البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: القرن 21 .. عصر الملوثات الإثنين يناير 05, 2009 2:48 pm | |
| القرن 21.. عصر الملوثات
عفيف عثمان - ثمة حرب يومية تُشنّ على مدار الساعة علينا، ولسنا بغافلين عنها. إنها الحرب الكيماوية، مسرحها الأرض وزمانها القرن الحادي والعشرون، وهو عصر الفضاء والفضائيات والمعلومات والمبتكرات من كل نوع. ونحن محاطون بالمواد المصنعة العالية السُمّية، نتنشقها في الهواء ونشربها مع الماء، نمشي عليها ونتباهى بها ونمرض بسببها، ولا تواتينا الجرأة لنبحث في أصل الداء بل نهرع إلى الدواء. وفي هذا الصدد، لنلاحظ أيضاً أن هناك علاقة طردية بين صحة السكان وأرباح شركات الأدوية. وقد بلغت أرباح أول عشر شركات أدوية مجتمعة 9,35 بليون دولار، ما يفوق مجموع أرباح الشركات الأربعمئة والتسعين الأخرى. وفي هذا السياق، يعرض كتاب ''لا تدعوا القرن 21 يقتلكم'' (تأليف بولا بايلي هاملتون. ترجمة فاتن صبح - 319 صفحة من القطع الصغير. صادر عن ''دار الفراشة''- بيروت 2008) دراسات ونظريات تذهب بنا إلى وجهة جديدة في فهم الأمراض الطارئة. فمثلاً، يعرض الكتاب رأياً للدكتورة كلاوديا ميللر من قسم الطب العائلي في جامعة تكساس، مفاده أن المواد الكيماوية ترتبط راهناً بعدد كبير من الأمراض مثل نقص الانتباه والإفراط في الحركة والسرطان. وترى أن هذه الأمراض قد تكون المفتاح لشرح ظهور نوع جديد كلياً من الاضطرابات الجسدية بأثر من الكيماوية كظاهرة ''مرض حرب الخليج'' والتعب المزمن والتحسّس من المواد الكيماوية وغيرها. والحال أن جسد الانسان يستقبل كرهاً أو طوعاً، أصنافاً من الملوثات ولا سيما البكتيريا، وعليه تالياً أن يضطلع بمهمة التخلص منها أيضاً. ولك أن تتخيل الجسم البشري على هيئة مصنع يحتوي آلات تعمل من دون توقف. إذ يعمل الكبد مثلاً على معالجة الفضلات،A فيُحوّل السموم إلى مواد غير مؤذية، يفرزها الى المرارة لتخرج مع العصارة الصفراء قبل أن تتوجه إلى الأمعاء وتخرج من الجسم. وتؤدي الكليتان أيضاً دوراً أساسياً في تخليص الجسم من السموم. إذ ترميان الفضلات في البول. كما تؤدي الجيوب الأنفية والجلد والرئتان دوراً مشابهاً في تخليصنا من السموم عبر التنفس والتعرّق. ويتميّز الكبد بأنه أكثر أعضاء الجسم تصريفاً للسموم. إذ يعمل على تفتيت مواد مثل الأمونيا، كما يُفكك الأدوية والكحول والمواد الكيماوية الموجودة في الدم ويحولها إلى مواد يسهل إخراجها من الجسم. ويحتاج الانسان أيضاً إلى ظروف ملائمة لإنجاز عمليات التخلّص ذاتياً من السموم. ويأتي في مقدمة تلك الظروف، وجود نظام غذائي سليم. فعلى مر السنين، استخدمت أجسامنا مجموعة كبيرة من العناصر الغذائية والألياف الموجودة في نظامنا الغذائي للتخفيف من أثر المواد الكيماوية وحدتها. وثمة خطوات ثلاث يجب اتباعها، بحسب مؤلفة الكتاب، لتساعدنا في التعايش مع هذه البيئة الملوثة الجديدة وللتخفيف قدر الإمكان من أخطارها. تبدأ الخطوة الأولى بالتزود دوماً بالمُكَمّلات الغذائية stnemelppuS dooF، التي تشمل المعادن والفيتامينات (خصوصاً فئتي ب وث)، إضافة إلى المغنيزيوم والدهون الأساسية والألياف والبروبيوتيك وغيرها. وتختلف النسب المطلوبة من هذه المواد بحسب الشخص. وترتكز الخطوة الثانية الى نظام غذائي صحيح بدايته استهلاك المأكولات العضوية، وهي تلك التي لا تدخل في زراعتها أو تصنيعها المواد الكيماوية، ثم الانتباه إلى أدوات الطهو وأوعية الأكل وحفظه، وتجنّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول والدهون الثقيلة وغيرها. وتتمثل الخطوة الأخيرة التي تتصل مباشرة مع البيئة، في الحدّ من إغراق محيطنا المباشر بالأشياء التي تكتظ بالمواد الكيماوية المضرّة وذلك من خلال الانتباه إلى المواد التي نستعملها في الأسرِة والتنظيف، وكذلك الحال بالنسبة الى المساحيق التي نضعها على وجوهنا وأجسامنا. وبمعنى آخر، ثمة ضرورة للبحث عن المواد الصديقة للبيئة. فعلى سبيل المثل، ينصح الكتاب باستعمال مزيج من الخلّ الأبيض والماء لتنظيف زجاج النوافذ. وكذلك يوصي باستخدام مزيج من الماء وبضع قطرات من زيت الحامض العطري لتخليص المطبخ من الروائح ولتعطيره أيضاً.
منقول
| |
|