البلد : 
نقاط : 200500
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
 | موضوع: نفحات إيمانية -التسامح وإحترام معتقدات الآخرين في الإسلام  الإثنين سبتمبر 08, 2008 9:12 pm | |
|
نفحات إيمانية (أبو المأمون)
التسامح واحترام معتقدات الآخرين فـي الإسلام
السبب الرئيسي في انتشار الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها والقوة الدافعة في هذا الانتشار كانت وما زالت في اعترافه بالآخرين والمخالفين وعدم إجبارهم على هذا الدين. فالدين مسألة عظيمة وقرار حر يتخذه صاحبه بمحض إرادته دون تأثير أو ضغوط من البشر لأنه قضية هامة وامتحان مباشر بين الله والإنسان. والقوة الدافعة كانت في قوله تعالى (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) وفي قوله تعالى (لكم دينكم ولي دين) صدق الله العظيم. فولدت هذه القاعدة الرئيسية الصلبة في الإسلام التسامح وعدم المساس بمعتقدات الآخرين، فدخل الكثير من الأمم والشعوب في الإسلام أفواجا لما قارنوا بين التسامح في الإسلام وفي غيره من الأديان، الإسلام قنن حرية الفرد والجماعة وحتى الدولة بمحددات لا يجوز تجاوزها واعتبرها خطوط حمراء على قاعدة لا ضرر ولا ضرار. فحريتك تنتهي إذا طغت على حقوق غيرك.
احترم الإسلام حرية الرأي والرأي الآخر وحرية التملك وحرية الرياضة وحرية العمل وغيرها على أساس هذه القاعدة السابقة و وضع ضوابط صارمة لهذه الحرية ضد أي شخص يتجاوزها بغض النظر عن جنسه ودينه ومنصبه، ولدينا أمثلة عديدة على هذه الضوابط، ولكن نورد مثالا واحدا وهو ما حصل في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث كان الوالي على مصر هو عمرو بن العاص رضي الله عنه حينما كان يجري سباق خيل في مصر، وكان أحد المشاركين فيه هو ابن الوالي عمرو بن العاص رضي الله عنه، فسبقت فرس القبطي المصري غير المسلم فرس ابن الوالي، فما كان من ابن الوالي المسلم إلا أن صفع القبطي وقال خذها من ابن الأكرمين.
لنقف عند هذه النقطة لنرى أولا حرية سباق الخيل الذي اشترك فيه المسلم وغير المسلم دون تعصب وحصل تجاوز على حرية الغير مسلم الذي صفع دون وجه حق. فما كان منه إلا أن ذهب للمدينة المنورة ? على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- ليعرض شكواه على الخليفة عمر رضي الله عنه فيصلها ويقابل العادل عمر الذي أمر بالفور باستدعاء الوالي وابنه إلى المدينة ونزل القبطي مكرما بالمدينة لحين وصول خصمه إلى مجلس قضاء عمر فوصلا وحج كل من الخصوم حجته أمام القاضي الخليفة عمر بدءا بالقبطي المدعي فاعترف ابن الوالي بفعلته، ولم ينكر كما هو حال الكثير من الخصوم في هذا الزمان.
منقول
| |
|
