الخامس من رمضان 666 هجرية الظاهر بيبرس يسترد أنطاكية من الصليبيين
كاتب الموضوع
رسالة
البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
موضوع: الخامس من رمضان 666 هجرية الظاهر بيبرس يسترد أنطاكية من الصليبيين الجمعة سبتمبر 05, 2008 12:05 pm
الخامس من رمضان 666 هجرية الظاهر بيبرس يسترد أنطاكية من الصليبيين
كانت الجيوش الأوروبية التي توجهت للشرق في إطار حملة عسكرية دينية تضع قدمها على حاضرة أساسية في العالم الإسلامي بدخولها إلى مدينة أنطاكيا سنة 491 هجرية، وتفتح أمامها بلاد الشام التي كانت تمر بمرحلة اضطراب عارمة في تلك المرحلة، وأنطاكيا بموقعها الاستراتيجي في لواء الإسكندرون مثلت المدخل البحري المهم لتسلل الجيوش الأوروبية وتجنب الصدام مع السلاجقة وغيرهم من القبائل المسلمة في آسيا الوسطى. وضع دخول أنطاكيا الأوروبيين على مقربة من الأراضي المقدسة التي تنادى أمراؤهم بضرورة إخراج المسلمين من القدس وما حولها، خاصة أن هذه المدينة كانت تمثل حاضرة كبيرة في ذلك العصر فوصفها ابن كثير يقال: إن طول سورها اثنا عشر ميلا، وعدد بروجها مائة وستة وثلاثون برجا، وعدد شرفاتها أربعة وعشرون ألف شرفة . الجيوش الصليبية استطاعت بعد معركة حطين وخروجها من بيت المقدس أن تحصل على وجود مشروط في المنطقة الساحلية من بلاد الشام، وتواصلت حالة الجذب والشد بينها وبين الجيوش المسلمة من مماليك مصر من القوقازيين، ولكن انشغال المماليك بالصراعات الداخلية ولعبة السلطة لم يمكنهم أبدا من الدخول في مواجهة حقيقية مع الوجود الأوروبي الذي كان يتعزز باستمرار ورود المؤن والتعزيزات عبر المتوسط. والحالة تلك وبعد سلسلة من الانتصارات التي حققها الزنكيون والأيوبيون ولم يتمكنوا فيها من الحسم وتحييد الخطر العسكري للأوروبيين في المنطقة، كانت التحركات التي قادها السلطان المملوكي الظاهر بيبرس لتتبع الفلول الأوروبية التي تدافعت للاحتماء بمناطق نفوذها بعد الحملة المغولية الكبيرة التي أسقطت عاصمة الخلافة العباسية بغداد واستكملت زحفها إلى الشام، حتى انكسرت أمام الجيوش الإسلامية بقيادة السلطان قطز في معركة عين جالوت. وأصبح خليفة قطز الفارس الشركسي ركن الدين بيبرس معنيا بعد رد المصريين للخطر المغولي بتحرير ساحل بلاد الشام من الجيوش الأوروبية، وبالفعل بدأت حملاته تتواصل واستطاع أن يحصد انتصارات متتالية وأن يخلص المسلمين من الاستبداد الإفرنجي الذي استولى على قراهم ومصادر رزقهم وسخرها في خدمة جنوده واحتياجاتهم، وكان فتح انطاكية في سنة 666 هجرية يمثل نقطة التحول الكبيرة التي أعادت هيبة المسلمين ومهدت لإعادة توحيدهم بعد استعادتهم لمنطقة حيوية في دولتهم. تحول بيبرس إلى أسطورة وسيرة شعبية تروى بعد أن أذاق الجيوش الصليبية مرارة الهزيمة في أكثر من موقعة، وأصبح الفتى القبجاقي الذي بيع في سوق الرقيق في دمشق وهو في الرابعة عشر من عمره وعايش أحداثا جسيمة واجهها بمنتهى الشجاعة ورباطة الجأش سيدا على المسلمين في حياته الحافلة التي قضى معظمها في ميدان المعركة، حتى توفي في مدينة دمشق ودفن فيها سنة 676 هجرية، ليتداعى بعد وفاته إرثه الكبير وعقيدته العسكرية التي لم تتكرر حتى قيام الدولة العثمانية.
منقول
الخامس من رمضان 666 هجرية الظاهر بيبرس يسترد أنطاكية من الصليبيين