موضوع: رمضان في الماضي ليس مثل اليوم الجمعة سبتمبر 12, 2008 11:28 am
رمضان فـي الماضي ليس مثل اليوم
معاوية ابن الشيخ - العادات الغذائية وغير الغذائية في رمضان تختلف من بلد إلى آخر، إلا أن بعضها مشترك، كتبادل التهاني والزيارات عند بداية الشهر، وهي أشياء بدأت تقل تدريجياً،وبدأت رسائل الـ sms تقوم بالدور، لتوفير الوقت والمال، لكنها هي الأخرى تأثرت بأزمة الغلاء، فانتشرت رسالة تهنئة على الجوال تقول: كل عام وأنتم بخير.. نظراً للظروف الاقتصادية وارتفاع الأسعار، فهذه التهنئة صالحة لستة أشهر وتشمل رمضان، عيد الفطر، عيد الأضحى، والسنة الجديدة.. شعارنا تواصل بلا خسائر . قبل سنوات عدة، كان مشهد الأطباق الطائرة أو المحمولة على الأكتاف قبل الإفطار منتشراً بكثرة، أطباق تدخل هذا البيت، لتخرج منه في اليوم التالي محملة بأنواع أخرى من الطعام، متجهة إلى أصحاب الأطباق، والعكس صحيح، وكأن النساء يتحدين بعضهم بعضاً في فن الطبخ، لكن هذا المشهد انقرض أيضاً. أم عبيد من دبي وهي أقدم من نظم أطباق ما قبل الفطور، تجلس في عريش بخيمة التراث بقناة القصباء تمارس النسيج، تتحدث عن رمضان قديماً بكثير من الحنين: كنا نجتمع في وقت مبكر في أحد البيوت لإعداد وجبة الفطور، بداية من طحن الطحين، وتتعاون نسوة الفريج في إعدادها عن طريق توزيع الأدوار . توزيع الأدوار هذا كان يتم قديماً وفقاً لاتفاق صريح بين النسوة، فإحداهن تعد الخبيص، (يتكون من السميد والحليب والسكر والزعفران والهيل)والأخرى تعد اللقيمات وواحدة تحضر الهريس وبعضهن تحضر ساقو (تشبه الحلوى العمانية، مكونة من السكر والسمن البلدي والزعفران والهيل)، ومنهن من تعمل ثريد ، وإحداهن تعمل عرسية و خنفروش .. فتصبح هناك تشكيلة في كل بيت. أما الرجال، كما تقول أم عبيد، فـ كل يذهب بفطوره إلى المسجد ويفطرون جماعياً ، وما زال هذا التقليد مطبقاً في بعض المناطق الريفية. لكن الرجال القدامى والحاليين اشتركوا في شيء آخر، وهو عدم إلمامهم بمكونات الأطعمة التي يتناولونها، على رغم أنهم يلمون بها جيداً حين يدوي مدفع الإفطار. رجال الآن تجدهم في السهرة الرمضانية، التي ينتج عنها الكسل والنوم نهاراً، وتتفاوت النومة الرمضانية بين من ينام في الساعات الأولى من النهار فقط، ومن ينام نومة أهل الكهف، ولا يصحو إلا ليجلس أمام الفطور.. فعلاً كما تقول أم عبيد: أول غير .