مختارات من شعر ريتسوس إختارها وترجمها الشاعر الكبير أدونيس
كاتب الموضوع
رسالة
البلد : نقاط : 200520 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
موضوع: مختارات من شعر ريتسوس إختارها وترجمها الشاعر الكبير أدونيس السبت أكتوبر 18, 2008 9:58 am
مختارات من شعر ريتسوس اختارها وترجمها الشاعر الكبير أدونيس
1- تجارب تهجرني الألوان، مع مرور السنين، وأهجرها ويبدو لي الحجر الأبيض أكثر ملاءمة أنحت بطرف أصابعي، بملء راحتي، بشفتي جسماً أبيض، نقيضاً لليل، مجانساً لليل - يبرز جلياً في العتمة، يشع، أترك بشهوة لساني في فم الرخام. من الآن فصاعداً يحق لي أن أصمت، وأن أطبق أهدابي. * * * 2- في الفراغ سقوط الماء فوق الحجر. صوت الماء في شمس الشتاء- صوت عصفور منفرد. في السماء الفارغة يبحث من جديد عنا من جديد يضمر ( يضمر أي ''نعم''؟) يسقط من الأعلى وفق الحافلات الواقفة المليئة بالسائحين الموتى منذ عصور. * * * 3- الجوهري بلا مهارة، يخيط أزرار سترته بإبرة كبيرة، وخيط ضخم. هل أكلت خبزك؟ هل نمت بهدوء؟ أقدرت أن تتكلم؟ أن تمد يدك؟ هل تذكرت أن تنظر من النافذة؟ هل ابتسمت حين قرع بابك؟ إن كان الموت هنا فهو دائماً يجيء ثانياً الحرية هي الأولى دائماً * * * 4- مشهد أنظر، الآن. هنا ستعيش، قال، هنا. ما يهم: هنا أو هناك؟ بعضهم يهبطون، يصعد آخرون السلم ذاته ولا يتبادلون التحية. نافذة مغلقة. نافذة أخرى تنفتح. المنظر هو نفسه: واد، رابية، شيخ يتقدم في الغسق وحيداً مع عكازه، زيتون، دوال، المشنوق، أشجار السرو والحور، جرس، النهر، الكلب، الباص، جرة، تماثيل، أجنحة كبيرة من الرخام - أتظن، حتماً لو أنها على كتفيك، انك قادر على الطيران؟ * * * 5- بياض وضع يده على الصفحة، لكي لا يرى الورقة البيضاء، وعاش تحت يده العارية. حينذاك أطبق أيضاً عينيه، وأصغى إلى بياض مكفن، معتم، لا يوصف، يتصاعد في نفسه. * * * 6- دقة لم نكن نطيق الفراغ غير المسكون. كنا غالباً نصطحب المرأة الكبيرة إلى الضفة النهر، أو نضع كرسياً فوق شجرة. أحياناً، كنا على العكس، ندخل شجرة كبيرة إلى غرفة الطعام حينذاك نسمع الرصاص، وراء السياج، متأخراً، مع هبوط المساء. ومع أننا كنا نعرفه وننتظره، فقد كنا دائماً نفاجأ - كان ذلك يؤكد لنا المكان الصحيح للكلمات. * * * 7- امتياز قال- لا أفهم هذه الهزات المفاجئة. لكي أنسى نفسي، أنظر في المرآة الصغيرة، ألمح النافذة الثابتة، أرى الجدار- لا شيء يتغير، سواء داخل المرآة أو خارجها. أضع زهرة على الكرسي (فترة تذبل في أثنائها) هنا أسكن، في هذا الرقم، في هذه الشارع فجأة يرفعونني (الكرسي والزهرة). وهذا يتجدد بصدمات، نحو الأسفل، نحو الأعلى، لا أعرف. لدي، لحسن الحظ، وقت لأضع المرآة الصغيرة في جيبي.
منقول
مختارات من شعر ريتسوس إختارها وترجمها الشاعر الكبير أدونيس