البلاغرا .. مرض تسهل الوقاية منه بالغذاء المتوازن

البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

البلاغرا.. مرض تسهل الوقاية منه بالغذاء المتوازن

د. محمود الزعبي - ''البلاغرا'' مرض اطلق عليه ''كاسال'' لأول مرة اسم المرض الوردي، نسبة الى الافات الجلدية الاحمرارية. ووصف مظاهر المرض البارزة، وذلك خلال القرن الثامن عشر، واعتبرت البلاغرا، مرضا جديدا، واطلق عليها اسم بل اغرو اي الجلد الخشن.
بدأت البلاغرا، تظهر بنسب وبائية في جنوب الولايات المتحدة، في اوائل القرن التاسع عشر، واظهرت دراسات ''جوزيف غول برغر'' الكلاسيكية فورا بعد ذلك ان التغذية وحدها كانت كافية لشفاء المرضى ولمنع حدوث المرض، وبين ايضا اهمية البروتين في الغذاء، كما جند في وقتها الفكرة القائلة ان سبب المرض هو الحاجة لأحماض امينية نوعية. تحول اهتمامه بعد ذلك الى تأثير الخميرة الشافية والى اثبات هوية الفيتامين المضاد للبلاغرا، وفي سنة 1937 بين الفهجم ومساعدوه ان النياسين (حمض نيكوتيني) يشفى اللسان الاسود.. وهو مرض شبيه بالبلاغرا يصيب الطلاب.. وبعد ذلك بفترة قصيرة تأكدت فاعلية النياسين في علاج البلاغرا، وعندما وجد ان الحمض الاميني الاساسي (التربتوفان) هو طليعة النياسين اتضح ان البلاغرا تنجم عن غور التريتوفان والنياسين. والامر الذي اثار اهتمام المستعصين هو العلاقة الثابتة للذرة بحدوث البلاغرا، فمعظم التربتوفان الموجود في الذرة هو من النوع ''المرتبط'' الذي قد لا يستفاد منه حيويا. هذا وتحوي حبوب اخرى ايضا نسبة عالية من النياسين المرتبط، لذا يبقى دور ارتباط النياسين بالغذاء المسبب للبلاغرا، بحاجة الى الايضاح.
النياسين يصنع حاليا، وقد وجدت عبوات منه في طبابة جرش عندما نقلت اليها 1968. وكان لهذه الحبوب فائدة في معالجة احدى المريضات التي كانت مصابة بهذا المرض الذي لا تخطئه العين، وتتميز البلاغرا مدرسيا بمظاهر سريرية اربعة، تعودنا ان نطلق عليها بالانجليزية 4s، اسهال، جُلاد، عته، موت، والى مدى امل اعراض تصيب الدم. فلو كان توفر لهذه المريضة الغذاء المتوازن لما اصيبت بهذا المرض. لهذا اقتضت التعليمات الطبية ان لا تصرف الفيتامينات الا عند الضرورة فلا فائدة من زيادتها بل ان بعضها ينطوي على بُعد سُمّي.
لقد نقص انتشار البلاغرا المتوطنة في الولايات المتحدة بعد عام 1940 وقد يكون ذلك بسبب عدة عوامل منها التحسن الاقتصادي وتغيير عادات الطعام واغناء الدقيق بالنياسين.
ولا يزال لهذا المرض اهمية في اجزاء من افريقيا الجنوبية وآسيا والبلقان، وكثيرا ما تصاب النساء بين 20 - 45 من العمر بالبلاغرا وخاصة الحوامل والمرضعات، وهناك خشية من البلاغرا الثانوية او المشروطة التي تحدث في الاشخاص المصابين بمرض اخر كالاسهال المزمن او السرطان. والكحولية المزمنة هي السبب الاكثر تواترا، علما بان المألوف ان يشكو الكحولي المزمن من اعراض عوز الثيامين، فقد يشاهد في الشخص نفسه التهاب الاعصاب العديدة والتبدلات الجلدية والعلامات المميزة الاخرى للبلاغرا.
وحسب مطالعاتي فان استعمال مضادات الحموضة، والمعالجات المستخدمة لداء السل تؤدي الى نقص النياسين، ولكني لا اعرف مدى تطابق هذا عمليا.

منقول