كيف نشأ العلاج الطبيعي ؟

البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

كيف نشأ العلاج الطبيعي؟

يزن نادر كبوشي - عرف العلاج الطبيعي قبل عدة قرون حيث كان الأطباء القدماء أمثال أبقراط، يمارسون أساليب العلاج الطبيعي مثل المساج والعلاج المائي في سنة 460 قبل الميلاد. أما البداية الفعلية الموثقة لمهنة العلاج الطبيعي فتعود لسنة 1894 عندما قامت أربع ممرضات في إنجلترا بإنشاء أول جمعية للعلاج الطبيعي، وتبعتها بعد ذلك دول متعددة حيث أنشئت البرامج التدريبية في المعاهد والكليات مثل جامعة أوتاجو في نيوزيلاندا عام 1913.
أما في الولايات المتحدة الأميركية فقد بدأ العلاج الطبيعي عام 1914 في بورتلاند حيث تخرجت الدفعات الأولى، بعدها أصبح هذا التخصص يندرج تحت عنوان الوسائل المساعدة أو البديلة reconstruction aides. حيث سخرت هؤلاء الممرضات معرفتهن لمساعدة وعلاج المتضررين نتيجة الحرب العالمية الأولى. أما التقدم الحقيقي المتمثل بإنشاء المستشفيات فكان في الفترة بين عامي 1850 و 1900 حيث خصصت للعلاج والعناية بالمرضى، وخلال هذه الفترة تطورت أساليب العلاج الطبيعي العلمية بحيث أثبتت نفسها في المجال الطبي. وفي بدايات القرن الماضي أصبح التأهيل موجودا في المستشفيات بشكل رسمي.
وكما في معظم المجالات الطبية فقد ساهمت الأبحاث العلمية بتطوير مجال العلاج الطبيعي أيضا؛ بل كانت جزءا أساسيا في دعمه خلال بداياته حيث نشر أول بحث علمي في الولايات المتحدة في آذار عام 1921، وفي نفس السنة أنشأت ماري ماك ميلان جمعية العلاج الطبيعي والتي تعرف الآن بجمعية العلاج الطبيعي الأميركية APTA.
في عام 1924، بدأت مؤسسة جورجيا الأميركية تظهر بشكل فعال في مجالات العلاج الطبيعي وخاصة لحالات شلل الأطفال الذي كان في ذلك الوقت وباءً متفشياً. وعندها إقتصرت مهنة العلاج الطبيعي في علاج حالات شلل الأطفال وإصابات الحروب في العشرين سنة التالية. بعدها شارك أخصائيو العلاج الطبيعي مع فريق طبي بالتعاون مع جمعية العلاج الطبيعي الأميركية بتجارب وأبحاث علمية نتج عنها إكتشاف مطعوم ضد شلل الأطفال المتعارف عليه حاليا.
تطورت مهنة العلاج الطبيعي في أربعينيات القرن الماضي بحيث أصبحت أساليب العلاج تتضمن التمارين العلاجية، المساج، الشد وتقنيات العلاج اليدوي في منطقة العمود الفقري والأطراف؛ خاصة في دول الكمنولث البريطانية في بداية الخمسينات وعندها بدأ أخصائيو العلاج الطبيعي بالخروج من نطاق المستشفيات في حين بقي معظمهم فيها لنهاية الستينات. أما الآن فقد انتشر العلاج الطبيعي في أماكن مختلفة مثل عيادات العظام والأعصاب والمراكز الخاصة والكليات والمراكز الطبية المتعددة.
بدأ التخصص في مجالات العلاج الطبيعي المختلفة في الولايات المتحدة عام 1974 في مجال العظام، وفي نفس السنة تشكل الإتحاد العالمي للعلاج اليدوي لحالات العظام.
في الثمانينات؛ أدى التطور التكنولوجي والعلمي إلى تحسين وتطوير برامج التأهيل والخدمات المقدمة من العلاج الطبيعي مثل: أجهزة الموجات فوق الصوتية، المحفزات الكهربائية والليزر الذي حصل على موافقة صحية في عام 2002.
في التسعينات؛ زاد الإهتمام بشكل كبير وواضح في مجال العلاج اليدوي ففي صيف عام 1991 ساعد أخصائي العلاج اليدوي النرويجي فريدي كالتنبورن بإنشاء الأكاديمية الأميركية للعلاج اليدوي الذي أصبح في هذه الأيام من أهم الأساليب المتبعة للعلاج الطبيعي لما له من فوائد وتأثيرات إيجابية على الكثير من المرضى.

أخصائي علاج طبيعي/
جمعية العلاج الطبيعي الأردنية media@jpts.org