البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: العلاج السريع للبلوغ المبكر يساعد في المحافظة على النمو الطبيعي السبت يناير 03, 2009 9:51 pm | |
| العِلاج السَّريع للبُلوغ المُبكِّر يُساعد في المُحافظة على النُّمو الطَّبيعي
د. محمد أريناؤط - تعتبر مسألة البلوغ من مسائل النضوج وجزءاً من مرحلة خاصة من مراحل الحياة وهي تظهر في سنوات معينة من حياة الأشخاص. هناك عناصر متعددة تتضافر وتبعث على تعجيلها أو تأجيل حدوثها. فما هو البلوغ المبكر؟ وما هي أسبابه وأفضل الطرق لعلاجه؟ ما هو البُلُوغ ؟ سِن البُلُوغ هو فترة المرحلة العمريَّة التي ينمو فيها الطّفل وُصولاً لبُلُوغ سن الرُّشْد . وتبدأ عادةً في عُمْرٍ يتراوح بين 8 - 13 عند الإناث، و 9-14 عند الذُّكور. ويشمل سن البُلُوغ :- ؟ نمو الغُدَد التّناسليَّة (مثل المبيضين لدى البنات والخِصْيتين لدى الأولاد) . ؟ نمو الصِّفات الجنسيَّة الثانويَّة ( مثل نمو الشَّعْر الواقع تحت الذراع وشَعْر العانة ، نمو الثدي لدى البنات، نمو القضيب والخِصْيَتين لدى الأولاد). ؟ نمو مُفاجِئ للعظام والعضلات . ؟ تغيُّر في شَكل الجسم وحجمه . الهرمونات الرَّئيسيَّة المسؤولة عن سن البُلُوغ تسمَّى الهرمونات المُنَشِّطة(gonadotropins) والهرمونات الجنسيَّة (sex steroids) ( كهرمون التِستوستيرون والإستروجين) . ويحدث البُلُوغ عادةً تحت سيطرة نظام مُعقَّد يُعرف بإسم المِحْوَر الوِطَائي النُّخامي التَّنَاسُلي . يُحرِّر جزء الدِّماغ المَعْروف بإسم تحت المهاد (Hypothalamus) الهرمون المُفرِز للهُرمون المُنَشِّـــط (Gonadotropin releasing hormone GnRH). ويُنبِّه هذا الهرمون بدَوْرِه الغُدَّة النُّخاميَّة لتحرير هرمونين منشطين هما: ( luteinizing hormone (LH)) و ( Follicle stimulating hormone (FSH)) . و تقوم هذه الهرمونات بعد ذلك بتنبيه الغدَد التَّناسليَّة لإنتاج هُرمونات جِنْسِيَّة - الإستروجين عند الإناث والتِستوستيرون عند الذُّكور - مما يؤدِّي إلى التَّغيُّرات الجسديَّة في سن البُلُوغ . وتلعب الغدة الكَظريَّة كذلك دوراً في إنتاج الهرمونات الجنسيَّة ولكنَّ دورها في العادة أقل أهميَّة من الغدد التَّناسليَّة . ما هو البُلُوغ المُبَكِّر ؟ يُعرَف البُلُوغ المُبَكِّر بحالة ظهور أي علامة من الصِّفات الجنسيَّة الثانويَّة لدى الأولاد الأصغر سنَّاً من 9 سنوات، ولدى البنات الأصغر سنَّاً من 8 سنوات. يُصيب البُلُوغ المبكِّر إجمالاً 1% من التِّعداد السُّكَّاني . يَختَلِف سن البُلُوغ لدى مُعْظَم الأطفال المُصابين بالبلوغ المُبكِّرعن السِّن العادي للبلوغ ولا يكون مصحوباً في معظم الحالات بمشكلة طبيَّة كامنة . وبالإضافة إلى الفَرْق في العُمْر الذي يبدأ فيه سن البُلُوغ عند هؤلاء الأطفال - فإنَّه يوجد هناك فرق أيضاً في السُّرعة التي يحدث فيها البُلُوغ. ومن الجدير بالذكر إن الأطفال الذين يُعانون من بلوغ مُبكِّر أو متأخِّر غالباً ما يكون لديهم تاريخ عائلي على هذا النحو . ومُباشرةً عندما ينتهي سِنِّ البُلُوغ- يتوقَّف نموّ الجِسْم طولاً لأنَّ الهيكل العظمي لدى هؤلاء الأطفال قد نَضَج وتوقَّف نمو الجِسم في عمر أقل من الوَضْع الطَّبيعي ، مما يؤدِّي في العادة إلى قِصَر قامة المُصابين بحيث لا يحصلون على الطّول المُعتاد للبالغين. ويُمكن أن يُسبِّب البلوغ المبكِّر أيضاً مشاكل عاطفيَّة وإجتماعيَّة للأطفال المُتقدِّمين على نظرائهم من ناحية النُّضْج الجنسي . ما هي أسباب البلوغ المُبكِّر ؟ ليست كل أنواع البُلُوغ المُبكِّر خطيرة . فمثلاً قد يبدأ الصَّدر بالنمو بعمر مبكِّر لدى بعض البنات بشكل إنعزالي أو قد ينمو شعر العانة أو الإبط بعمر مبكِّر لدى بعض الأولاد والبنات. هذه الظَّاهرة غير مفهومة بشكل واضح ولكنَّها لا تعني وجود حالة مرضيَّة كامنة . هناك نوعان من البلوغ المبكِّر يمكن أن يكونا خطيرين : النَّوع الأول يُطلق عليه إسم البُلوغ المُبكِّر المركزي (CPP) والثَّاني يُسمَّى البلوغ المُبكِّر المُحيطي (PPP) . يحدث البُلوغ المُبكِّر المركزي (CPP) عندما يقوم تحت المِهاد بتحرير الهرمون المُفْرِز للهُرمون المُنَشِّط ويقوم بتنشيط المِحْوَر الوِطَائي النُخامي التَنَاسُلي مما يُحدث بلوغا مُبكِّرا . معظم البنات اللواتي يحدث لهنَّ بُلُوغ مُبكِّر مركزي، لا يكون لديهن عادةً مُشكِلة مرضيَّة كامنة . أما لدى الأولاد فإنَّ حدوث هذه الحالة أقل شُيُوعاً والأكثر إحتمالا أن تكون مصحوبة بمُشْكِلة مرضيَّة مثل وَرَم أو جرْح في الدِّماغ (نتيجة إصابة في الرَّأس، الجراحة أوالمُعالجة الإشعاعيَّة)، أو الإلتهاب (مثل إلتهاب السَّحايا). أمَّا البلوغ المبكِّر المُحيطي (PPP) فهو أكثر ندرة، ويحدث بسبب إنتاج الهرمونات الجنسيَّة (الإستروجين والتِستوستيرون) بشكل كبير وذلك نتيجة مشاكل في المبايض أوالخصيات أو الغدَّة الكظريَّة . ويمكن أن يحدث أيضا نتيجة التَّعرُّض الخارجي للهرمونات الجنسيَّة (عند إستخدام كريم الإستروجين او التِستوستيرون بشكل مَوْضِعي مثلاً). كيف يتم تشخيص ومُعالجة البُلُوغ المُبكِّر ؟ تعتمد معالجة البلوغ المُبكَّرعلى نوعه (بلوغ مُبكِّر مركزي أو مُحيطي). ولتشخيص ذلك ، فإن الطَّبيب يأخذ السِّجل الطبِّي عادةً، ويقوم بعمل فحص جسدي، ويأخذ إختبارات للدَّم لقياس مستوى الهرمونات ويحصل على صورة أشعَّة (عند الضَّرورة) وذلك لرؤية إذا كانت العظام تنمو بشكل سريع. وأحيانا يتم عمل إختبار تحفيزي لاكتشاف فيما إذا كان جهاز بلوغ الرُّشْد قد تم تنشيطه . كما يتم في بعض الأحيان طلب تصوير محوري طبقي أو تصوير بالرَّنين المغناطيسي للتحرِّي عن وجود أورام . إذا كان البلوغ المبكِّر مركزيَّاً فهناك أدوية للعلاج مماثلة للهرمون المُفرِز للهُرمـــــــــــــــون المُنَشِّط (GnRH analogue) كالتريبتوريلين(Triptorelin) وذلك للتَّحكم بالمحور الوِطَائي النُخامي التَّنَاسُلي ولتأخير الوصول لمرحلة البُلوغ حتى يصل المُصاب إلى العمر الطبيعي للبلوغ. وكلما سرَّع الأهل من عرض الطفل المُصاب على الطبيب المختص ساهم ذلك في علاج أسرع مما يُعطي فرصة لجِسْم الطفل للنُّمو والوصول إلى حجم الجسم الطبيعي قدر الإمكان. أمَّا إذا كان البُلوغ المُبكِّر محيطيَّاً، فإنَّ المُعالجة تعتمد على المُسبِّب ويُمكن أن تشمل أدوية، جراحة (إذا كان هناك ورم) أو إيقاف المصدر الخارجي للهرمون (مثل كريم الإستروجين) . ما الواجب فِعلُه بناءاً على هذه المعلومات؟ إذا شعر أي شخص أن طفله يُعاني من أي علامة من علامات البلوغ المُبكِّر، عليه إستشارة طبيب متخصِّص في الغُدد الصَّمَّاء خبير في مُعالجة الحالات المتعلِّقة بالهرمونات لدى الأطفال . إنَّ البلوغ المُبكِّر يتطلَّب إنتباهاً لضمان عدم وجود سبب كامن . وظيفة الطَّبيب المُختص تشمل ذلك بالإضافة إلى تأمين أفضل خيارات المُعالجة للطِّفل المُصاب.
إستشاري أمراض الغدد الصَّماء و السُّكَّري
| |
|