إكتشاف علاج لمشكلات الدماغ المرتبطة بالتقدم في العمر

البلد : نقاط : 198410 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

اكتشاف علاج لمشكلات الدماغ المرتبطة بالتقدم في العمر

إكتشاف علاج لمشكلات الدماغ المرتبطة بالتقدم في العمر 984dd2006b

ايمان شعبان خوري - عندما يبدأ الانسان بالتقدم بالعمر، يبدأ دماغه بدفع الثمن، حيث ترتفع نسبة الاصابة بالالتهابات وتنخفض مستويات نواقل عصبية معينة لديه، وتكون النتيجة احتمالية اصابته بإعتلالات جسدية من بين ماتشمله فقدان الذاكرة والاكتئاب والزهايمر ومرض باركنسون.
في دراسة حديثة موسعة هدفت لايجاد علاج لمشكلات الدماغ المرتبطة بالتقدم في العمر. اكتشف باحثون من جامعة روكفلر في نيويورك/الولايات المتحدة الامريكية دواءً له القدرة على ايقاف تأثير التقدم بالعمر على الدماغ.
يعمل الدواء الذي اسماه الباحثون مؤقتاً (S68981 ) من خلال التفاعل مع مجموعة من المستقبلات في خلايا الدماغ تسمى آمباكين. وقد انصب اهتمام الباحثين على دراسة تأثير هذا الدواء على مستقبلات آمباكين لرؤية مدى قدرته على حماية خلايا الدماغ من التلف، ولكن بدلاً من دراسة تأثيره على المدى القصير، قام البروفيسور بروس ماكوين، وهو رئيس مختبرات الغدد والاعصاب في الجامعة وزملاؤه بدراسة تأثيرات الدواء على فئران متوسطة ومتقدمة في العمر، وقد وجدوا ان حقن الفئران بالدواء يوميا لمدة تزيد عن اربعة شهور متتالية قد حسّن من قدرات الذاكرة لدى الفئران المتقدمة في العمر وابطأ من عملية هرم الدماغ.
ويقول د. ماكوين:- في السابق لم يعمل احد على دراسة مدى ارتباط مستقبلات آمباكين بمشكلات تقدم الدماغ بالعمر لفترة زمنية طويلة، فما تم لغاية الان، ابحاث تم فيها دراسة تأثير الدواء على هذه المستقبلات في دماغ الفئران بعد فترة زمنية بسيطة قصيرة من معالجة الفئران به. وقد اظهرت هذه الدراسات تحسين الدواء لبعض اوجه الذاكرة، ولكن دراستنا التي استمرت لأكثر من اربعة شهور اثبتت ان الدواء (S68981) قادر على احداث تأثير كبير في ادمغة الفئران الهرمة. فالفئران التي تم حقنها بالدواء اصبحت نشيطة وفاعلة جدا مقارنة بمجموعة الفئران التي تم حقنها بالماء المحلّى بالسكر، وقد اجتازت جميع اختبارات فحص الذاكرة بنجاح، واظهرت ادمغتها اشارات تدل على بطء تأثير عملية التقدم بالعمر. كما توقف انخفاض مستوى الناقل العصبي أستيل كولين الذي يلعب دورا مهما في عملية التعلم والتذكر، وبنسبة 37%. اضافة الى تراجع مستوى انخفاض الناقل العصبي دوبامين الذي له اهمية كبيرة في دعم مستويات نشاط الانسان ودافعيته وبنسبة 43%. كما لوحظ انخفاض ملموس في نسبة حدوث التهابات خلايا الدماغ العصبية. وقد اظهرت النتائج ان كل الوظائف التي كان يقوم بها الدماغ طوال فترة العلاج تم الحفاظ عليها ووقايتها.
ويقول الباحثون ان الناقل العصبي دوبامين يعمل على تزويد الانسان بالدافعية والنشاط ووجوده ضروري جدا للحفاظ على مستويات نشاط طبيعية، ولهذا فهو يحفز الانسان على ممارسة التمارين الرياضية المختلفة والقيام بالانشطة الاجتماعية الضرورية، وعدم انتاج المركب دوبامين بكميات كافية يسبب مرض باركنسون وبالتالي فان هذا الدواء قد يملك القدرة على وقف تقدم هذا المرض، وقد يفيد ايضا في حالات اقل خطورة من مرض باركنسون، فمع تقدم الانسان بالعمر يصبح من الصعب الشعور بأي حافز يدفعه للاجتماع بالاخرين او حتى تناول الطعام، مما يودي به الى حالة من الاكتئاب وحالات اخرى اسوأ بكثير.
قد لا يقي هذا الدواء من مرض باركنسون ولكنه بالتأكيد يحسن من نوعية حياة الانسان عندما يتقدم بالعمر، مما يمكنه ولآخر يوم من عمره ان يبقي على نوعية حياة افضل ويدعم مستوى النشاط لديه.
ومع التنوع في التأثير على النواقل العصبية، فان دواء (S68981) يعد بإحتمالات واعدة هائلة وغير محدودة، ويأمل الباحثون البحث بعمق اكبر لتعرف آلية عمل هذا الدواء الواعد جداً.

منقول