موضوع: الخلايا الجذعية بين النظرية والتطبيق الخميس ديسمبر 25, 2008 1:42 pm
الخلايا الجذعية بين النظرية والتطبيق
ص. علاء صالح - تعتبر الخلايا وحدة البناء الأساسية والتي من خلالها وجدت أشكال وألوان الحياة ، وهذه الوحدة يتراوح حجمها مابين(1-100 ) مايكرون ، وقد تم اكتشاف هذه الوحدة العظيمة من قبل العالم هوك في القرن السابع عشر. ولقد وجد العلماء ان هذه الخلية تتكون من أجزاء اصغر متنوعة تعمل بانتظام واتساق عظيم.حيث تتكامل وظائف هذه الأجزاء ضمن النسق العام للخلية ووظيفتها . وفي هذا التنوع في الوظائف للخلايا اوجد ما يسمى بالخلايا المتخصصة وهي مجموعة خلايا متخصصة ذات شكل وبرمجة جينية معينة وشكل معين، تقوم بعمل وظيفي هو سبب وجود هذا العضو. ولنشاهد عظمة الخالق والتي تتجلى في تنوع الخلايا في جسم الإنسان : من خلايا عظمية، إلى قلبية، إلى خلايا الكبد ، إلى خلايا البنكرياس ، فمثلا : الخلايا القلبية تمتد بشكل ونسق معين ولها القدرة على الانقباض الذاتي وهذا هو المسؤول عن دورة الدم في الحياة البشرية ،وخلايا الكبد لها القدرة على تنفيذ عدد كبير من عمليات الأيض الحيوي وهذا من مكونات التفاعلات في جسم الإنسان. والخلية في جسم الانسان تتكون من عدة اجزاء نوجزها فيما يلي: 1-غشاء الخلية: وهو الذي يحيط بمكونات الخلية الموجودة في السيتوبلازم ، ويتكون من طبقتين من الدهون، ويحوي الغشاء على مستقبلات، حيث تختلف هذه المستقبلات باختلاف المراحل العمرية للخلية، وتختلف في حال موت او حياة الخلية . 2-النواة : وهي عبارة عن جسم كروي صغير ذو جدر دقيقة مثقوبة وتحوي على رسائل الشيفرة الوراثية ).DNA) و تحوي النواة على 46 كرموسوم وهي عبارة عن بروتينات تحمل الجزيئات الوراثية وتتحكم في عملية انقسام الخلية. 3- الشبكة الاندوبلازمية و الرايبوزومات :ووظيفتها ترجمة الرسائل الوراثية القادمة من النواة الى بروتينات وبذلك تتحول من أحماض ازوتية إلى أحماض بروتينية. 4- جهاز جولجي :و يساهم في المرحلة النهائية من تشذيب البروتين الخام قبل إفرازه 5-الميتوكندريا: وهي عبارة عن مولدات الطاقة في الخلية . 6- المايكروفلمنت: وتقوم بالحفاظ على قوام الخلية. 7- الليسوزومات: وهي أجسام صغيرة ووظيفتها ، هضم مخلفات الأيض. كيف ينشأ الجنين في جسم الانسان؟ تنشأ البويضة الملقحة من(اتحاد الحيوان المنوي مع البويضة ) ، وهذه البويضة الملقحة هي عبارة عن خلية جذعية كاملة القدرات، حيث تنتج عنها جميع الخلايا الأخرى.ويبدأ الانقسام الأول للبويضة الملقحة بعد 24 ساعة من عملية الاندماج فتنقسم الى خليتين ،وبعد 72 ساعة تنقسم الخليتان إلى 4 خلايا ثم،إلى ثمان ،ثم إلى 16 خلية وعندها يعرف الجنين بالمرحلة التوتية. وقد بين دكتور جيلبرت عام 2000، ان الخلايا الخارجية للتوتية تنقسم لتعطي خلايا خارجية وأخرى داخلية ومن الخلايا الداخلية تأتي الخلايا الجذعية ( صاحبة ثورة العصر في دراسات الخلية). ما هي الخلايا الجذعية الجنينية؟ هي الخلايا التي توجد في الكتلة الداخلية أو في الابيبلاست للكيسة الارومية ،وهي المرحلة التي تسبق زراعة الأرومة في جدار الرحم ،وتتميز بأنها خلايا غير متمايزة ، وافرة القدرات ،حيث إنها تعطي جميع أنواع خلايا الجسد ، ما عدا المشيمة. الخلية السحرية الخارقة: تكمن الخاصية السحرية في هذه الخلايا ، في الخاصية التي اكتشفها العالم جيمس تومسون عام 1998، حيث عزل تومسون هذه الخلايا من الكتلة الخلوية الداخلية في أرومة بشرية ،وزرعت في العديد من المعامل لفترة طويلة وظلت محافظة على صفاتها المميزة ، كما وجدوا أنها تستطيع أن تتحول إلى خلايا جديدة متخصصة حينما يطلب منها ذلك، حيث تستطيع إن تغير برنامجها الجيني لتعطي نوعا جديدا من الخلايا المتخصصة ، كخلايا القلب والأعصاب والجلد، وهنا ظهر الحلم الأسطوري للبشرية : تصنيع قطع غيار لأجزاء الجسم المختلفة حيث بدأ العلماء في البحث عن طرق إنتاج خلايا و انسجه بشرية بغرض نقلها إلى من يحتاج إليها.
