البلد : 
نقاط : 200500
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
 | موضوع: هذا بيان للناس - ولا تقتلوا النفس التي حرَم الله  الخميس سبتمبر 11, 2008 9:26 pm | |
|
هذا بيان للناس - ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله
عبد الله حجازي - عظمت العقيدة الاسلامية الاعتداء على نفس الآخر بالقتل، ادانة هذا الفعل الى درجة التحريم التي ليس بعدها في سلم الادانات في الاسلام درجة، والادانة هنا ترتب عقوبة، واذا افضى الاعتداء الى الموت، كان هذا قتلاً دونما سبب، واذا وقع القتل بغير حق، جاء نص العقوبة القرآني واضحاً النفس بالنفس حملت هذا آيات عديدة من الكتاب المبين بينت متعلقات مثل هذا القتل وما يمكن ان يترتب عليه من تداعيات تصل الى حد اقامة الحد لقتل القاتل.
بيد ان الآية او بعض الآية ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله الا بالحق جاءت في سياق أعم وأشمل من حالة القتل هذه وما يمكن ان يترتب عليها، فقد ورد هذا النص في سياق مواقف تربوية، نقلها القرآن على لسان رسول هذه الرسالة عليه الصلاة والسلام في الآية 151 من سورة الانعام، التي صاغت مع الآية التي تبعتها هذا الموقف التربوي الذي اشرنا اليه، لتكون - الآيتان- احد اهم فصول التربية الاسلامية.
يدعو النص الى الاستماع لمحددات ما حرم الله تعالى على عباده فيقول:.
قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا شيئاً وبالوالدين احساناً ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون وتستكمل ايتان بعد هذه الآية، صورة تجاوزت دلالاتها ظاهرها الى ابعاد عقائدية تصل الى ما قبل نزول الوحي كيف:.
قال كعب بن الاحبار، في ما نقله القرطبي: هذه الآية مفتتح التوراة بسم الله الرحمن الرحيم.. قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم... وقال ابن عباس ايضاً هذه الآيات - الثلاث - محكمات ذكرها الله تعالى في سورة الانعام، اجمعت عليها شرائع الخلق لم تنسخ قط في ملة، من هنا، فان ما نقلته من مواقف تربوية اجتماعية، جاء تغليظ قتل النفس من بينها، يعكس وحدة الشرائع في اساسيات وان تفاوتت في ثانويات فرضتها ظروف تطور الوعي والحاجة الانسانية على امتداد مسيرة النضج الانساني الذي استدعى تطور هذه الشرائع.
وحين نعدد ما نقلته هذه النصوص الثلاثة - الآيات 151 الى 153، نجد انها بنت منهجاً انسانياً متكاملاً لا تستقيم بدونه حياة أي مجتمع انساني، وما نقلته النصوص الثلاثة هو:.
الا تشركوا بالله شيئاً، وبالوالدين احساناً، لا تقتلوا اولادكم، لا تقربوا الفواحش، لا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق، لا تعتدوا على مال اليتيم، اتمام الكيل والميزان، العدل في القول بغض النظر عن من او مع او تحيا من سواء أكان من ذوي القربى او لم يكن، ثم الوفاء بعهد الله ان قطع، واخيراً اتباع صراط الله المستقيم، والا فان السبل تفضي الى التفرق.
ان التمعن بما حملته هذه النصوص من قيم تربوية اجتماعية، يؤكد شمولية الدعوة الاسلامية وانسانية العقيدة الاسلامية، وصوابية خاتمية هذه الدعوة التي جاءت لتنجز مهمة التنزيل السماوي الى بني آدم على ظهر هذا الكوكب فكانت الخاتمة التي اقرت ما سبقها مما هو اصول واستكملت مما كان في ما سبقها فروع تمس الى النضوج والاتمام.
منقول
| |
|
