موضوع: إبن النفيس إمام الأطباء الجمعة سبتمبر 26, 2008 11:30 am
ابن النفيس إمام الأطباء
عمر هلسة - هو أول من درس القلب والرئتين دراسة علمية عملية مفصلة وهو أول من نبه على أخطار مرض ضغط الدم وأول من ربط ارتفاعه بتناول كمياتٍ كبيرة من الملح. ولد علاء الدين علي بن أبي الحزم المعروف بابن النفيس في دمشق سنة 607هـ/1210م ونشأ بها وتعلم في البيمارستان (المشفى) النوري حيث درس الطب وفي مسقط رأسه على مشارف غوطة دمشق درس الفقه واللغة والمنطق والأدب وما أن شب حتى أصبح أشهر طبيب في دمشق وبلاد الشام فلمع نجمه وذاع صيته وعرف عنه البحث الدائم المتواصل فكانت أبحاثه وشروحه في الطب والمعالجة وجسم الانسان أساساً ارتكزت عليه البشرية جمعاء لقرون طويلة ومهدت الطريق لما وصل إليه الطب في يومنا هذا. لم يصلنا من المؤرخين سنة وسبب انتقال ابن النفيس من دمشق إلى القاهرة ولكن الدلائل المرافقة لما مر به من أحداث تبين أنه أمها وهو في الثلاثين من عمره أي حوالي العام 637هـ وعمل في البيمارستان الناصري وتسلم رياسة الأطباء عندما أنشيئ البيمارستان المنصوري وكان طبيب الحكام والسلاطين والخاصة والعامة إذ كان يفتح لهم بيته ويقدم لهم علمه وعلاجه من دون أجر. من أعظم وأشهر انجازات ابن النفيس اكتشافه للدورة الدموية الصغرى حيث تتبع مسار دخول الدم إلى القلب ومنه إلى الرئة وعودته إلى القلب مرة أخرى وفصل كل هذه المراحل ووضح خصائص كل منها بدقة علمية عالية حيث قال: ''إن الدم ينقى في الرئتين من أجل استمرار الحياة وإكساب الجسم القدرة على العمل، حيث يخرج الدم منالبطين الأيمن إلى الرئتين، حيث يمتزج بالهواء، ثم إلى البطين الأيسر'' وكان الرأي السائد في ذلك الوقت: ''أن الدم يتولد في الكبد ومنه ينتقل إلى البطين الأيمن بالقلب، ثم يسري بعد ذلك في العروق إلى مختلف أعضاء الجسم'' ووثق المؤرخ ''جورج سارتون'' حقيقة اكتشاف ابن النفيس للدورة الدموية الصغرى في آخر جزء من موسوعته الضخمة ''مقدمة إلى تاريخ العلوم'' كما وينسب لابن النفيس القول بعدم وجود هواء أو رواسب في شرايين الرئتين -كما ادعى جالينوس- بل احتوائها فقط على الدم وهو أوَّل من طالب مرضاه بضرورة الاعتدال في تناول الملح وأثره على ارتفاع ضغط الدم، كما وأبدع في تشريح الحنجرة والجهاز التنفسي والشرايين وبيان وظائفها. ألف ابن النفيس في أغلب علومه عصره وأفرد للطب أغلب مجلداته شارحاً وناقداً ومعالجاً فله في الطب مؤلفه ''الشامل في الصناعة الطبية'' وهو أكبر موسوعة علمية في التاريخ الإنساني يكتبها شخص واحد وكان أن عكف على تدوينها أكثر من عشرين عاماً فوضع مسوداتها بحيث تأتي في ثلاث مئة مجلد استطاع أن يتم منها ثمانين فقط ثم وافته المنية وهو في الثمانين من عمره سنة 687هـ في القاهرة، ولابن النفيس في الطب أيضاً ''المهذب في الكحل'' ونسخته الأصلية موجودة اليوم في مكتبة الفاتيكان في روما وله ''بغية الطالبين وحجة المتطببين'' و''بغية الفطن من علم البدن'' و''المختار في الأغذية'' الموجود في مكتبة برلين وشرح تشريح قانون ابن سينا في كتابه القيم ''شرح تشريح القانون'' الذي جمع فيه أجزاء التشريح المتفرقة من كتاب ''القانون في الطب'' لشيخ الرئيس ابن سينا. كان ابن النفيس صاحب معرفة واسعة بعلوم الفلسفة والمنطق والنحو وعلوم الشريعة والدين فألف في النحو ''طريق الفصاحة'' وشرح كتاب ''التنبيه في فروع الشافعية'' لأبي اسحق ابراهيم الشيرازي و''شرح الهداية'' في المنطق لابن سينا وله كتاب ''فاضل بن ناطق'' في نقد رسالة حي بن يقظان.