موضوع: الدلافين : حيوانات الماء العملاقة الجمعة يوليو 18, 2008 9:35 am
الدلافين: حيوانات الماء العملاقة
الدوُلْفِين حيوانات ثديية مائية، قريبة الصلة بالحيتان، ويوجد أربعون نوعاً من الدلافين. وتتراوح أحجامها من 2ر1 متراً إلى 5ر9 أمتار طولا، ومن أربعين كيلوغراماً إلى عشرة أطنان وزنا. تعيش الدلافين في جميع بحار العالم، خصوصا في البحار الأقل عُمقاً عند الأرصفة القارية، وهي من آكلات اللحوم التي تتغذى على الأسماك والحبار. يتنفس كل من الدلفين والحوت عن طريق الرئتين تماماً كما تفعل باقي الثدييات، وهذا يعني أنه من الصعب عليها أن تتنفس في الماء مثل الأسماك وهذا هو السبب وراء زيارتها المتكررة للسطح. تعمل الفتحة الموجودة في أعلى الرأس على إدخال الهواء. وقد صمم هذا العضو بطريقة تؤمن له إغلاقاً آمناً عند الغوص في الماء، حيث تغلق الفتحة أوتوماتيكياً بغطاء يمنع تسرب الماء، وعندما يعود الدلفين إلى السطح يفتح الغطاء أوتوماتيكياً أيضاً. يملأ الدلفين من 80 ـ 90 % من رئتيه بالهواء في كل مرة يخرج فيها للتنفس، وهذه النسبة لا تتعدى 15 % عند الإنسان، وهي عند الدلفين عمل إرادي وليس كباقي الثدييات الأرضية التي تتم فيها هذه العملية بشكل لا إرادي، إذ أن الدلفين يقرر أن يتنفس تماماً كما نقرر نحن الخروج في نزهة. يوجد في جسم الدلفين نظام خاص يحميه من الهلاك عندما ينام في الماء، إذ أنه يستخدم نصفي الدماغ بشكل متناوب كل 15 دقيقة، فبينما ينام النصف الأول يبقى النصف الثاني متجهاً إلى السطح للتنفس. إن خطم الدلفين الموجود في منقاره هو عضو آخر يعينه على السباحة، فالدلفين يستخدم طاقة أقل في اختراق الماء ويسبح بسرعات عالية. تستفيد السفن الحديثة من خطم الدلفين الذي يشبه القوس المصمم وفق الديناميكية الهيدروليكية لزيادة سرعتها كما يفعل الدلفين. يعيش الدلفين في مجموعة كبيرة، ومن أجل مزيد من الحماية تحتل الإناث والمواليد الجدد مركز السرب، أما الأفراد المريضة فلا تترك وحيدة، بل تبقى ضمن السرب إلى أن تموت، والروابط التكافلية عند الدلفين تبدأ منذ اللحظة الأولى التي ينضم فيها المولود الجديد إلى السرب. عند الولادة يبقى الوليد متصلاً بأمه ما يضمن له الأوكسجين اللازم أثناء الوضع، وعندما يخرج الرأس في النهاية، يتجه الرضيع في الحال إلى السطح ليستنشق أول كمية من الهواء. وترعى الأم وليدها منذ لحظة الولادة، إذ تؤمن له الحليب، والغوص العميق بدفعه إلى الأسفل. كذلك يتم تعليمه الصيد وكيفية استخدام السونار، ويبقى الدولفين ملتزماً بعائلته حتى ثلاثين سنة. يستطيع الدولفين أن يغوص إلى أعماق لا يمكن أن يصل إليها الإنسان. وقد صمم الدولفين والحوت ليتوافقا مع هذا النوع من الغوص العميق يجعل تفلطح الذيل عملية الغوص والعودة إلى السطح أكثر سهولة. الرئتان هما من الأعضاء الأخرى التي تساعد في الغوص، فعندما ينزل الدولفين في الماء يزداد وزن أو ضغط عمود الماء فوقه، وبالتالي يزداد الضغط داخل الرئتين لإيجاد توازن مع الخارج، ولو تعرضت رئة الإنسان إلى هذا الضغط فستتمزق في الحال. ومن أجل التغلب على هذا الخطر، هناك نظام خاص في جسم الدلفين حيث تؤمن حلقات غضروفية متينة الحماية اللازمة للخلايا الرغامية والهوائية الموجودة داخل رئتي الدلفين.