البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: الصقور تروَض .. لتستأنس وتصطاد الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 4:46 pm | |
|
الصقور تُروّض ..لتستأنس وتصطاد
عبدالمهدي القطامين - يبدأ هذه الأيام وتحديدا في الثلث الأخير من هذا الشهر موسم القنص بالصقور في الصحراء الأردنية، خاصة في المنطقة الجنوبية التي تقع شرقي خط السكة، حيث تترامى الصحراء ويقطع صمتها المطبق صيحات الطيور الجارحة وهي تهوي على فرائسها، بينما يكون ''القناص'' يراقب بالمنظار المعركة التي تدور بين الصقر وفريسته. وما هي الا لحظات حتى يكون الصقر قد أجهز عليها، ووقف بجانبها منتظرا صاحبه. وهواية القنص باستخدام الصقور، برع فيها العرب خصوصا في منطقة الخليج العربي، وهي هواية قديمة تعود إلى مئات السنين في الجزيرة العربية. وعلى عكس أوروبا التي أصبحت فيها هذه الهواية رياضة النبلاء بحلول العام 1600م، كان الصيد بالصقور نشاطا أساسيا في الصحراء العربية يمارسها الأثرياء والفقراء على حد السواء، ويتم صيد صغار الحيوانات كالأرانب والطيور خصوصا طير الحبارى. وتبدأ هذه الهواية ابتداء من صيد الصقر نفسه مرورا باستئناسه وتدريبه والاعتناء به، ومن ثم استخدامه في الصيد. ومن أشهر صقور الصيد ''الحر والشاهين والباشق''. وقبل ان تبدأ عملية الصيد بالصقر ، يتم اخضاعه الى عمليات ترويض من ''الصقار'' الذي يعمد الى إغلاق جفون الصقور لمدة أسبوع لتهدئتها وجعلها تألف البشر وتتآلف معهم، وبعدها تغطى عيون الصقور بالبرقع عندما لا تكون في حالة صيد، وهو غطاء من الجلد يحجب تماما كل المثيرات البصرية لكنه لا يمس العيون أو يعيق الطائر عن الأكل. ويؤتى بالصقور إلى دول الخليج من العراق وإيران وباكستان وجمهوريات آسيا الوسطى وأوروبا وأميركا الشمالية، كما يشاهد الصقر في الأردن في المناطق الجنوبية ''رم وطويل شهاق'' ويتراوح ثمن الصقر بين ألفين و100 ألف دولار. وأهم طير يصاد الآن في الصحراء الاردنية هو طير الحبارى حيث تكون مواسم هجرته من الدول الآسيوية خاصة إيران، فيحط فترة لا تتجاوز الأربعين يوما في الصحراء الاردنية يتعرض خلالها الى العديد من رحلات الصيد التي يقوم بها موسرون من الخليج العربي وبعض سكان المنطقة وهواة الصيد الأردنيين. وينظر هواة القنص لرياضة الصيد بالصقور كأحد المكونات الرئيسية لشخصيتهم وتراثهم. وفي السنوات الأخيرة أدى الإفراط في الصيد والأسر وتدمير البيئة إلى تدهور أعداد الحبارى بدرجة حادة في مناطق الانتشار الطبيعي. وحسب تقديرات جمعيات المحافظة على البيئة فإن القنص والأسر مسؤولان عن 73% من إجمالي فاقد الحبارى الآسيوية المهاجرة، وإذا وضعنا في الحسبان المعدل الحالي للقنص والأسر والمعدل الضعيف لتكاثر الحبارى البرية، نجد أن هذه الطيور تتناقص سنوياً بمعدل 15-20% تقريباً. و يعني ذلك على المدى القريب، أن الأعداد الحالية ستنخفض إلى النصف خلال 4-5 سنوات، الأمر الذي سيؤدي عاجلاً إلى حدوث انخفاض كبير في أعداد الحبارى وطي صفحة من تراث القنص المرتبط بهذه الطيور.
بترا
منقول
| |
|