موضوع: نكاية بزوجها أدمنت الهيروين الجمعة نوفمبر 07, 2008 10:30 am
نكاية بزوجها أدمنت الهيروين
احمد النسور - نكاية بزوجها ''أدمنت'' سعاد (45) عاما ربة بيت وأم لأطفال صغار.. ولم تكن تعلم انها دخلت نفقا مظلما ،لم تعد تستطيع الخلاص منه فهيهات ..! بدأت حكاية سعاد عندما قررت معاقبة زوجها المدمن أصلا على تعاطي الهيروين بواقع ( 8 ) ساعات لكل جرعة، لثنيه عن التعاطي والالتفات لبيته وأولاده وزوجته ولم تكن تعرف أنها سوف تدمن الهيروين من الشمة الأولى التي تعاطتها. لم تستطع سعاد التخلي عن تعاطي الهيروين منذ ذلك الحين وإذا لم تأخذ الجرعة في موعدها تصاب بإعراض (الأنفلونزا ولكن مضاعفة بمقدار مليون مرة) حسب ما أكد مدير المركز الوطني لتأهيل المدمنين على المخدرات والمؤثرات العقلية الدكتور جمال العناني . الذي أوضح إن أصعب مرة في علاج المدمن هي مرحلة الفطام ( البدء بتخليص جسم المتعاطي من سموم المخدرات) . ولخصت سعاد وضعها بجملة مختصرة وقالت : ''إن إدمان الهيروين خرب لنا بيتنا وفكك أسرتنا واستنزف أموالنا ومدخراتنا وأطاح بنا إلى الدرك الأسفل حتى أصبحنا عاجزين تماما '' وأجهشت بالبكاء الشديد وطلبت إيقاف المقابلة عند هذا الحد. ويتلقى الزوجان المدمنان على الهيروين (سعاد وعمر ) وهما في منتصف العمر الان العلاج بالمجان في ( المركز الوطني لتأهيل المدمنين ) . وقال مدير المركز الدكتور جمال العناني إن الإدمان مرض مزمن يجب علاجه قبل استفحاله مؤكدا وفاة (55) متعاطيا للمخدرات من كلا الجنسين قضوا بسبب تعاطيهم لجرعات زائدة . وقال: عالج المركز خلال ( 8 ) سنوات (2703) حالات ادخل منهم للمركز (1761) حالة وراجع العيادات (942) مراجعا بلغت نسبة شفاء المراجعين 22% والباقون 78% منهم أصيبوا بالانتكاسة وعادوا لتلاقي العلاج من جديد. وأكد إن المركز استقبل (41) أنثى مدمنة ادخل منهن (24) فتاة للعلاج بالمركز (...) وقال إن أعلى نسبة إدمان على المشروبات الكحولية يليها الهيروين والحبوب المهدئة ثم شم المواد الطيارة لكلا الجنسين . وقدر العناني إن عدد الفتيات المدمنات على المواد المخدرة أعلى من المسجل رسميا بسبب إخفاء الأهل للمدمنين لديهم خشية من الوصمة الاجتماعية التي تصيب الشخص المدمن على المخدرات سواء كان شابا أو فتاة . وبحسب العناني فالإدمان على المخدرات يمكن إن يحدث بدءا من الجرعة الأولى كما حصل مع ''صاحبة النكاية سعاد'' فضلا عن الاستعداد النفسي والشخصي للمتعاطي ايضا . وأوضح إن نسبة الانتكاسة وعودة المريض إلى التعاطي مرة ثانية تصل إلى 90% وعالميا تصل نسبة الشفاء من الإدمان 15% فقط (...) وفي الأردن تجاوزنا هذه النسبة وأوصلناها إلى 22% . وقال إن المدمنين من كافة الطبقات الاجتماعية ومن كافة الثقافات وان غالبيتهم في الفئة العمرية من (18 - 45) عاما مؤكدا عدم وجود أطفال مدمنين يتعالجون بالمركز . وحول آلية العلاج قال إن المدمن يقيم بالمركز ( 6) أسابيع منها أسبوعان لإزالة السمية من جسده (مرحلة الفطام) ثم يحول إلى مرحلة إعادة التأهيل في كل شيء ومدتها (4) أسابيع (...) وإذا عاد المريض وأصيب بانتكاسة يعاد مرة ثانية إلى المركز .. والخدمات تقدم للأردنيين ''بالمجان '' رغم إن كلفة الليلة الواحدة بالمركز تكلف (135) دينارا . بحسب العناني وأوضح العناني إن القانون يحمي الذي يرغب ويتقدم للعلاج طوعيا بالمركز حيث يسقط عنه الحق العام ولا يعاقب وذلك من اجل تحفيز وتشجيع المدمنين على التخلص من إدمانهم وعلاج أنفسهم . وافتتح المركز الوطني لتأهيل المدمنين على المخدرات والمؤثرات العقلية عام 2001 وهو بسعة 60 سريرا خصص منها 10 أسرة لفئة الإناث ويضم كادرا يتألف من (40) عنصرا أطباء نفسيين وباطني وممرضين وفنيين وغيره .