البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: المرأة كقطرة الندى الإثنين نوفمبر 24, 2008 4:33 pm | |
|
المرأة كقطرة الندى بقلم محمود أغيورلي
تولد المرأة كقطرة ندى تصنع بايدي الهية في الصباح عند شروق الشمس فتأتي وينجلي الارتقاب عن الاهل ويبداون بتبادل الابتسامات والتهاني وهي كلوحة بريئة ينظر الجميع لها ولا تعلم مالذي تحويه من جمال يبهر الناظرين تكبر الفتاة ويزداد خوف الاهل عليها فيقيدونها إما بملبس أو مسكن او سجون قضبانها الشرف والعفة والسمعة والاصول والاخلاق والتقاليد تعلن الخضوع لان نفسها البريئة النقية علمتها ذلك علمتها ان من حولها يريدون لها الخير ويخافون عليها علمتها ان انطوائها في المنازل خير لها جبلتها على ان الخروج عن العادات كفر او حتى التطلع للخروج منها او التفكير بذلك وأُلقنت ان الفكر ببساطة كفر للفتاة نمت وكبرت حتى اكملت تعليمها وبدات النساء تتحدث بجمالها وجسدها ورقة بشرتها وانسياب شعرها فاستغربت لان احدا لم يذكر علمها وشخصها وخلقها وفكرها واحلامها واهدافها . تقدم اليها ابن المال والاصل فاخبرها والدها انه المرجو . هو من سيقدم لك الامان هو من سينقلك من قصر الى قصر من بيت انت فيه المحبوبة الى بيت انت فيه المخدومة فابتسمت وقبلت وذهبت اليه وبعد مرور ايام العسل علمت انه سيمنعها عن العمل او الانتاج او الخروج الى سهول الحياة واستنشاق صعابها بحجة انها رقيقة ويخاف عليها وهي اطيب من ان تعمل وافقت لان حياتها علمتها ذلك لان كل النساء من حولها فعلوا ذلك ظنت انه القدر لذلك انجبت الاطفال وربتهم وخدمتهم ولكن في لحظات التفكير حين تخلو بنفسها يراودها افكار الكفار وجدت ان رفيق عمرها ومخلصها المنشود لا يرى فيها شيئا سوى الفراش والطعام واضطرت للرضوخ كرما للاطفال كرما للمجتمع كرما للعادات وهي على فراش الموت امسكت بيد ابنتها الفاتنة واسرت اليها :
بنيتي ولدت جميلة وها انا اموت قبيحة هزيلة ولدت من قطرت الندى واموت الان من الجفاف بنيتي اوهموني بالقصور ولكنني من سجن الى اخر نقلت بالنفور بنيتي خدعوني بالخوف عليَّ ولم تكن غايتهم سوى التحكم فيَّ درست الاشهر والسنون ولم اعمل سوى خادمة للبيت وجارية للرجل الظلوم ايقنوني ان الحرية بين الجدارن والسجون وايقنت انها هنالك بين العمل فوق السحب والغيوم خدعت عندما ظننت ان المال سيحميني ضاعت امالي واحلامي وانا اقدم للرجل جسدي وقبلاتي لاتدعي بنيتي حكما يقيدك ولا شرعا ياسرك فالكون خلق لنا معا رجالا كنا او نساء ِ وحق لنا كما هو لهم العمل والانجاز ِ فلا تكرري خطأي وتقعي اسيرة في سجن الحياة لعبة يتحكم بها الرجال
لانحتاج لمسرح لنتعرف معنى العذاب فالحياة نفسها تمنحنا فرصا لاتحصى للتعرف عليه
منقول
| |
|