في عام 2025، سيقفز عدد سكان العالم من 6ر6 بليون انسان الى ثمانية بلايين، وستزداد الحاجة الى مصادر الطعام، بخاصة وان توقعات خبراء الارصاد الجوية تشير الى سنوات من الجفاف ستعاني منها مناطق واسعة في العالم، مثل وسط وغرب اميركا، وافريقيا واسيا. من هنا اخذ العلماء يتجهون الى الافكار المبدعة في محاولة لتقديم حلول عملية لمشكلات نقص الغذاء. عالم البيئة ديكسون ديسبومير من جامعة كاليفورنيا وفريق من العلماء العاملين معه، يرون ان احد الحلول الثورية يتمثل بناطحات سحاب زراعية تبنى في المدن لتكون البديل عن الحقول الزراعية في البيئة المحيطة. ستعتمد ناطحة السحاب على زراعة مائية خالية من التربة لتقليل استهلاك الطاقة، اذ ستأتي طاقتها من عملية تحويل الفضلات الى كهرباء، واضافة الى انتاج طعام وافر، فإن هذا النمط من الزراعة سيوفر مساحات واسعة من الارض الزراعية لتستغل في تنمية الغابات. وهذه بدورها ستساهم في امتصاص المزيد من ثاني اكسيد الكربون، وتنقية الهواء الجوي. زراعة ناطحات السحاب ستوفر مصادر غذاء قريبة من اماكن استهلاكها، مما يعني تقليلاً كبيراً في نفقات النقل، وتقليلاً في الانبعاثات الغازية الملوثة للبيئة. علماً بأن الدراسات تشير الى ان ما نسبته 14% من الانبعاثات الغازية على مستوى العالم تأتي من احتراق الوقود اللازم للحصاد الزراعي ونقل المنتجات الزراعية، اضافة الى الميثان المنطلق من فضلات حيوانات المزرعة. وللتطبيق العملي يرى ديسبومير ان ناطحة سحاب بارتفاع 30 طابقاً وكلفة 200 مليون دولار، يمكنها ان توفر فاكهة وخضاراً واسماكاً ودجاجاً لتلبية حاجات 50 ألف انسان. وهو يقول ان معظم التكنولوجيا اللازمة لتحقيق هذا المشروع موجودة حالياً، وانه يكفي تخصيص ربع في المئة من الدعم الذي تقدمه الحكومة الاميركية للمزارعين، ليمكن البدء بالتنفيذ. ويشار الى ان ديسبومير، يعمل مستشاراً لمستثمرين من دبي وكوريا الجنوبية، الذين يتطلعون للاستفادة من افكاره في مجال الزراعة العمودية، لتكون مصدر غذاء المدن الجديدة الصديقة للبيئة. كما يشار الى ان مدينتي سياتل ولاس فيغاس في الولايات المتحدة تطبق مشاريع مماثلة صغيرة الحجم.
منقول
ناطحات سحاب عملاقة ولكن .. لزراعة الفاكهة والخضروات