البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: كيف نخلص أنفسنا من الحقد ؟ الجمعة سبتمبر 12, 2008 5:31 pm | |
|
كيف نخلص انفسنا من الحقد؟
د. محمود عبدالعزيز الزعبي - تمكن الحقد من قلب بلزاك (1799 - 1850) في احدى مراحل حياته المبكرة عكسته بعض قصصه ومؤلفاته، ولم يستطع ان يتخلص من هذه الصورة التي عانى منها في طفولته، الا بعد ان امضى سنوات طويلة من البحث في طبيعة النفس البشرية، ومن الغوص في اعماق الانسان ودراسة اخلاقه ومزاجه، واذ به يصبح واحداً من مشاهير الادباء في العالم. لم يكن بلزاك حاقداً على اصدقاء طفولته بمدينة تور الفرنسية الذين لم يشركوه معهم في اللعب فحسب بل لقد حقد على امه ايضاً، تلك المرأة التي حجبت عنه وعن شقيقته الصغرى الحب والعطف والرعاية التي يبحث عنها كل طفل، لأنها هي بدورها كانت حاقدة على نفسها وعلى والديها وعلى نصيبها من الحياة، تلك التي جمعتها برجل يكبرها بأكثر من ثلاثين عاماً. قال بلزاك بعد هذا في كتابه سيكولوجية الزواج : ان الحقد عدوى، اذا اصاب احد افراد الاسرة، انتقلت اثاره الى الاسرة كلها. يقول علماء النفس ان حملنا للضغينة بطريقة شعورية أو لا شعورية، وتذكرنا بصورة دائمة لما سبق ان تعرضنا له من اذلال أو مهانة، واحساسنا المستمر بالظلم الواقع علينا، كل هذه العوامل تغذي الشعور بالحقد في نفوسنا، وتدفعنا دفعاً الى كراهية كل شيء يمت الى الحياة من حولنا بصلة. لماذا اذن نضيع حياتنا في التفكير بأحداث ومشاكل ومسائل، كان يمكن ان تطوى، كما تطوى صفحات الكتاب الذي فرغنا من قراءته، وننساها أو نتناساها مع الزمن؟. يقول الفيلسوف اروين ايدمان: اننا نحترق حقداً، ولو اننا كرّسنا تلك الطاقة الضخمة التي بذلناها في البكاء على جراح الماضي، في تحسين الظروف والاحوال التي تثير احزاننا من حولنا، لاستطعنا ان نغير من انفسنا ونغير من مسلك وتصرفات كل هؤلاء الذين تسببوا في اثارة احقادنا. علماء الاجتماع يرجعون الكثير من حوادث الطلاق والجريمة الى احقاد قديمة تكرّست، والاطباء ينصحون بأن ننسى ونغفو، فهم يؤكدون ان 80% من حالات الصداع وسوء الهضم وقرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم سببها الاساسي السخط والحقد على حياتنا، ولتجنب ذلك علينا ان ننسى.
منقول
| |
|