موضوع: مسلمو بولندا يشكلون مجتمعا صغيرا ينمو مع الأيام الخميس أكتوبر 30, 2008 7:19 am
مسلمو بولندا يشكلون مجتمعا صغيرا ينمو مع الايام
يقع المسجد الوحيد في العاصمة البولندية وارسو بمدخله المزين بالطوب على هيئة قوس في ضاحية هادئة ولا يكاد يرى من المنازل المحيطة به. إلا أن المسجد من الداخل يعد مركزا روحيا لابناء الفئة المسلمة الصغيرة في وارسو الذين تمكن الكثير منهم في الاستيطان عبر الزمن في الدولة ذات الاغلبية الرومانية الكاثوليكية وقليل منهم فقط من تضرب جذورهم البولندية في عمق التاريخ. ويشارك في صلاة الجمعة في وارسو نحو 300 مصل . وهناك دروس لتعليم العربية في يوم السبت من كل أسبوع كما أن هناك متجرا للاطعمة الحلال التي تعد وفقا للشريعة الاسلامية بجوار المسجد وهناك مركز ثقافي إسلامي يوفر كتيبات عن الاسلام مترجمة للبولندية. ويرد الامام نزار شريف على الاتصالات الهاتفية بلهجة تختلط فيها البولندية بلغته الام السورية قبل أن يؤم المصلين في صلاة المغرب في رمضان ويوضح لسيدة بولندية الموعد المحدد للافطار بعد الصيام قبل أن يتبادل النكات بالعربية مع أحد زواره ويشرف على أعمال الترميم التي تتم في صحن المسجد. وقبل أن يتحول المنزل العائلي المكون من ثلاث طوابق إلى مسجد عام 1991 كان المسلمون يجتمعون للصلاة في السفارة المصرية أو يقومون باستئجار صالة رقص قبل قدوم روادها في المساء. أما مسجد اليوم فهو مزدحم وهناك حديث عن إقامة مسجد آخر وسط العاصمة لخدمة المسلمين الذين يعملون في المدينة. وعلى الرغم من أن الكثيرين يقدرون عدد المسلمين في بولندا بنحو 30 ألفا أي أقل من 1ر0 % من السكان إلا أنه من المتوقع لهذا المجتمع أن ينمو . ويتراوح عدد مسلمي وارسو بين خمسة آلاف إلى سبعة آلاف مسلم بينهم رجال أعمال ولاجئون سياسيون إضافة إلى هؤلاء الذين قدموا للدراسة في ثمانينيات القرن الماضي ولم يعودوا إلى بلادهم. وقدم شريف من دمشق للدراسة الجامعية عام 1982 عندما كانت بولندا دولة شيوعية وتعتبر الحياة فيها رخيصة بالنسبة للمهاجرين السوريين والعراقيين والليبيين . وعاد معظمهم إلا بلدانهم بعد التخرج إلا أن شريف ظل فيها بعد أن تزوج من سيدة بولندية. ولا يمثل وافدو السبعينيات والثمانينيات إلى نسبة صغيرة من مسلمي وارسو حيث أن معظمهم قادم من تركيا وسوريا وباكستان والشيشان . كما أن بينهم عشرات البولنديين الذين اعتنقوا الاسلام بعد أن تزوجوا من مسلمين والقليل منهم تحول للاسلام بمفرده. وبعيدا عن العاصمة وارسو فهناك مسجدان أثريان يرجع تاريخهما للقرنين السابع عشر والثامن عشر في قريتي بوخونيكي وكروشينياني اللتين استقبلتا أوائل من وفد من المسلمين في القرن الرابع عشر. إلا أن المسلمين لا يزالون أقلية صغيرة بالنسبة للكاثوليك الذين يمثلون 96 % من السكان في دولة قلما تتعايش مع المهاجرين إليها. ولا تحتضن وارسو أعدادا كبيرة من المهاجرين مثل لندن وباريس حيث كان الناس يرغبون في مغادرتها إبان النظام الشيوعي أكثر من القدوم إليها. واليوم تزايدت أعداد الراغبين في الهجرة إلى بولندا خاصة بعد انضمامها للاتحاد الاوروبي عام 2004 . ويصف شريف سكان وارسو بأنهم متسامحون ولم يذكر إلا حوادث فردية التي تعرض فيها المسلمون لمضايقات في أعقاب هجمات الحادي عشرة من أيلول/سبتمبر من عام 2001 في الولايات المتحدة إلا أنها سرعان ما اختفت. وتعد المسلمات اللاتي ترتدين الحجاب الاكثر عرضة للمضايقة لان ملابسهم تدل على دينهم ، إلا أن شريف ذكر أن تلك الحوادث نادرة وغالبا ما تكون على أيدي المسنين أو الثملين. ويضيف ''إلا أن ديننا يأمرنا بأن نعرض عن الذين يخوضون في آياتنا حتى يخوضوا في حديث غيره ، ونجعل أذننا كالنفق يدخل الحديث من جانب ليخرج من الجانب الاخر''.