البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: إضطراب المزاج السبت أكتوبر 11, 2008 1:09 pm | |
|
اضطراب المزاج
د. طاهر شلتوت - يعيش الإنسان حياته ويتفاعل معها بشكل دائم ومستمر، وتتغير مشاعره وأحاسيسه بدرجات متفاوته مع كل موقف، وقد ينقلب من حال الحزن إلى الفرح أو العكس بشكل سريع. والإنسان يمتلك جهازا عظيما ومعقدا بدرجة كبيرة داخل الجهاز العصبي، وهذا الجهاز هو المسئول عن التحكم في المشاعر. ومازال العلماء حتى الآن لم يفهموا هذه الشبكة المعقدة فهماً كاملاً، وكما أشرنا حالة الإنسان المزاجية قد تتغير حسب المواقف التي يمر بها الإنسان، ولكن هذا لا يمنع أن كل إنسان عادة ما يتميز بلون معين من المزاج، وهذا التعبير المزاجي لديه غالباً ما يسود في معظم أوقات حياته. فالبعض منا قد يكون سريع الغضب أو الانفعال، والبعض قد يكون هادئاً، والآخر يتميز بقدرته على إخفاء مشاعره وغير ذلك. ولكن هنالك بعض الأنماط المرضية التي قد تصيب البعض منا لفترات قد تطول أو تقصر، وأهم التغييرات المزاجية، الاكتئاب النفسي وهي حالة تغير تصيب بعضا من البشر وتتميز بحالة شديدة من الضيق والزهق والملل، وأن يشعر الإنسان أنه لا يوجد شيء في هذه الحياة يمتعه لدرجة قد تصل إلى حد أن الدنيا أصبحت ضيقة ولاتستحق الحياة مما قد يدفعه الى الانتحار أحياناً. وغالباً ما يكون هذا المزاج الاكتئابي أسوأ في الصباح منه في الليل، وعادة ما يصاحب هذه الحالة المزاجية أعراض أخرى نفسية وجسدية تتميز بضعف الشهية. ومن حالات اضطراب المزاج ما يحدث العكس، وهو مانسميه حالات الهوس أو النشاط الزائد حيث ينتاب البعض منا أحياناً نوبات من المرح والفرح الشديد والمبالغ فيه حيث يشعر الإنسان أنه في حالة من النشوة والبهجة والفرح الدائم دونما سبب واضح ويصبح مزاجه منتشياً وسعيداً طوال الوقت حتى وإن كان يعاني من مشاكل كبيرة ولكنه يطلق النكات والقفشات ويشعر أن كل من حوله سعيد، وغالباً ما يصاحب هذا الخلل حالة من النشاط الزائد في كل مناحي الحياة، فيصبح الإنسان كثير الكلام وكثير الحركة، ولا يشعر بالتعب أو الإرهاق، وتصبح سلوكياته غير منضبطة وتظهر منه ألفاظ أو أفعال غير مقبولة وغير معتادة منه. أما النوع الثالث من اضطراب المزاج فهو نوع يجمع بين الحالتين حيث يعاني أصحابه من حالة مزمنة من تقلب المزاج بين الهوس والاكتئاب لفترة مستمرة من حياته لا تقل عن سنتين متتابعتين يخرج منها من درجة متوسطة إلى بسيطة أيضاً من الهوس، وهكذا لفترات طويلة من حياته. أما النوع الأخير فهو ما يسمى عسر المزاج حيث يعاني هؤلاء الناس من حالة مزمنة من الضيق وعدم السعادة والشعور بالملل لدرجة لا تصل إلى مستوى الاكتئاب ولكنهم يعيشون حياة تعيسة، لا يشعرون فيها بالفرح أو السعادة لمدة متصلة لا تقل أيضاً عن سنتين. ولكن ما نود أن نوضحه أن كل هذه الاضطرابات المزاجية أصبحت مفهومة بدرجة كبيرة لأطباء النفس مما مكنهم من إيجاد الوسائل العلاجية النفسية والدوائية الناجحة التي تعيد الإنسان مرة ثانية إلى حياته الطبيعية.
منقول
| |
|