البلد : نقاط : 200500 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: نفحات إيمانية -التسامح وإحترام معتقدات الآخرين في الإسلام الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 5:17 pm | |
|
نفحات إيمانية - التسامح واحترام معتقدات الآخرين في الإسلام
أبو المأمون - الحقد والحسد آفاتان ابتلي بهما كثير من الناس، في زماننا هذا هما (الحقد والحسد)، فما هو الحقد وما هو الحسد؟ الحقد هو الغيظ المكظوم في نفس شخص ضد شخص آخر وعلامته دوام بغض ذلك الشخص والنفور منه، فالحقد ثمرة الغضب، ومن لديه حقد لا يمكن أن يكون في قلبه مكان للتسامح أو العفو وفقدان التسامح من حياة الناس معناه فقدان ركيزة أساسية من ركائز الأخلاق الحميدة والمعاشرة الطيبة في حياة الناس والمجتمعات. والتسامح صفة إيجابية بناءة فبينما الحقد صفة هدامة وبغيضة، والحسد إحدى نتائج الحقد. وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء.. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا كونوا عباد الله إخوانا) وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب). وفي حديث آخر أنه قال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل من أهل الجنة فطلع رجل فسئل عن عمله، فقال: إني لا أجد لأحد من المسلمين في نفسي غشا ولا حسدا على خير أعطاه الله إياه. وقال ابن سيرين: ما حسدت أحدا على شيء من الدنيا لأنه إن كان من أهل الجنة فكيف أحسده على شيء من أمر الدنيا وهو يصير إلى الجنة، وإن كان من أهل النار فكيف أحسده على شيء من أمر الدنيا وهو يصير إلى النار. وقال إبليس لنوح عليه السلام: إياك والحسد فإنه صيرني إلى هذه الحال. واعلم أن الله تعالى إذا أنعم على أخيك نعمة فلك فيها حالتان: إحداهما أن تكره تلك النعمة وتحب زوالها فهذا هو الحسد، والحالة الثانية أن لا تكره وجودها ولا تحب زوالها، ولكنك تشتهي لنفسك مثلها فهذا يسمى غبطة. وعلاج الحسد تارة بالرضى بالقضاء وتارة بالزهد في الدنيا وتارة بالنظر فيما يتعلق بتلك النعم من هموم الدنيا وحساب الآخرة فيتسلى بذلك ولا يعمل بمقتضى ما في النفس أصلا، ولا تنظر لمن فضل عليك في الرزق، وفي نعمة من نعم الدنيا أو الدين ولكن انظر لمن حرم منها ومن من دونك وهم كثر، حتى لا تزدري نعمة الله عليك ولا تقع في آفة الحسد أو الحقد.
منقول
| |
|