كيف أعادت الإنترنت رسم الخريطة السياسية الأمريكية ؟
كاتب الموضوع
رسالة
البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
موضوع: كيف أعادت الإنترنت رسم الخريطة السياسية الأمريكية ؟ الإثنين ديسمبر 22, 2008 6:04 pm
كيف أعادت الإنترنت رسم الخريطة السياسية الامريكية
استطاعت الإنترنت منذ أن أصبحت جزءا لا يتجزأ من التيار العام للحياة قبل 10 سنوات أن تحدث ثورة في الطريقة التي يعمل بها الملايين ويتسوقون ويتواصلون مع بعضهم بعضا ويتعلمون. لكن الشبكة العنكبوتية كان عليها الانتظار حتى عام 2008 لنقل تلك الثورة إلى النظام السياسي مما سمح لسياسي أسود واعد بأن يبرز على الساحة ويتحول من سناتور مغمور إلى رئيس منتخب في غضون أربع سنوات فقط. قلة محدودة من المعلقين والمراقبين السياسيين الذين قالوا إن ثمة فرصة أمام أوباما في مواجهة مرشحين متمرسين وأقوياء وأكثر شهرة وتمويلا في نظام سياسي يميل بشدة لصالح العالمين ببواطن الأمور في دهاليز السياسة وماسحي الجوخ. لكن باستخدام الإنترنت في الاتصال والتنظيم وجمع التبرعات ، تمكن أوباما من تكوين جيش مواطنين كان بمثابة عصا موسي التي مكنته من إزاحة جميع العقبات. وبحسب سجلات اتحادية أذيعت محتوياتها مطلع الشهر الحالي ، فإن أوباما جمع مبلغا قياسيا قدره 770 مليون دولار لحساب حملته الانتخابية جاء نحو نصفها من تبرعات صغيرة تقل عن مئتي دولار جمع أغلبها عبر الانترنت. وقد لا يكون هذا الانجاز المذهل أكثر التأثيرات حسما للانترنت على انتخابات هذا العام حيث يشير محللون سياسيون إلى أن أخطر تلك التأثيرات كان التدفق الهائل للمتطوعين على موقع اوباما الالكتروني عندما فكر لاول مرة في خوض السباق الرئاسي إلى البيت الابيض وهو الذي الأمر أقنعه بان لديه فرصة لالحاق الهزيمة بالسناتور هيلاري كلينتون ليصبح المرشح الأرجح كفة للحزب الديمقراطي الذي يتبنى نهج يسار الوسط. وكان لاتساع شبكة اوباما على الانترنت الفضل في منحه تفوقا حاسما في معارك الانتخابات التمهيدية ضد هيلاري كلينتون فقد أتاح له ذلك نشر الاف المتطوعين خلال فترة وجيزة وبتأثير مدمر ، على حد قول جو تريبي وهو مستشار حملات انتخابية للديمقراطيين وخبير فيما يتعلق باستخدام الإنترنت في أغراض سياسية. فقد طور تريبي قبل أربع سنوات عددا كبيرا من الأساليب التي استغلها بكفاءة فريق أوباما على الشبكة العنكبوتية المؤلف من مئة شخص لصالح مرشح آخر ، هوارد دين الذي فشل في محاولته عام 2004 للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي ولكن بفضل اتساع القاعدة التكنولوجية في عام 2008 والرغبة الشديدة في التغيير السياسي وما يتمتع به اوباما من كاريزما فريدة صارت هذه الأساليب كنزا سياسيا. ويقول مركز بيو للبحوث إن حملة اوباما على الانترنت ظلت باستمرار تجتذب نحو ثلاثة أضعاف حجم حركة المرور الالكتروني لخصمه في الانتخابات العامة السناتور الجمهوري جون ماكين. فعلى موقع الفيس بوك الشهير بلغ عدد أصدقاء أوباما 2ر2 مليون شخص مقابل 745 ألف صديق لماكين. وبلغ عدد أصدقاء أوباما على موقع ماي سبيس 588 الفا مقابل 188 ألفا لماكين. وتمكن فريق أوباما على الشبكة العنكبوتية الذي ضم بين صفوفه كريس هاجز /24 عاما/ أحد مؤسسي الفيس بوك من أداء مهمة متكاملة من خلال دمج أنشطة الانترنت مع تحركات العالم الحقيقي. وتمكن فريق أوباما من التواصل مع المؤيدين من خلال منابر متعددة من البريد الالكتروني إلى الرسائل النصية القصيرة ومقاطع الفيديو التي تنتقل من شخص لاخر عبر أجهزة الهاتف المحمول. وأثبتت هذه الوسائل نجاعتها في تنظيم الانصار والمتطوعين لخلق ما يعتقد كثيرون انه أفضل حشد للناخبين للادلاء بأصواتهم في تاريخ الانتخابات.
منقول
كيف أعادت الإنترنت رسم الخريطة السياسية الأمريكية ؟
الإثنين ديسمبر 22, 2008 6:04 pm