فرق في الإستجابة للعلاج بين لون وآخر ، فالوشم ذو اللون الأسود يعد الأكثر والأسرع إستجابة ، يليه اللون الأزرق، بينما يعتبر الوشم الأخضر أقل إستجابة، ويشكل اللون الأحمر والبرتقالي والأصفر أصعب الألوان إزالة . ويمكن أن نلخص العوامل التي تعتمد عليها الإستجابة كالتالي : 1) لون الوشم 2) عمق الوشم في الجلد 3) مساحة الوشم 4) كمية مادة الوشم (الحبر) الموجودة في الجلد 5) إختلاف في الإستجابة بين شخص وآخر لا تشكل إزالة الوشم بالليزر أي خطورة تذكر فهي آمنة وغالبا لا تترك ندبا ، لكن قد تحدث بعض المضاعفات والتي تزول مع الوقت في معظم الأحيان إن حدثت أصلا ، وهي: 1) زيادة أو نقص تصبغ الجلد في منطقة العلاج . 2) اسوداد لون الوشم بعد علاجه بمعنى تحول لونه مثلا من اللون الأحمر قبل العلاج إلى اللون الأسود بعد العلاج وقد يحدث هذا الشيء مع كل ألوان الوشم لكن احتماليته أكثر عند علاج الوشم ذي اللون الأحمر أو الأبيض لذلك يجب أخذ الحيطة عند علاج هذه الألوان من الوشم عن طريق علاج بقعة صغيرة من هذا الوشم ثم فحص المريض بعد أسابيع قليلة للتأكد من عدم حدوث ذلك ، حيث أن مظهره إن تحول إلى اللون الأسود أسوأ من اللون الأصلي ناهيك عن صعوبة إزالته بعد ذلك .