البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: عام منتظر الأحد ديسمبر 28, 2008 4:32 pm | |
|
عام منتظرْ شعر يوسف عبد الصمد* جميعُ ما نقولُهُ عنْ منتظَرْ لا ينتهي .. لإنَّهُ المختَصَرُ المُفيدُ والحزنُ الذي لا يُختَصَرُ أشعرُ .. أنَّ كلَّ ما نكتبُهُ وكلُّ ما نَخْطبُهُ ليسَ بذاتِ قيمةْ .. لإنَّنا نعيشُ في الهزيمَة هيهاتِ لو أقدرُ أنْ أصيرَ وردةً تقطفُها صبيَّةٌ من العراقْ لوْ أستطيعُ أنْ أصيرَ نخلةً في ظلِّها ، .. ينامُ من سيحكمُ العراقْ لو تستطيعُ أنْ تبلسِمَ الجراحَ أدْمُعي .. ذرَفْتُها .. وأضْلُعي .. فرشْتُها من أجلِ طفلةٍ تجوعْ وامرأةٍ تبحثُ في الدموعِ عن عزاءْ وأمةٍ مفجوعةٍ ، منكوبةٍ تبكي بلا دموعْ وصوتِ طفلٍ سابحٍ في بُرَكِ الدماءْ يسألُ عنْ "محمَّدٍ" ولا يرى "محمَّداً" ولا يرى "يسوع" فصوتُ (موسى هذهِ الايامُ).. وحدهُ المسموعْ صرخةُ منتظرْ ..! أظنُّها أكثرَ من خبَرْ تنقلهُ الاقلامُ والاجرامْ والصوَرْ أعمقَ منْ (كاريكاتورٍ) ساخرٍ أظنُّها ! مأساةَ كلِّ ثائرٍ بوجهِ ظالمِ البشَرْ صَرْخةُ مُنتَظرْ ..! هلْ هزمَ الاعداءْ ؟ .. وحرَّرَ النساءْ ؟ ورفعَ الارضَ إلى السماءِ .. ؟ منتَظرْ! أمْ كانَ ذاكَ آخرَ الدواءِ والشعورِ بالفشَلْ ... وخيبةِ الاملْ ؟ أمْ أنَّه ، أمْ أنَّهُ؟ "فشَّةُ خُلقٍ" طالما عاجزُنا انتظرْ بفارغِ الصبرِ الذي استسلمَ فانتحرْ وبعدَ أنْ تراجعتْ فِعالُنا وفرِغَتْ منْ لبِّها أقوالنا تمرجلَتْ نِعالُنا وحينَ تُظلَمُ النفوسْ تُستَخدمُ النعالُ والاسنانُ والفؤوسْ أينَ الذي يُعيدُ مجدَنا التليدَ مما فتح َالجدودُ ثمَّ ... ضاعْ وعجزتْ عن ردِّهِ الجنودُ من يدِ الضياعْ ؟! أينَ الذي يُعيدُ أمسَنا وما سبا وسلَبَ الدخيلْ والسَهَرِ الطويلْ وسَهَراتِ الانسِ والسمَرْ كليلِ "شهرزادَ" في "بغدادَ" تحتَ سُعُفِ النخيلِ .. تحتَ شُرفةِ القَمَرْ .. منتظرٌ ووردتانِ .. لا حذاءْ رماهما بوجِهِ حاكمِ السماءْ..!! برأيِ بعضهمْ! يمثِّلون قمَّةَ الثقافةْ وخيرَ ما أنجَبَتِ الصحافةْ ومنتهى ما وصلَ الذوقُ لهُ في أدبِ الضيافةْ ونحنُ من تضاءَلتْ حكَّامُنا ويئسَتْتْ أحلامُنا ألمْ يعدْ من أملٍ في هذه الدنيا لنا سوى حِذاءْ ؟! حانَ لهذا الوطنِ المسجونِ في الظلامْ حانَ لهُ ... أنْ يُدرِكَ المنى .. وأنْ يعيشَ في سلامْ سعادةَ القضاةِ في محكمةِ القدَرْ أسألكمْ باسم "حمورابي" الذي شرَّع للبشرْ أنْ تطلقوا سراحَ "منتظرْ يا شعبَ بابلَ العظيمْ ويا بناة الارضِ منذُ الزمنِ القديمْ إنِّي أرى العراقَ يسحقُ الحديدْ ويكسرُ القمقمَ من جديدْ أرى الغمامَ بعدَ هجرِهِ الطويلِ عائداً إلى العراق بالمطرْ وتُعشِبُ الحقولُ ، ثمَّ تُتئمُ الشياهْ ، وثمَّ تغرقُ الكرومُ ... بالثمَرْ وفجأةً !! أرى العراقَ عالياً على الجراحِ واقفاً يفتِّشُ السحابَ والرياحْ .. .. .. يبحثُ في الغيومِِ .. عنْ مطرْ !! وتَبرقُ السماءُ ... ثمَّ تُرعدُ السماءُ ثمَّ يهطلُ المطرْ ____________ _________ _________ *يوسف عبد الصمد: شاعر لبناني مقيم في نيويورك
| |
|