انواع الخلايا
الجذعية المستخدمة في الابحاث العلمية: وان كانت الخلايا الجذعية الجنينية هي الأشهر في عالم الخلية الجذعية ، فلقد حصل العلماء على أنواع اخرى من الخلايا الجذعية بناء على مكانها وزمانها في النسيج وهي : 1- الخلايا الجذعية البالغة:وهي الخلايا التي تؤخذ من نسيج الكائن الحي بعدما يكون قد تجاوز المرحلة الجنينية من عمره . 2-الخلايا الجرثومية الجنينية : وهي خلايا لديها القدرة على إعطاء معظم الخلايا التي تحصل من الطبقات الجرثومية الثلاث ولها القدرة على إعطاء جميع خلايا الجسم. 3-الخلايا الجذعية المتحوصلة : وهي خلايا تعيش ساكنة و تتميز بمقدرتها على إعطاء خلايا النسيج التي وجدت به. 4- الخلايا الجذعية للجنين اليافع : والمقصود بالجنين لليافع ، و هو البالغ من العمر ما بين (4-10) أسابيع ، والخلايا الجذعية هنا تم الحصول عليها من جميع أنسجة الجسم . 5-الخلايا الورمية الجنسية الجنينية : و هي خلايا جذعية استخلصت من ورم غير معتاد في الأنسجة الجنسية (في الخصية مثلا).
استخدامات الخلايا الجذعية
1-معالجة الطفرات الوراثية في الشيفرة الوراثية: إن بعض اللامراض الوراثية تنتج من نقص الجينات في الشفرة الوراثية ،والية العلاج هنا تعتمد بان نأخذ الخلايا الجذعية من المريض ثم يتم تعديلها وراثيا بحيث تناسب عملية إدخال الجين المراد نقله إلى المريض. وتنمى هذه الخلايا المعدلة في المختبر وتستمر عملية انقسامها حتى تصبح كثيرة العدد ، وبها نسخ من الجين المطلوب، ثم تعاد الخلايا إلى المريض . 2- أمراض القلب : من المعروف ان بعض أمراض القلب تنبع من وجود خلايا قلبية ميتة ، لذلك يحاول العلماء استبدال خلايا القلب الميتة ، بمجموعة من الخلايا السليمة. 3-أمراض الدم :مثال على ذلك ، سرطان الدم وهو مرض يصيب خلايا الدم البيضاء ، حيث تفقد السيطرة على عملية الانقسام.في هذه الحالة يتم تحطيم خلايا المريض الجذعية المنشئة للدم ،ويتم استبدالها بخلايا جذعية جديدة حصل عليها من شخص قريب درجة أولى وذلك لتجنب اللفظ المناعي . 4-مرض السكري:حيث تم تحويل خلايا جذعيه إلى خلايا متمايزة تفرز الأنسولين ويعمل العلماء على استنبات هذه الخلايا في المختبر وإعادتها للمريض مرة أخرى ،حيث سيتم إنتاج هرمون الأنسولين مرة أخرى مع الأخذ بعين الاعتباراي رد فعل مناعي قد يحدث. 5-مرض باركنسون:حيث يتم الحصول على الخلية الجذعية المناسبة في المختبر وتتمايز إلى خلايا العصبونات المرغوبة فيها والمنتجة للدوبامين ومن ثم إعادتها للمريض مرة أخرى .
الخاتمة
إن الأبحاث والتجارب على تكنولوجيا الخلايا الجذعية ما زالت في مراحلها الأولى ، و تصرف سنويا مئات الملايين حتى يتم إيجاد الطرق المثلى لاستخدام هذه الخلايا مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل السلامة والآثار الجانبية لهذه الخلايا وحيث من الممكن إن يحدث تحول فجائي في برمجة هذه الخلايا وقد تتحول إلى أمراض خبيثة ، و يرافق هذه الأبحاث جدل قانوني و ديني حيث يتم وضع تشريعات لأسس التعامل مع هذه التجارب بما لا يتعارض مع قوانين حقوق الإنسان والشرائع السماوية المنزلة.