البلد : نقاط : 200500 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: هذا يبان للناس - اليوم .. تجزى كل نفس ما كسبت الخميس سبتمبر 18, 2008 2:32 pm | |
|
هذا بيان للناس- اليوم.. تجزي كل نفس ما كسبت
عبد الله حجازي- ينقل القرآن الكريم، العديد من مشاهد يوم القيامة، وعظاً وارشاداً، ترغيباً وترهيباً، وبيان وتبياناً، كما سيكون عليه الحال في ذاك اليوم، الذي قر في بطن الغيب، ولم يكن احد يدري عن تفاصيله من شيء الا ما نقلته نصوص قرآنية اوحى بها الله تعالى الى نبيه عليه الصلاة والسلام، والواضح - والله اعلم - من نقل هذه المشاهد التي غلفها المستقبل بتداعياته، وهي متوقعة لم تحدث بعد، الواضح من نقل هذه المشاهد ان الله تعالى يريد ان يضع عباده في صورة ما ينتظرهم من احداث واحداثيات في ذلك اليوم الرهيب الذي شبهه تارة بالزلزلة، وتارة اخرى باليوم المشهود، وتارة ثالثة بالواقعة، ثم بالحاقه والعديد غير هذا من اسماء يوم القيامة، اليوم الذي ينتهي عنده العمل دون حساب، ليبدأ الحساب دون عمل، هكذا تعددت وتنوعت مشاهد حملتها اياتها عن هذا اليوم، ونقلت كل آية جديداً مما اراد الله تعالى كشفه عن احداث يوم القيامة. ويوم القيامة، هو اليوم الذي يقع فيه الحساب، الحساب الذي عليه يترتب المصير الخالد، اما خلود في الجنة او اقامة في النار، ففي هذا اليوم تجزي كل نفس ما كسبت ، كما اختتمت الآية 17 من سورة غافر هذه الآية التي جاءت لتكون خاتمة مشهد حملته آية سبقتها:. يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار* اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب . يوم هم بارزون .. هو يوم القيامة، يوم ينفخ في الصور، في هذا اليوم، يظهر الخلق من قبورهم لا يسترهم شيء، لا يخفى على الله منهم شيء من اعمالهم وما كسبت ايديهم في الحياة الدنيا حين دار العمل دون حساب، لمن الملك اليوم قيل فيها اكثر من قول:. ابن مسعود قال: - كما نقل القرطبي - يحشر الناس على ارض بيضاء مثل الفضة لم يعص الله تعالى عليها، فيؤمر مناد ينادي: لمن الملك اليوم فيقول العباد مؤمنهم وكافرهم لله الواحد القهار .. المؤمنون يقولون هذا الجواب سروراً وتلذذاً بقوله الكافرون غماً وانقياداً وخضوعاً. الحسن قال: هو السائل سبحانه وتعالى وهو المجيب، لانه يقول ذلك حين لا احد يجيبه فيجيب نفسه. محمد بن كعب قال: قوله سبحانه وتعالى لمن الملك اليوم يكون بين النفختين حين فنى الخلائق، وبقي الخالق فلا يرى غير نفسه مالكاً ولا مملوكا فيقول: لمن الملك اليوم .. فلا يجيبه احد لأن الخلق اموات فيجيب نفسه فيقول لله الواحد القهار لأنه بقي وحده وقهر خلقه. انه واحد من مشاهد يوم القيامة، يوم النفخة الاولى، وتليها الثانية، وبينهما من الاحداث ما كان هذا الحوار بين الله عز وجل وذاته، حين انقطع كل الخلق عن ما كانوا عليه، فهم اموات صعقتهم نفخة ذهب عنهم ملكهم وجبروتهم، بعد ان غادرتهم الحياة، عندها يتجلى سبحانه وتعالى، فلا يكون على هذا الكون كله ملك غيره، تتجلى الحقيقة المطلقة التي غابت عن الانسان في زحمة الحياة وما ظن انه امتلكه في غضونها، ناسياً الموتة الاولى متناسياً الثانية بعد البعث والنشور والنفخ في الصور.
منقول
| |
|