موضوع: الجودة .. طريق المسلمين في عصر العولمة الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 10:42 pm
الجودة .. طريقُ المسلمين في عصر العولمة
م. عوض الحربي - ونحن في بداية قرن العولمة .. قرن المنافسة الاقتصادية الشرسة وزمن تطلع المنظمات العالمية للحصول على عناصر البقاء والتميّز ... وفي ظل التطورات والمتغيرات العالمية المتسارعة، والتي يصعب على الباحث تتبّعها ورصدها ومن ثم دقة التعامل معها ...في ظل ذلك كله سارعت المنظمات التقنية والاقتصادية بالتفاعل الشامل مع مراكز البحث والتطوير من خلال أروقة الجامعات ومعاهد الأبحاث العالمية، ومن خلال أطروحات المختصين في شتى المجالات إلى استقراء الواقع، وتطوير النظريات والأطروحات العلمية التي تتعامل مع هذا التقدم المذهل والتسارع اللامحدود في تحديد المؤهلات الرئيسة للشركات والمنظمات الدولية للفوز بنصيب السوق العالمي وتميزها، وخصوصاً في ظل تسابق مختلف دول العالم للدخول في منظمة التجارة العالمية وما يترتب عليها من فرص وتحدّيات... وإن من هذه المؤهلات الرئيسة والعوامل القوية في ذلك الصراع ما يُسمّى بالجودة ، والتي تنامى الاهتمام بها منذ أوائل الخمسينيّات من خلال تبني المنظمات العالمية لمفاهيمها وتطبيقها ونشر أدواتها، ومما لاشك فيه أنها كانت أهم عوامل تفوّق الدول العظمى كاليابان وأمريكا وأوربا، وبعض دول شرق آسيا، متمثلاً في انتشار منتجاتها عالمياً عندما استثمرت جهودها في الجودة وتطبيقاتها.. فما هي الجودة؟ وما هي أهمية تحقيقها؟ و ما هي الخطوات اللازمة لتطبيق الجودة في المنظمات؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة فقد تحدث المختصون وألّف المؤلفون من الباحثين والعلماء عن الجودة وتعريفاتها، ومن أشملها تعريف منظمة المواصفات العالمية ISO ، والذي يجمع كثيراً من وجهات النظر بأن الجودة هي: مجموعة السمات والخصائص لمنتَج أو خدمة، والتي تجعلها قادرة على تلبية احتياجات العملاء سواءً المنصوص عليها أو الضمنية . فهي تعني المواءمة والموافقة مع خصائص المنتّج ومتطلباته التي تلبي وتحقق احتياجات المستفيد ورغباته كما قرر ذلك عالم الجودة د.(كرسبي) . وقد أضاف د.(إدوراد ديمينغ) ، والذي يُطلق عليه أبو الجودة : هي درجة التميّز للمنتَج مع قبول السعر للعميل.. هذا ولا يمكن الحصول على ذلك إلا بعمل المنتَج بشكل صحيح، ومن أول مرة وكل مرة.. وعليه فإن تعريف الجودة يرتكز على المحاور التالية: 1- التركيز على العميل ومقابلة احتياجاته ومتطلباته مع عدم المساومة على ذلك. 2- مطابقة المنتَج للمعايير والمقاييس المقررة. 3- أداء العمل للمنتَجات أو للخدمات بدون أخطاء مع اتباع الأسلوب الوقائي. 4- تخفيض التكاليف والتي تتناسب مع العميل والعمل على ذلك. ولذلك فلابد على المنظمات و المؤسسات التي تريد التميز وتحقيق مراتب النجاح في إنتاج المنتَجات أو تقديم الخدمات من تأسيس نظام فعّال حازم وناضج يحقق المتطلبات اللازمة لتنفيذ مفاهيم الجودة وتطبيقاتها المختلفة. وهذا النظام لابد وأن يرتكز على ما يلي: 1- تبني الإدارة العليا للمنظمة المتواصل لمفاهيم الجودة وتطبيقاتها، وبكل صدق واعتقاد وعزيمة، وأنها ليست مجرد إصلاحات سريعة أو موضة عابرة، أو أنها مجرد هدف محدد ومؤقت يتم تحقيقه ثم لا يلبث أن ينتهي..وهذا شرط أساسي في نجاح جهود الجودة. 2- نشر مفاهيم إدارة الجودة الشاملة وثقافتها والتوعية المستمرة لأعضاء المنظمة، وتغذية ذلك بكل مايؤدي إلى نجاح هذه المهمة من تدريب وتمكين لجميع الموظفين، وتفعيل لمشاركاتهم ووضع أنظمة فعّالة في تطوير الموارد البشرية. 3- تبني أحد تطبيقات الجودة بشكل صحيح ومستمر، والتخطيط لذلك كالمواصفات العالمية الآيزو ، وبطاقة الإدارة المتوازن ، مع الاستفادة من قضية المقارنات المرجعية 4- تحديد أقسام ومكونات المنتجات أو الخدمات ومواصفاتها من خلال العمليات الرئيسة. 5- وجود أنظمة ذات فعاليّة وكفاءة عالية للوثائق من ناحية الإيجاد والحفظ والاسترجاع. 6- التأكد على أنظمة الفحص والاختبار، مع التنبه أنها ليست كل شيء كما كان في السابق. 7- التحسين والتطوير المستمر الذي لا يعرف الملل والركود من خلال التقييم المستمر والتدقيق لمؤشرات الأداء. عندها سيكون لتلك المنظمات التميّز في: 1- قدرتها على المنافسة واكتساب المزيد من المميزات التنافسيّة في السوق المحلية والعالمية. 2- تحقيق رضا العملاء عن المنتَج أو الخدمة المقدمة، وبالتالي زيادة الأرباح وقلة التكاليف. 3- الفعاليّة التنظيميّة الداخليّة في المنظمة، والذي سيؤدي إلى سلامة العمليات، ومتعة العاملين على اختلاف المستويات مع تصاعد ولائهم للمنظمة.
الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 10:42 pm