البلد : نقاط : 200500 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: هذا يبان للناس - لتجزى كل نفس ما كسبت الخميس سبتمبر 18, 2008 11:57 am | |
| هذا بيان للناس
لتجزى كل نفس ما كسبت
عبد الله حجازي - اغلب دلالات ومعاني لفظة نفس، تؤشر على الذات الانسانية بكامل مكوناتها، وحين يأتي النص بهذه اللفظة في سياق ما، فان السياق ذاته، هو الذي يشرح دلالات النفس، ويبين معانيها، وصولاً الى المقصد الذي رمت اليه الآية من استخدام لفظة نفس، كي تقدم لنا التأويل الكامل والسليم لما حملته الآية - أي اية - ولما اراد النص ان يقدمه للوعي الانساني. وحين يتعلق النص بـ ''العقيدة''، تأتي لفظة النفس - غالباً - لتشير الى الانسان بشكل عام، وكامل، فالنصوص القرآنية التي تناولت موضوعات العقيدة، جاءت لتثبيت حقيقة ثابتة ومطلقة، بأن الوحدانية.. الحياة الاخرى.. والنار احداثيات محسومة الايمان بها يجب ان يكون غيبياً بعيداً عن المحسوس في بناء اليقين، ففي هذه المساحة التي تقوم عليها وفيها هذه الاحداثيات، اعمال العقل يبرز عجزه في اكتشاف الغيب هذا الغيب الذي بقي العقل عاجزاً عن سبر غوره ليس باتجاه حقيقة وجوده، بل وايضاً بتقديم الدليل على عدم هذا الوجود، فكان الوجود - وجود الغيب - قضيته محسومة بدليل العجز. كان لا بد من هذه المقدمة، حتى يمكن محاورة اية 15 من سورة طه ''ان الساعة آتية أكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى''. يعترف ''القرطبي'' بأن هذه الآية ''مشكلة''، ليس بمعنى انها افرزت ما يستدعى حلاً يترتب على وجود مشكلة، ولكن بمعنى ان اشكالية بسبب اختلاف مواقف المفسرين تجاه كلمة واحدة فيها هي ''أكاد'' فالحقيقة بأن ''الساعة'' أي لحظة القيامة آتية، لا مجال للحوار او النقاش وبالتالي الاختلاف حولها، وقدر ربط الله تعالى بهذه الحقيقة، حقيقة اخرى ان موعد هذه الساعة لا ولن يعرفه سوى الله تعالى مخلوق، فلماذا جاءت ''أكاد'' لتحدد طبيعة ''اخفيها''، ليأتي السؤال المترتب على ظاهر النص، هل الساعة مخفية تماماً او ان الله تعالى كما جاء النص عليه يكاد يخفيها-. بداية السؤال خاطئ، فانعدام علم الساعة عند كل مخلوقات الله - ملائكة او جن او انس - حقيقة ازلية مطلقة، وحكاية ''أكاد'' طويلة كما تناقلتها التأويلات، انقل هنا بعضاً منها اضعها امام العقل المتدبر ليسبر كنهها:. - عن سعيد بن جبير قرأ: ''أكاد اخفيها بفتح الهمزة قال اظهرها: وقال ايضاً ان ''كاد'' زائدة. - بعض النحويين قالوا: يجوز ان يكون ''اخفيها'' بضم الهمزة معناه اظهرا. - وقال ابن عباس: ان المعنى اكاد اخفيها من نفسي. - وقيل ان معنى قول اكاد اخفيها من نفسي، أي ان اخفاءها كان من قِبَلي لا من قبل غيري. يبقى ان ما قرت عليه العقيدة السليمة المعافاة، ان لا احد.. لا احد اطلاقاً علم عن القيامة موعداً لا في ما مضى، ولا في ما هو آت، حتى الانبياء، حتى سيد الانبياء وامامهم عليه الصلاة والسلام، ما علم هذا الغيب، رغم كل ما فتح الله له، هكذا فان ''أكاد'' لا تدلل بأي شكل على نسبية غيب موعد الساعة. والله اعلم..
منقول
| |
|