البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: الشلل الدماغي .. أنواعه وكيفية التعامل معه الجمعة سبتمبر 12, 2008 11:51 am | |
|
الشلل الدماغي.. أنواعه وكيفية التعامل معه
يزن نادر كبوشي - الشلل الدماغي، شلل يصيب الجسم نتيجة تلف أو تعطل أجزاء معينة من الدماغ غير مكتمل النمو (أقل من سنتين من العمر)؛ بمعنى آخر هو إضطراب وخلل دائم في حركة الجسم أو هيئته بشكل عام ولكن هذا الخلل ليس ثابتا؛ أي بالإمكان التدخل فيه لتغييره نحو الأفضل.
أنواع الشلل الدماغي؟
هنالك أنواع متعددة للشلل الدماغي، تقسم إلى عدة فئات؛ مثلا: بناء على الجزء التالف من الدماغ: إذا كان التلف في القشرة الدماغية التي تتحكم بحركات الجسم فإن الدماغ لن يستطيع السيطرة على حركات العضلات وردات الفعل العشوائية للحبل الشوكي وبالتالي تتصلب العضلات ويزداد التوتر فيها مسببا صعوبات في حركة الطفل. إذا كان التلف في العقد القاعدية في الدماغ فإن التصلب في عضلات الطفل يتغير فيصبح كثير التوتر في بعض الأحيان مسببا حركات عشوائية غير مسيطر عليها وبالتالي عدم مقدرة الطفل على المحافظة على وضعية الثبات. إذا كان التلف في المخيخ فإن الطفل يستطيع التحكم بالحركات الإرادية وبوضعية جسمه نوعا ما، ولكنه يواجه صعوبة في التنسيق بين هذه الحركات بحيث تمنعه من التحرك بسلاسة وسهولة، وتظهر بشكل واضح على شكل رجفة في الأطراف العلوية عند القيام بحركات معينة. أما الأطفال الذين يعانون من ارتخاء شديد في العضلات ( توتر منخفض) بحيث لا يستطيعون التحرك بشكل طبيعي أو التحكم بالرأس أو الجذع، فإن سبب ذلك غير مفهوم لغاية الآن ولكنهم عادة ما يولدون باكرا، ومن المرجح أن يعود السبب إلى عدم اكتمال نمو الدماغ خاصة في الأسابيع الأخيرة من الحمل.
ما سبب الشلل الدماغي؟
بشكل عام سبب الشلل الدماغي غير معروف في معظم الحالات. في مرحلة ما قبل الولادة، فإن التلف في دماغ الطفل قد يحدث بإحدى الطرق التالية:. إصابة المرأة الحامل بالميكروبات مثل الحصبة الألمانية أو حتى الإنفلونزا. تعاطي بعض الأدوية. عدم ملائمة المشيمة (قد تكون موجودة تحت رأس الطفل في الرحم فتكون معرضة للإصابة والتلف بسهولة). عدم التوافق بين دم الأم والطفل. وقد ساد الإعتقاد سابقا بأن نقص الأوكسجين خلال الولادة هو سبب الشلل الدماغي، بحيث أن الأهل عادة ما يلقون باللوم على الأطباء للإهمال وعدم المسؤولية، ولكن تبين الآن أن التلف في الدماغ يحدث قبل الولادة في معظم الحالات. لذا قد تكون عملية الولادة بطيئة بسبب عدم حركة الطفل بشكل طبيعي ليساعد في عملية الولادة كما في الظروف الطبيعية، وهذا الذي قاد إلى الإعتقاد الخاطئ بأن عملية الولادة الطويلة هي السبب في الشلل الدماغي؛ ولكنها فعليا هي النتيجة. أما الأطفال الذين يولدون باكرا أو بحجم صغير فهم معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالشلل الدماغي بعد الولادة، بسبب زيادة إحتمالية النزيف في الأوعية الدموية الهشة والضعيفة في الدماغ مسببة التلف في خلاياه. الإصابات في الرأس، إلتهاب السحايا وإلتهاب الدماغ خلال السنوات الأولى بعد الولادة قد تسبب أيضا الشلل الدماغي.
تشخيص الشلل الدماغي
عند الولادة المبكرة؛ يكون الطفل غير مكتمل النمو ويعاني من صعوبات في التنفس لذلك قد يكون واضحا أنه يعاني من الشلل الدماغي، وكذلك الأطفال الذين تعرضوا لإصابات في الرأس أو الالتهابات المختلفة. ولكن في كثير من الحالات عندما يتأخر الطفل في مراحل النمو الطبيعي يكون إشارة للأطباء بتشخيص الشلل الدماغي. في الدول المتقدمة يتم تشخيص الشلل الدماغي من خلال أجهزة خاصة مثل التصوير الطبقي، الرنين المغناطيسي والأمواج فوق الصوتية والتي تبين للأطباء أي منطقة من الدماغ أصابها التلف، أو بوجود أية أورام لإزالتها. أما في الدول الأخرى فيتم تمييز بعض خصائص الشلل الدماغي عن طريق أخذ الملاحظات الدقيقة ومراقبة مراحل نمو وتطور الطفل وطريقة تحركه، وتكمن المشكلة في هذه الطريقة بأنها تحتاج إلى وقت طويل للتشخيص وحينها يصبح الوقت متأخرا للتدخل الجراحي. ولكن الدور الأهم يكون على الأهل وخاصة الأم، التي يجب أن تراقب طفلها بشكل جيد وتتابع مراحل تطوره الطبيعية وتحركاته بدقة بحيث تستطيع أن تميز أي تغيرات أو اختلافات مقارنة بأقرانه من نفس العمر أو بإخوته مثلا عندما كانوا في عمره، وعندها يجب عليها أن تخبر الطبيب مباشرة للتأكد والإطمئنان لأنه كلما اكتشفت المشكلة باكرا أصبح التعامل معها بسهولة أكثر.
علاج الشلل الدماغي
الأطفال المصابين بالشلل الدماغي عليهم أن يراجعوا باستمرار أخصائي العلاج الطبيعي، وأخصائي العلاج الوظيفي وأخصائي النطق منذ البداية، وذلك للبدء بالبرامج التأهيلية فالوقت مهم في هذه الحالات فكلما تأخر الطفل في أخذ التمارين العلاجية أصبح من الصعب الإستجابة للتمارين بشكل جيد. فأخصائي العلاج الطبيعي سيقوم بتقييم كامل وفحص دقيق ومن ثم وضع خطة علاج مناسبة وتحديد البرنامج التأهيلي الذي يكون متركزا بشكل أساسي على مساعدة الطفل على التحكم بحركاته وتطوير مهاراته الحركية والحسية وتحسين وضعية جسمه بشكل عام. ويكون ذلك بالتعاون مع الأهل من خلال البرامج المنزلية التي يعلمها الأخصائي للأم بشكل خاص لتطبيقها في المنزل مع الطفل. اختصاصي العلاج الوظيفي سيركز بشكل أكبر على المهارات الوظيفية اليومية للطفل وتطوير إدراكه الحسي بشكل عام والحركات الدقيقة التي تحتاج إلى مهارة عالية وتركيز كبير خاصة في اليدين، أما أخصائي النطق فيركز في برنامجه التأهيلي على محاولة تحسين مهارات التواصل، والطرق المناسبة في كيفية الأكل والشرب. أخٍصائي علاج طبيعي اللجنة الإعلامية لجمعية /العلاج الطبيعي الأردنية
منقول
| |
|