البلد : نقاط : 200500 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: هذا بيان للناس - لا يكلف الله نفسا إلا وسعها 2/3 الأحد سبتمبر 07, 2008 10:13 am | |
|
هذا بيان للناس - لا يكلف الله نفساً الا وسعها 2/3
عبد الله حجازي - والتكليف حين يأتي من الله تعالى، انما يجيء على النحو الذي يعلم الله تعالى، ان في طوق عبده الوفاء به، واذا كان مناط التكليف كما علمتنا اياه العقيدة هو العقل والبلوغ فان القدرة التي جاءت بها هذه الآية، حين حمل نصها ان الله تعالى، لا يكلف نفساً الا وسعها، فكانت وسعها من صاغ القدرة لتكون من اشتراطات التكليف الذي صار مناطه العقل.. والبلوغ .. والقدرة جعله الله في هذه الثلاثية كي يرفع عن كاهل المكلفين ما طغوه عنتاً اصاب حياتهم الاخروية حين قال سبحانه وتعالى: وان تبدو ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله ليكون الحساب على مرجعية التكليف منوطاً بالعقل والبلوغ والمقدرة، هذه التي جعلت من المحاسبة هنا ضوابطها المقدرة. ويؤكد ما ذهبنا اليه، مسار النص الذي اوصل حقيقة اخرى جعلها في لها ما كسبت.. وعليها ما اكتسبت ذلك ان لها دلالاتها، و عليها فيها ايضاً دلالاتها، هذه الدلالات التي احاطت ب كسبت بما تعنيه و اكتسبت بما تذهب اليه، فلها بما يرمي اليه فقه هذه الكلمة، يؤشر على نتائج ايجابية تضيف الى رصيد الانسان ما هو ايجابي، حين نكون لها هي المبينة لحالة الحركة، في حين ان فقه عليها يؤشر على معطيات سلبية تضيف الى رصيد الانسان ما هو سلبي يرتب عليه مساءلة او مسؤولية توجب الوفاء، بمعنى ان لها حالة خير في حين ان عليها مصدرها غير ذلك وهو في الاغلب شر، وانسجاماً مع هذا السياق جاءت كسبت مع لها لتدلل على الربح وتؤشر على عمل الخير، في حين ان اكتسبت فسبقتها عليها التي تؤشر على السلبي، على افعال الشر. ان المشهد الكامل الذي بنته هاتان الآيتان لله ما في السماوات والارض، وان تبدو ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله، فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير . ثم لا يكلف الله نفساً الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت.. هذا المشهد تتكامل ملامحه في النصين اللذين اكملا آيات آخر البقرة بما صح انه لهما من ميزات، فالقول بأن ملكية هذا الكون لله الخالق البارئ المصور، استدعت مطلق علمه بكل مكنونات مخلوق هذا الكون لأنه خالقه، وحين جاء ب الخواطر كمثال على ما يعلمه سبحانه وتعالى، انما اراد ان يوصل للوعي الانساني مدى قدرته ومن ثم ضوابط عدله، فأكد ان تبدو ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله وهو حساب محكوم على انه سبحانه وتعالى يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء لانه.. على كل شيء قدير ، وبغض النظر عن التداعيات التي ترتبت على دلالة هذا النص، هذه الدلالات التي افرزت موقف الصحابة الذين فزعوا مما كلفتهم به، فان الفرج الذي افرجنا مما ظنه البعض مأزقاً، امتد ليصل الى ابعد ما حملته آية لله ما في السماوات والأرض امتد الى آفاق جديدة حملتها الآيتان بعدها.
منقول
| |
|