البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: هل للرحم المقلوب مشاكل إنجابية أو إجهاضية ؟ الأربعاء ديسمبر 24, 2008 9:42 pm | |
| هل للرحم المقلوب مشاكل انجابية او اجهاضية؟
د. سميح خوري - تعاني بعض السيدات من الهم والقلق وذلك عندما يخبرهن الطبيب بوجود ميل للخلف في الرحم لدى الواحدة منهن، وتدور الهواجس حول احتمال عدم الحمل أو الاجهاض اذا تم الحمل. والواقع الطبي يقول ان ميل الرحم الى الوراء ليس بالشيء الهام او الخطير. ولكن كثيراً من الاطباء يولون اهمية كبرى للرحم المقلوب بشدة الى الوراء، ويحاولون تصحيح وضعه، معتقدين ان الحمل يستمر اذا ما توصلوا الى ذلك، فهم يعتقدون ان وضعاً خاطئاً، كالرحم المقلوب بشدة الى الوراء يعسّر عودة الدم في المجرى الرحمي، وبالتالي يوجد استسقاء واحتقان في منطقة انغراس البويضة المخصبة، كما يعتقدون ايضا بمضاعفة تقلصات الرحم الساعية الى اعادة الرحم الى وضعها العادي، مما يسهل حصول الاجهاض. ويقولون بأن نمو الرحم لا يتوافق ونمو الجنين، خصوصاً اذا ما كان الانغراس في الجدار الخلفي للرحم. ففي هذه الحال بالذات لا يستطيع الرحم الاتساع، بعكس وجود الانغراس في الجدار الامامي للرحم. واذا لم يستطع الرحم التمدد، يحصل الاجهاض، في حين ان التمدد الى الامام قد لا يؤدي الى الاجهاض. لكن الواقع ليس كما يتصوره البعض، اذ ان العوامل المذكورة اعلاه، لا تؤثر جدياً على الجنين. ان وضع الرحم المقلوب. لا يشكل صعوبة في الانجاب. من هنا ولفهم هذا الموضوع بشكله العملي المبسط، سأحاول مناقشته فيما يلي وعلى شكل اسئلة واجوبة آملا ان يكون فيه ما يزيل الهم ويعيد البسمة الى الشفاه عند النساء اللواتي يعانين من هذا الوضع. س: ما هو الرحم الطبيعي؟. ج: الرحم من الناحية التشريحية عضلة مجوفة، اجاصية الشكل تقع بين المثانة والمستقيم وتتجه بعنقها الى الاسفل والوراء وبقاعدتها الى الامام والاعلى ولا تتعدى الحوض عند غير الحامل، بل تبقى دون عظم العانة ويتعدل وضعها بحسب امتلاء المثانة او المستقيم او فروغهما، وتبقى غالباً في زاوية قائمة قائمة مع المهبل. وللرحم ثمانية اربطة تعمل على حفظ الرحم في كافة الاتجاهات وتثبيتها. س: كيف يكون وضع الرحم في حال الميل للخلف؟. ج: في حالة الميل الى الوراء يتجه عنق الرحم الى الاعلى والامام، اما قاعدة الرحم فتتجه الى الخلف والاسفل باتجاه المستقيم. س: يقال ان ميل الرحم الى الخلف قد يؤدي الى العقم او الاجهاض، ما مدى صحة هذا القول؟. ج: لا داعي لهذا الخوف او الاعتقاد بحتمية العقم او الاجهاض. فنادراً جداً ما يسبب هذه المضاعفات. ان الرحم المائل الى الخلف لا يمنع حدوث الحمل ولكن قد يؤخر حدوثه، وسبب ذلك هو ان الحيوانات المنوية قد تجد بعض الصعوبة في الوصول بالقدر الكافي الى تجويف الرحم. س: اذا حدث الحمل، هل يبقى وضع الرحم مائلاً الى الخلف؟. ج: اذا حدث الحمل، فإن الرحم تتضخم في الاشهر الثلاثة الاولى حتى تملأ تجويف الحوض، وما ان يصل الحمل بداية الشهر الرابع حتى تصلح الرحم من وضعها بنفسها لتتمكن من النمو والصعود الى تجويف البطن. وبعد الولادة ترجع الرحم الى ميلها القديم دون ان يسبب ذلك اية مشكلة. س: لقد عرفنا ان ميل الرحم للوراء نادراً ما يسبب الاجهاض، متى وكيف يحدث هذا؟. ج: في الواقع يوجد نوعان من الميل الذي يصيب الرحم، هما الميل المتحرك والميل الثابت. فالاول يمكن اصلاحه اثناء الفحص المهبلي، ويتم ذلك بسهولة ويسر ولكن مع الاسف ما ان يترك الطبيب الرحم حتى تعود تلقائيا الى وضعها السابق. وهذا النوع من الميل لا يسبب الاجهاض، بينما النوع الثاني الميل الثابت، الذي تتسبب في حدوثه التصاقات حول الرحم واربطتها، يكون هو المسؤول عن الاجهاض، حيث انه في نهاية الشهر الثالث من الحمل، تحاول الرحم الحامل الصعود الى التجويف البطني، ولكن وجود الالتصاقات بها يعيق اصلاح وضعها في الوقت المناسب، ولهذا تعجز الرحم عن التحرك، فتنحشر الرحم داخل الحوض والنتيجة المؤلمة جراء ذلك تكون الاجهاض. س: هل هناك من ضرورة لاجراء عملية تعديل الرحم لوضعها الطبيعي؟. ج: اذا كان الاجهاض ناتجاً عن ميل الرحم للخلف، عندئذ يجب اجراء الجراحة قبل حدوث الحمل لاصلاح الوضع. س: ما هي الاسباب التي تؤدي الى ميل الرحم للخلف؟. ج: ان حوالي 20% من النساء تأخذ الرحم عندهن وضعاً مختلفاً، أي الميل الى الوراء. والاسباب التي تحدث هذا الميل تكون في معظمها خلقية. اما الميل المكتسب الثابت، فهو نتيجة الالتصاقات الرحمية مع الاعضاء المجاورة، ثم الولادات المتكررة التي تؤدي عند بعض النسوة الى ارتخاء في اربطة الرحم المسؤولة عن تثبيت الرحم في وضعها الطبيعي. س: ما هي النصائح التي يجب ان تتبعها الحامل التي لديها ميل رحمي؟. ج: يجب على الحامل ان ترتاح في الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل، كما يجب ان تفرغ مثانتها باستمرار حتى لا يتجمع البول بحيث لا يضغط على الرحم ويمنع صعودها الى التجويف البطني.
مستشار الامراض النسائية والتوليد وجراحتها
| |
|